شاءت الأقدار أن تعيش المملكة المغربية تهديدا حقيقيا لأمنها المائي، نظراً للإستنزاف الشديد الذي تعرضت له الفرشاة المائية خلال السنوات الأخيرة، إذ سجل استغلال كبير للمياه من قبل بعض الزراعات التي تحتاج الى كميات وافرة من المياه، أبرزها فاكهة “الدلاح” الذي تم استبدال بذوره الأصلية بأخرى من الولايات المتحدة الامريكية، هذا الى جانب الاستثمار “الإسرائيلي” في حبة “الافوكادو”، الذي يستهلك مقدارا كبيرا من المياه، بالإضافة لمجموعة من الحوامض التي تحتاج هي الأخرى لمعدل كبير من المياه، ناهيك عن النزيف الحاد في أحواض السباحة الفخمة، سواء تعلق الأمر بالفنادق أو أحواض السباحة الفخمة المشهورة وغير المشهورة.
أشدد الوضع ناتج عن سوء التدبير وغياب ترشيد فعلي للمياه، ويجب أخد هذا الهاجس بعين الاعتبار للمساهمة في التصدي لهاته الأزمة، إذ كيف يعقل استنزاف مقدار ضخم من الثروة المائية في مدينة واحدة، وذلك بسقي ستة ملاعب غولف بشكل شبه يومي، بالإضافة لمجمعات سكنية راقية بالآلاف تحتوي على مسابح تملأ بشكل مستمر، إذ أن التسيير العشوائي هو السمة الطاغية وسيادة العبث والأنانية وتقديم مصلحة الذات على مصلحة الوطن وأبنائه.
السمة الطبقية هي المميزة والتي ينتج عنها تبذير في استعمال المياه الصالحة للشرب، مما جعل البلاد الآن أمام خطر قريب يهدد المغاربة جميعا ويحتاج لتحمل للمسؤولية من الجميع للحد من النزيف الى غاية وصول فصل الشتاء وإنقاذ ما يمكن انقاذه.
يذكر أن المغرب لم يعش مثل هاته المرحلة من الجفاف منذ سنة 1981، حفظ الله المملكة المغربية من الوباء والغلاء وشح الماء.
التعليقات مغلقة.