بوتين، ركب أسطول تحدي الغرب في المسألة الأوكرانية، وقطع كل الوساطات التي لا تطرح ضمن طاولتها أمن روسيا في المقام الأول، أوكرانيا خط أحمر، وروسيا لن تمد اليد لمن يريد خنقها.
هكذا يبدو المشهد الروسي الأوكراني، سخونة على الحدود وتصعيد غير مسبوق، واستعراض لكل آليات الذمار التي أنتجها الإنسان، ورهان على تذمير الشعوب من أجل مصالح غربية، وأطماع موصولة بمحاصرة الروس والصينيين، وخنقهم، وهو ما تنبه له “بوتين” فأصر على رد الخنق عن عنق روسيا، مهما كلف الأمر من ثمن.
“بوتين” اختار التصعيد، وقال إنه سيعترف باستقلال الانفصاليين عن أوكرانيا الموالين لروسيا، شرق أوكرانيا، في لغة تحد تحمل بوادر اشعال لكل الجبهات، ورسائل واضحة موجهة للأوكرانيين وللغرب أيضا، وهو القرار الذي كان الكرملين يعطله على الرغم من دعوة زعيما “دونيتسك” و”لوهانسك” موسكو الى الاعتراف باستقلالهما، في وقت سابق، واقامة ” تعاون دفاعي”.
الاتحاد الأوروبي قال إنه “سيرد” إذا اتخذت “موسكو” هذا القرار، والناطق باسم الكرملين يؤكد أن “بوتين” عازم على إنجاز هاته الخطوة.
فعلى ماذا سيفتح الملف الروسي الأوكراني، في القادم من الأيام، وهل ستكون جمهوريتا “دونيستك” و”لوهانسك” الشعبيتين هما المدخل المشعل لنيران الحرب، التي إن اتقدت ستصيب العالم كله ولن تبقى حبيسة أوكرانيا فقط، ومشهد القطبية الواحدة الذي تكرس بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وتحطيم جدار “برلين” يعاود الرسوخ في المشهد العالمي وربما يكون من بوابة “دونيستك” و”لوهانسك”.
التعليقات مغلقة.