أجهز برنامج أوراش بجماعة “الشماعية” على أبرز معلمة تاريخية بمدينة الشماعية و بإقليم اليوسفية، الأمر يتعلق بمدرسة “الأمراء” بالشماعية، التي تعد معلمة حضارية وثقافية توافد عليها مجموعة من سلاطين الدولة العلوية وكبار رجال الدولة، لقيت حتفها من طرف من هدموا صورها التاريخي، أمام مباركة المسؤولين وصمت المجتمع المدني، الذي بهذا الانجاز يجهز على فترة زمنية مهمة ومشرفة عرفتها قبيلة “احمر”.
وبالعودة إلى القانون 80_22 نجد أنه يمنع إتلاف أو تغيير طبيعة جميع التحف الفنية والعاديات المنقولة رغبة في المحافظة عليها إذا كانت فيها بالنسبة للمغرب فائدة تاريخية أو أثرية أو أنتروبولوجية، أو كانت تهم العلوم التي تعنى بالماضي والعلوم الإنسانية بوجه عام، وبالتالي فهل ما تم القيام به استند على دراسة مختصة في المآثر المهمة؟ ومن وافق على تدمير تاريخ قبيلة، وتحويلها إلى صور إسمنتي بعيد عن نسق المكان وبعده الحقيقي؟ مع العلم أن الدراسة الأخيرة التي قامت بها وزارة الثقافة، وصدرت في الجريدة الرسمية، هل كان التنسيق مع الوزارة الوصية قبل تنفيد الهدم؟ كلها أسئلة وجب البحث عن إجابتها، لأن الأمر عند الغيورين عن المنطقة يعد بمثابة جريمة في حق “الشماعية”، بل وفي حق الوطن، لأن المكان هو جزء من تاريخ المغرب…، وقضية الترميم ليست كالدفن والإقبار.
حقيقة، الأمر جد مخجل ولا يستدعي الصمت، بل وجب التحقيق في النازلة، ومعرفة من يتحمل مسؤولية هذه الجريمة في حق هذه المعلمة التي لو تم استثمارها كواجهة مشرفة لمنطقة “احمر”، كانت ستأتي بنفع بيّن، لكن الجهل سيظل ما دام في قريتنا جهلاء يستمرون في هدم كل شيء جميل…
التعليقات مغلقة.