أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

بعد تعثر إمدادات اللقاحين الصيني و الريطاني المغرب يتجه إلى إستيراد ” سبوتينك ” الروسي .‎

بقلم – احمد اموزك
افادت جريدة القدس العربي ان  المغرب يتجه إلى استيراد «سبوتنيك» الروسي بعد تعثر إمدادات اللقاحين الصيني والبريطاني 
حيث اقترحت اللجنة العلمية والتقنية المكلفة بالتطعيم في المغرب على حكومة سعد الدين العثماني إبرام عقود لاستيراد لقاح «سبوتنيك V « من روسيا، رغبة في تدارك إمكانية نفاد مخزون البلاد من اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد خلال الأسابيع المقبلة
و حسب  صحيفة «الأحداث المغربية»، أمس، أن هذا الاقتراح جاء بعد أن شهد ملف لقاح «سينوفارم» الذي تطوره مختبرات «ووهان» الصينية بعض التعثر، نظراً لعدم انتهاء التجارب السريرية في مرحلتها الثالثة وبالتالي تحديد مدى فعاليته ونجاعته
وسبق لسلطات الرباط أن وقعت اتفاقيتين، الأولى خاصة بالتجارب السريرية في المغرب، وبالتالي استفادة المغرب من 10 ملايين جرعة من اللقاح مجانية، والثانية تصنيع اللقاح نفسه داخل المختبرات المغربية، وهذا يعنى حسب الاتفاقية، تحقيق الاكتفاء الذاتي من اللقاح ثم تصديره إلى الأسواق الإفريقية، وهذا ما لم يتم لحد الآن
وأضافت  ذات الصحيفة أن قرار تبني استيراد لقاح «سبوتنيك V « والموافقة عليه هو من اختصاص جهات عليا بتشاور مع لجنة القيادة المغربية التي تم إحداثها منذ الإعلان عن حالات الالتهابات التنفسية الحادة الناجمة عن كوفيد 19، والتي تضم مختلف المتدخلين، مدنيين وعسكريين، خبراء وباحثين متخصصين
وأظهر لقاح «سبوتنيك V» فعالية تصل، بعد 21 يوماً من تلقى الجرعة الأولى، إلى 91،6 في المئة، وحماية قوية تصل إلى أكثر من 87 في المئة لجميع الفئات العمرية بغض النظر عن الجنس
تنويع اللقاح
وكانت اللجنة التقنية المغربية اقترحت بعد تعثر ملف «سينوفارم ووهان» تنويع اللقاح، وبالتالي إبرام عقود هذه المرة لاستيراد لقاح «جونسون آند جونسون» الأمريكي، نظراً لكونه ذا جرعة واحدة ويناسب الظروف اللوجستيكية بالمغرب، حيث يتم تخزينه في درجة برودة تتراوح بين 2 و8 درجات لكنه أصبح من الصعب استيراده، تقول صحيفة «الأحداث المغربية» لاحتكاره من طرف الولايات المتحدة الأمريكية وجنوب إفريقيا بعد انتهائها من التجارب، وبالتالي قطع الطريق عن المغرب في هذه المرحلة، حيث إن هناك ثلاث دول سيتم تزويدها باللقاح في بداية نيسان/ أبريل المقبل هي الولايات المتحدة الأمريكية وجنوب إفريقيا وكندا
وتوقع المصدر نفسه أن تعرف شحنات لقاح «أسترازنيكا» البريطاني السويدي بعض التأخر بالنسبة للمغرب، في ظل التطورات الجديدة على المستوى الدولي، حيث أدت خطة أطلقها الرئيس الأمريكي جو بايدن لرفع وتيرة إنتاج اللقاح لدى الشركة الأمريكية «فايزر» إلى قطع إمدادات المواد الأولوية عن معهد «السيروم» في الهند المتخصص في إنتاج لقاح «أسترازنيكا 3»
وتنهج شركة «سينوفارم» الصينية، وفق وصف صحيفة «هسبريس» الإلكترونية، سياسة «تقطير» اللقاح على البلدان التي وقعت معها اتفاقيات شراكة، إذ تكتفي بإرسال نصف مليون حقنة فقط في كل شحنة إلى تلك الجهات الدولية، وضمنها المغرب، نظراً لمحدودية الإنتاج في الظرفية الراهنة من جهة، وسعي الصين إلى الحفاظ على مستوى متوازن من العلاقات السياسية من جهة ثانية
ويرى إحسان المسكيني، الباحث في الكيمياء الحيوية، أن «عملية التطعيم تحقق الأهداف المبتغاة منها في المغرب، نظراً إلى بلوغ نسبة 10 في المئة من المناعة الجماعية، خاصة أن السلطات الصحية نجحت في تطعيم أغلب الفئات الهشة التي تعاني من الأمراض المزمنة». وأبرز في تصريح للصحيفة ذاتها أن «فئة الشباب النشيطة راكمت مناعة ذاتية إزاء الفيروس، لكن ينبغي التفكير في التحدي المطروح بخصوص جلب لقاحات جديدة، لا سيما في ظل محدودية تصنيع اللقاحات من لدن شركات الأدوية»
اتفاقيات شراكة
وأوضح الباحث في علم الفيروسات أن «المغرب تربطه اتفاقيات شراكة ثابتة مع مجموعة من المختبرات، غير أنه قد يقع تأخير فيما يتعلق بإرسال شحنات اللقاح المبرمجة خلال وقت سابق، وهو المعطى الذي لم تتضح معالمه بعد في ظل التسابق الدولي للحصول على اللقاحات». ومع ذلك، فإن المصالح الدبلوماسية المغربية مطالبة بالبحث عن شركات أخرى لتنويع مصادر اللقاحات، وفق المتحدث، الذي قال إن «الشحنات المستقبلية قد تتأخر لأسبوع أو أسبوعين»، ثم أضاف أن «الأهم هو تطعيم الشرائح الطاعنة في السن»
ولاحظت صحيفة «الصباح» أن رياح سوق اللقاحات العالمية تجري هذه الأيام، عكس اتجاه حملة التطعيم الوطنية، مشيرة إلى أن المغرب يواجه صعوبات في ضمان الدفعات المتبقية من لقاحي «أسترازنيكا» البريطاني و»سينوفارم» الصيني، بسبب اضطرابات في الإنتاج وضغوط وتراجع عن اتفاقات في آخر لحظة
ونقلت عن الخبير المغربي سمير مشهور، نائب الرئيس العام لمجموعة «سامسونغ بيولوجيكس» الكورية الجنوبية وأحد العارفين بخبايا اللقاحات المتداولة في العالم، قوله إن هناك صعوبات وارتباكاً في السوق، مرده إلى عوامل موضوعية متعلقة بوتيرة الإنتاج. وأفاد الخبير نفسه أن 193 دولة طلبت 20 مليار جرعة من الآن إلى نهاية السنة الجارية، مؤكداً أن 83 في المئة من هذه الدول تنتمي إلى دائرة الدول النامية، علماً أن الطاقة الإنتاجية لجميع اللقاحات المعتمدة لن تتجاوز 9.2 ملايير جرعة (نهاية 2021)، ما سوف يمكّن فقط من تلقيح 4.8 ملايير مواطن في العالم
مرحلة صعبة
ويعدّ الخبير المذكور المدافع الرئيسي عن ملف اللقاحات لفائدة المغرب في الأسواق الدولية، إذ يرجع له الفضل في تذليل عدد من الصعوبات في حصول المغرب على 8.5 ملايين جرعة إلى حد الآن من أصل 66 مليون جرعة. وأثنی في تدوينة له على «فيسبوك» على وصول المغرب إلى نسبة 10 في المئة من التلقيح واحتلاله رتبة مشرفة على المستوى العالمي، لكن عاد ليؤكد أن الأسابيع والأشهر القليلة المقبلة ستكون صعبة، وقال: «فزنا ببعض المعارك الصغيرة، وسنفوز بالمعركة الكبرى عندما يتم تطعيم 80 في المئة من سكاننا، أو عندما يتم تطعيم كل من يحتاج إلى التطعيم، نحتاج جميعاً إلى التحلي بالصبر، والاستمرار في حماية أنفسنا والآخرين، من خلال ارتداء الكمامة، والحفاظ على المسافة الصحيحة بيننا والاستعداد للتكيف مع التغيرات القادمة»
في سياق متصل، رفضت اللجنة العلمية المغربية نتائج دراسة بريطانية وفرنسية تؤكد أن جرعة واحدة من لقاح «أسترازنيكا» كافية للتطعيم. وأعلن عن هذا القرار عبر الصفحة «الفيسبوكية» للدكتور عبد اللطيف ياسي، طبيب أخصائي بطب المستعجلات والتسممات في المستشفى الجهوي الحسن الثاني في أغادير، الذي قال إن اللجنة متمسكة بجرعتين للوقاية من فيروس كورونا»
وكانت مصادر أفادت عن أن وزارة الصحة تعمل على تدارس إمكانية منح الأشخاص المتعافين من فيروس «كورونا» جرعة واحدة فقط من اللقاح بدل جرعتين كما كان معمولاً به منذ انطلاق حملة التطعيم، على غرار ما تبنته فرنسا مؤخراً
ويرى البروفيسور عز الدين الإبراهيمي، مدير مختبر البيوتكنولوجيا الطبية في الرباط، أن الوضع الوبائي في العالم يضطر المغرب إلى الإسراع في عملية التطعيم، وأن السلالة الجديدة تؤثر سلباً على استجابة المناعة بعد التلقيح، حيث تقلص هذه السلالات من فعالية اللقاحات بحوالي 20 في المئة على العموم، على الرغم من أن هذه اللقاحات تبقى ناجعة مئة في المئة ضد تطور الحالات الحرجة وهي نتائج مطمئنة، فلا يوجد حالياً دليل سريري للإجابة عن السؤال المتعلق بالحماية من السلالات المتحورة الجديدة
على صعيد آخر، قال رئيس جمعية «فرنسيو الرباط»، فريدريك باور، إن عملية التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد التي يستفيد منها الأجانب المقيمون في المغرب تجري في ظروف جيدة جداً
سير منظم لحملة التلقيح
وأشاد في تصريح لوكالة الأنباء المغربية بالسير الجيد لحملة التطعيم، موضحاً أن الأجانب المقيمين بالمغرب يستفيدون من مجانية اللقاح على غرار المغاربة. ونوه بـ»التنظيم المثالي» للحملة، مبرزاً أن «رجال السلطة طرقوا أبوابنا من أجل إبلاغنا بمواعيد وأماكن تلقي الجرعة الأولى من اللقاح، حسب الفئات العمرية». وأضاف أنه عقب تلقي الجرعة الأولى من اللقاح، تم تحديد موعد للجرعة الثانية، لافتاً إلى أن «الجميع سعداء»
وبالعودة إلى الإجراءات الصحية التي أقرها المغرب منذ بداية الوباء، اعتبر رئيس الجمعية المذكورة أن تدبير الأزمة في المملكة المغربية كان مثالياً، لافتاً إلى أن «الدليل على ذلك هو انخفاض عدد حالات الإصابة»
وتابع أن التعليمات والإجراءات الصحية وقع احترامها بشكل كبير من قبل السكان، مذكراً بأنه في بداية الحجر الصحي، كان لا يمكن للأشخاص التنقل إلا في نطاق منطقة محددة، بشرط أن يقدموا تصريحاً بالتنقل. وخلص إلى أن «المغرب ينخرط في دينامية تنموية شاملة»
ومنذ انطلاق حملة التطعيم بلغ عدد المستفيدين ثلاثة ملايين و961 ألفاً و941 شخصاً (الجرعة الأولى)، في حين بلغ عدد المستفيدات والمستفيدين من الجرعة الثانية من التطعيم 651 ألفاً و351 شخصاً
وأعلنت وزارة الصحة المغربية، مساء أول أمس الإثنين، عن تسجيل 102 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد و304 حالات شفاء، وحالة وفاة واحدة خلال 24 ساعة
وأشارت إلى أن الحصيلة الجديدة رفعت العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة إلى 486 ألفاً و325 حالة منذ الإعلان عن أول حالة في 2 آذار/ مارس 2020، فيما بلغ مجموع حالات الشفاء التام 472 ألفاً و544 حالة، بينما ارتفع عدد الوفيات إلى 8683 حالة، فيما يصل مجموع الحالات النشطة التي تتلقى العلاج حالياً إلى 5098 حالة

التعليقات مغلقة.