بعد النكسة الانتخابية التي مني بها حزب العدالة و التنمية المغربي ذا المرجعية الإسلامية، و ما أعقبها من شظايا التفكك التي طالت أركانه، و حملت “بنكيران” من جديد للواجهة لإنقاد ما يمكن إنقاده من حضور و تاريح الحزب، إلا أن الأمين العام لحزب “المصباح” عرى الواقع الصعب الذي يعيشه الحزب على المستويين التنظيمي و الشعبي وحتى المالي، مؤكدا أن الحزب يعيش أزمة داخلية غير مسبوقة منذ سنوات.
الانتكاسة الانتخابية الصادمة التي تلقاها الحزب في عقاب شعبي غير مسبوق بعد ولايتين حكوميتين، لم تقف آثارها على الوضع الشعبي و فقدان الثقة في الحزب، بل تعدته لشلل تنظيمي، انعكس سلبا على الوضع المالي للحزب، الذي أصبح يعيش في أثون أزمة مالية خانقة و أفق يشرئب نحو الإفلاس، كما وصف الوضع “عبد الإله بنكيران”، الأمين العام للحزب.
جاء ذلك خلال لقاء جمع الأمين العام لحزب “المصباح” مع الكتاب الإقليميين و الجهويين لتنظيمات الحزب، حيث قال وفقا لما أوردته وسائل إعلام وطنية “رجعنا للخبز والزيت، بعد الكيك وحوايج أخرين”، مضيفا أن الهزيمة التي مني بها الحزب خلال الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة لن تتوقف آثارها على البعدين التنظيمي و الشعبي،بل ستتعداه إلى اختناق مالي، لأن الحزب لن يكون بمقدوره رد الدعم الممنوح من قبل الدولة، لأنه إن أرجع مبلغ الدين لوزارة الداخلية، فالنتيجة ستكون الإفلاس.
ووقف “بنكيران” حول الوضع العام بعد “النكسة”الانتخابية، مؤكدا على أن الحزب تعرض لواقع صعب بعد أن سحب المواطنون ثقتهم فيه ، و أنه بذلك يكون أول حزب مغربي قاد الحكومة يتراجع بهذا الشكل، مضيفا أنه لم يكن ينتظر قيادة الحزب للمشهد السياسي المغربي خلال الانتخابات الأخيرة نظرا للهشاشة التي أصابت تنظيماته، و لكنه في الجانب الثاني لم يكن يتصور حصول هاته النتيجة التي وصفها ب “تسونامي”.
و كان حزب العدالة و التنمية قد قادة المشهد السياسي المغربي والحكومة لمدة عشر سنوات، لكنه تعرض لأكبر انتكاسة يعيشها حزب سياسي مغربي في التاريخ السياسي الحديث و المعاصر بنسبة تراجع غير مسبوقة من 125 مقعدا في البرلمان المنتهية ولايته إلى 12 مقعدا فقط في البرلمان الحالي.
الأكيد أن هاته النتائج عكست واقعا مرا عاشه و يعيشه الحزب، وهو ما حاول “بنكيران” ملامسته في مضمار التقييم، والعاءد في الأساس إلى عوامل داخلية مرتبطة بهشاشة و تصدع الوضع التنظيمي الداخلي، لأن الحزب دخل الانتخابات مفككا منذ البداية مركزيا و مناطقيا، كما أن القيادة السابقة لم تكن في مستوى المسؤولية، ولم تستطع قيادة “العثماني” احتواء كل تلك الهزات التنظيمية، بل على العكس من ذلك زادت تلك القيادة من تعميق تلك الأزمة، وهو ما عكسه مسلسل الرحيل الجماعي من الحزب.
الأمر الذي طرح على الأمانة العامة الجديدة التي أتت في ظل هاته “الصفعات” الشعبية والتنظيمية، بقيادة الجديد/القديم “عبد الإله بنكيران”، رئيس الحكومة الأسبق “2011-2017″، الذي أتى عقب المؤتمر الاستثنائي الذي انعقد في 30 أكتوبر/ كانون الأول المنصرم، لولاية تمتد 4 سنوات، بعد حصوله على 1012 صوتا من أصوات 1252 عضوا بالمؤتمر.
فوز فرض على القيادة الجديدة مهاما جساما أولها إعادة تجميع الحزب، و إعطاءه بعدا سياسيا جديدا ذا توجه نضالي، و اختبار منهاج العمل الجماعي في التدبير الحزبي، و هو ما سبق أن دعا إليه “بنكيران” حين دعا إلى “العمل الجماعي لتجاوز التراجع الحاد في انتخابات البرلمان الأخيرة”، مبرزا أن “الأهم هو أن الحزب حافظ على وحدته”، و موضحا الصدمة التي سقط فيه هو شخصيا و الحزب حين قال “لن أخفيكم إن قلت إني لا زلت عاجزا عن استيعاب وضعية الحزب بعدما حصل في 8 سبتمبر (الانتخابات التشريعية)”.
[…] post بنكيران: يقر بكون البيجيدي يواجه الإفلاس و يقول “رجع… appeared first on جريدة […]