أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

بعض المظاهر الطقوسية عند الطفل الامازيغي بايت واوزكيت تازناخت نمودجا.

بعض المظاهر الطقوسية عند الطفل الامازيغي..ايت واوزكيت تازناخت ورزازات
المغرب نمودجا…
للباحث الحسن اعبا

ان لكل شعب ولكل امة من الامم طقوسها الخاصة بها ولها عاداتها وتقاليدها تميزها عن الاقوام الاخرى. يمكن تعريف الطقس على أنه : ” أي تنظيم مركب للنشاط الإنساني ليست له طبيعة فنية أو طبيعية أو ترويجية بارزة ، ويتضمن إستخدام أساليب السلوك التي تتسم بقدرتها على التعبير عن العلاقات الإجتماعية ”
كما يمكن تعريفها أيضا بأنها : ” إبداعات  ثقافية بالغة الإتقان تقتضي ترابط أفعال و أقوال و تصورات أعداد كبيرة من البشر على إمتداد أجيال عديدة “.   كما تعرف تعرٌف الطقوس على أنها : ” قواعد السلوك التي تصف مايجب أن يكون عليه سلوك الإنسان تجاه الموضوعات المقدسة “1.
وتلعب الطقوس دور إدغام المجتمع في الوحدة الكونية ، بحيث يستمد الطقس قوته من فاعليته الحقيقية و الأمان الذي يمنحه للذات ، والقدرة على تعديل المواقف  من خلال تمتين تماسك الجماعة التي تقيمه “.و الطقوس الشعبية تمثل : ” ممارسات الفئات الشعبية في المناسبات و ما يرافقها من تقاليد و معارف و ممارسات و أهازيج ورقص كالأعياد و الخطوبة و الزفاف والختان و الوفاة والحصاد وهي تعكس حياة هذا الشعب .

أو ذاك “3  و الطقوس كما يعرفها علماء الأنثربولوجيا الإجتماعية هي : ” مجموعة حركات سلوكية متكررة يتفق عليها أبناء المجتمع و تكون على أنواع و أشكال مختلفة تتناسب والغاية التي دفعت الفاعل الإجتماعي أو الجماعة للقيام بها. لقد إستعمل راد كليف براون في كتاباته الأنثربولوجية مصطلح القيم الطقسية ، وتنص فرضيته حول الطقوس بأن القاعدة الأساسية للطقوس هي  تطبيق القيم الطقسية على الأشياء و الحوادث و المناسبات التي يمكن إعتبارها بمثابة الأهداف ذات المصالح المشتركة التي تربط أعضاء المجتمع الواحد ، أو تمثل تمثيلا رمزيا جميع الأشياء التي تستند على تأثير السلوك الرمزي بأنواعه المتعددة   ومنه يمكن إعتبار فرضيته حول الطقوس بأنها فرضية عامةللرموز لها تأثيراتها الإجتماعية المهمة ، وهكذا نجد مفهوم الطقوس عند راد كليف براون عبارة عن : ” حدث رمزي يعبر عن قيم إجتماعية معبرة “.ويعرفها معجم علم الإجتماع بأنها ” الخطوات أو الإجراءات التمهيدية التي تنطوي عادة على مراسيم إحتفالية وطقوس شعائرية و تنتهي بدخول المرء كعضو في جماعة و إنتمائه إلى فئة إجتماعية معينة مثلما تضمن تمتعه بإمتيازات محددة وتشير إلى كونه قد أصبح عضوا كامل العضوية أو عضوا راشدا في الجماعة أو المتٌحد الجماعي “1    وقد ظهرت هذه العبارة لأول مرة من طرف المفكر ” أرنولد فان جينيب ” سنة 1909 ، حيث يقول :  ” حسب مراحل حياة الفرد تكون هناك مراحل طقوسية تتواكب مع مراحل حياته ، فالميلاد هو
المناسبة الأولى  وسن النضوج يترافق مع طقوس المسارة و كذلك الزواج وطقوس الأب  و الأم ، وأيضا طقوس الموت “2
ويرى  ” فان جينيب ” أن كل مرحلة هامة في حياة الفرد يصاحبها بعض الطقوس التي تمكن الأفراد من الإنتقال من وضع  لآخر ، بحيث يتمثل الهدف منها  في ” العبور” .    وطقوس العبور هذه يقابلها  ” شعائر الإنتقال ” وهي ملازمة لمراحل حياة
الإنسان ، وتوجد  بمقابلها الملازمة للتغيرات الكونية كتعاقب الشهور وتعاقب  الفصول و مجموعة الإحتفالات الدورية “3.
فايت واوزكيت لهم طقوسهم الخاصة.فماهي الطقس او بالاحرى الطقوس..ومااثارها في نفسية الانسان والمجتمع .وكيف ياثر الطقس في المجتمع وكيف يحدث العكس…وما الفرق بين الطقوس والشعائر.واخيرا ماهي بعض المظاهر الطقوسية عند الطفل الامازيغي بايت واوزكيت….للاجابة على هذه الاسئلة كلها لابد لنا ان نعطي تعريفا محددا لكلمة الطقس..فما هي
الطقوس… الطقوس كما يعرفها علماء الانثروبولوجيا الاجتماعية هي مجموعة حركات سلوكية متكررة يتفق عليها أبناء المجتمع وتكون على أنواع وأشكال مختلفة تتناسب والغاية التي دفعت الفاعل الاجتماعي أو الجماعة للقيامبها.

لكن لاصطلاح (طقوس) ثلاثة استعمالات مختلفة، الاستعمالان الأولان يؤكدان على الطبيعة الرمزية للطقوس، أما الاستعمال الأخير فيعرف الطقوس بالنسبة للعلاقة بين الواسطة والغاية التي تكمن في السلوك الاجتماعي. وتبعاً للمعايير الطقوسية فإننا نشاهد استعمال الطقوس في التصرفات السحرية والدينية وفي بقية أنواع التصرفات التي تقرها العادات والتقاليد الاجتماعية السائدة في المجتمع. يقول البروفسور أم. دوكلاس بأن الطقوس تحل محل الدين في معظم النظريات والكتابات الانثروبولوجية طالما أن المقصود بها هو التصرفات الرمزية المتعلقة بالأشياء والكائنات المقدسة للشعوب البدائية. لكن رادكلف براون في كتاباته الانثروبولوجية يمتنع عن استعمال مصطلحي سحر ودين كما استعملها فريزر ويمتنع أيضاً عن استعمال مصطلحي مقدس وشرير كما استعملها اميل دوركهايم، ويستعمل بدلاً عن هذه المصطلحات اصطلاح القيم الطقوسية الذي استعمله لأول مرة في علم الانثروبولوجي. وفرضيته حول الطقوس تنص بأن القاعدة الأساسية للطقوس هي
تطبيق القيم الطقوسية على الأشياء والحوادث والمناسبات التي يمكناعتبارها بمثابة الأهداف ذات المصالح المشتركة التي تربط اعضاء المجتمع الواحد أو تمثل تمثيلاً رمزياً جميع الأشياء التي تستند على تأثير السلوك الرمزي بأنواعه المتعددة. إذن يمكن اعتبار فرضيته حول الطقوس بأنها فرضية عامة للرموز لها تأثيراتها الاجتماعية المهمة. والطقوس حسب آراء رادكلف
براون هي حدث رمزي يعبر عن قيم اجتماعية مهمة. أما العالم الانثروبولوجي الاسكتلندي وليم روبرتسن سمث فأنه يعتقد بأن الطقوس الدينية هي أشياء تعبر عن آراء يمكن تمريرها من شخص لآخر ومن عصر لآخر دون إحداث أي تغيير فيها.

كما يمكن التعبير عن جميع الآراء التي لا تدخل في إطار الخرافة أو العقيدة المتحيزة بالتصرفات الطقوسية، ويعتقد العالم ليج Leach بأن الطقوس هي نوع من أنواع السلوك الاجتماعي له صفة رمزية تنعكس في الشعائر والممارسات الدينية وأحياناً يعبر عنها في سياق العادات والتقاليد، كما توضح الطقوس حسب آراء العالم ليج معالم التركيب الاجتماعي إذ تحدد أنماط العلاقات الاجتماعية المتناسقة بين الأفراد والجماعات. الطقوس إذن ليست نوعاً من أنواع الحدث وإنما هي وسيلة إعلامية تعبر عن أنواع الأحداث والتصرفات الاجتماعية وذلك لخاصيتها الإعلامية البارزة. ويقوم العالم كودي Coody بتحليل الطقوس عن طريق دراسة العلاقة بين واسطة وغاية الفعل الاجتماعي، فيقول بأن الطقوس هي نوع من أنواع السلوك ذي المقاييس المتوازنة والتي لا تكون العلاقة بين واسطته وغايته جوهرية أي أن العلاقة بين واسطة وغاية السلوك الطقسي هي علاقة غير منطقية ولا عقلية. والسلوك الطقسي يتمثل بالحدث السحري أو العادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية التي يعبر عنها بالرموز السلوكية.ان الدي يهمنا هنا هو بعض المظاهر الطقوسية عند الطفل الامازيغي بايت واواوزكيت.عندما يولد الطفل توضع له تميمة في رقبته وهده التميمة بداخلها الحرمل والشيح..ءيزري..والملح..تيسنت..وبعد مرور تلاتة ايام على ولادته تجتمع العائلة كلها وتختار له اسما عن طريق القرعة والتي تسمى بالامازيغية عندنا..تاصغرت..وبعد اسبوع كامل على ولادته تقوم العائلة بمادبة عشاء على
شرف القرية وتسمى ب..اس ن بركوكس..اي يوم البركوكس..فيجب على الام في كل هذه الفترة ان لاتغادر رضيعها حتى تكتمل اربعون يوما..اس نربعين..وتقوم العائلة كدلك بمادبة على شرف نساء القبيلة..وهده المادبة تسمى..اس تانكرا تومليلت..وبالعربي ..يوم النهضة البيضاء..حيث يقدم مايسمى ب ..ؤگزيم..انه يشبه الحساء لكنه يكون حامضا جدا وبه اغلب الاعشاب الطبية ولايشربه الا النساء فقط.ومن بين المظاهر الطقوسية كدلك تلك النقطة السوداء التي تكون على جبهة الرضيع ودلك حسب المعتقد الشعبي الامازيغي لمطاردة النحس ولرد عيون الحساد وهناك ايضا الخلخال..او مايسمى عندنا بالامازيغية المحلية..ابزگ..ويستحسن ان يكون هدا الخلخال مصنوع من النحاس.ويوضع على الرجل اليمنى للطفل ودلك لمعرفة مقياس نمو هدا الطفل.ومن بين المظاهر الطقوسية كدلك هو ان الرضع الصغار وان كانوا من الائيناث عندما يموت وهو صغير فان امازيغ ايت واوزكيت يعتقدون بان هؤلاء الرضع الدين فارقوا الحياة يتحولون الى طيور في الجنة. اضف الى ذلك ان المولود الاول لدى الاسرة ولاسيما ادا كان انثى تقام لها حفلة كبيرة احسن من الرضيع الذكر لانهم يعتقدون ان الانثى هي المستقبل الابيض لدى الاسرة في اعتقادهم.ومن بين المظاهر الطقوسية هناك حلق راس الرضيع مع شعر متبقي في وسطه وهو مايسمى عندنا ب..ءيزاگن..وهي حلقة معروفة الان في اوروبا لكن اصلها افريقي اضف الى دلك مايسمى عندنا ب ..تيسكت..اي شعر يكون على جانب الراس. وبقي أن نجيب على سؤال مهم وهو كيفية تغير جوهر طقس معين (أو ميمة معينة)
أثناء انتقالها بين الأجيال؟. هذا سؤال حساس جدا، فلو أخذنا الحضارة التي قامت على أرض شمال افريقيا فإن جذورها ضاربة في عمق التاريخ، ممتدة إلى سنوات عديدة قبل الإسلام وقبل الديانة المسيحية وقبل الديانة اليهودية، فهي حضارة عريقة، إذ إن عمق العراقة الحضارية للشعوب يقاس بمسبار من مقومات ثقافاتها الشعبية؛ وأبرزها الموروث التاريخي، والفولكلوري،
والأسطوري، ونظرة خاطفة لما تحتفظ به الذاكرة الشعبية للمجتمع البحريني تكشف لنا أجلى الصور عن جذور تلك العراقة وامتداداتها. فقد عبرت هذه العادات والطقوس كل تلك القرون مختبئة داخل ثنايا الذاكرة الفولكلورية، متوارية عن الأديان جميعا، المسيحية، واليهودية، والإسلام، وبقيت معبرة عن ذاتها في إهابٍ فولكلوري بسيط، وتكمن المشكلة في تشابه بعض تلك العادات أو الطقوس أو تلك الميمات التي لازالت تمارس في المجتمع البحريني مع أخرى تمارس في الديانات الأخرى، وبذلك زعم البعض بأن هناك نقلا ثقافيا من تلك الديانات، إلا أن التاريخ يثبت أن تلك الميمات كانت سابقة لكل تلك
الديانات،: وفي ثقافة شمال افريقيا يمكن تقسيم الممارسات الطقسية إلىثلاث زمر رئيسية هي:

– الطقوس السحرية،

– الطقوس الدينية الروتينية,

– والطقوس الدورية الكبرى.

وكخلاصة عامة فان الطقس هو تقافة مرتبط كل الارتباط بالعادات وتقاليد معينة وفي مجتمع معين.

التعليقات مغلقة.