اختارت الشيف والرحالة المغربية خولة عيسان أن تجوب أكثر من 600 جزيرة حول العالم، كوسيلة للتعريف بالطبخ المغربي، من خلال تنظيم دورات تكوينية لفائدة طلبة معاهد الفندقة وأطقم منتجعات سياحية، أصبحت تعتمده ضمن قائمة الطعام المقدم إلى زبائنها من مختلف الجنسيات.
بدأ شغف عيسان بعالم السفر والرحلات في سنة 1998، بالتوجه إلى الجنوب والجنوب الشرقي للمغرب، حيث إطلعت على الوصفات الخاصة بهذه المناطق، بدعم والدها، الذي كان يموّل أسفارها حينها، قبل أن تنتقل إلى دول شمال أفريقيا، وخاصة تلك التي تشهد وجود الأمازيغ.
تقول خولة عيسان عن رحلاتها إلى جزر العالم لـ”إيلاف المغرب”: “راودتني الفكرة حينما توجّهت إلى جزيرة في تايلاند من أجل تكوين طاقم كامل من طباخي أحد المطاعم، بهدف تعلم أساسيات الطبخ المغربي، واستمريت لاحقًا في زيارة جزر عديدة حول العالم، منها جزر موريشيوس والسيشل والمالديف وسنغافورة وسيريلانكا، ثم جزر القمر ومدغشقر، وزنجبار وجزر كينيا وغيرها”.
تحاضر الشيف خولة في الأكل الصحي لمصلحة جامعات دولية كباحثة في مجال التغذية، فضلًا عن الدورات التكوينية التي تقوم بتأطيرها في الطبخ المغربي والعالمي. شغفها بميدان الطبخ الذي كان في البداية هواية تملكتها منذ الطفولة قبل أن يتحول إلى مهنة، لم يمنعها من دراسة مجال الصحافة والإعلام.
عن كيفية جمعها وإتقانها لتخصصات عديدة، قالت “مهنة الشيف هي الأقرب إليّ، لأني أحقق ذاتي من خلالها، وأعلّم الناس من مختلف الجنسيات أصول الطبخ المغربي، رغم اختلاف اللغة، أحس أنني أقوم بعمل يستفيد منه المتلقي بشكل كبير”.
على عكس طهاة مغاربة يشتغلون في دول أوروبا والخليج، فضلت خولة الاستقرار في بلدها، والعمل على نشر ثقافته عالميًا، وهو ما جعلها تحظى أخيرًا بتكريم في مدينة تطوان (شمال)، كسفيرة للمطبخ المغربي، تطمح إلى التقارب بين الشعوب والتعريف بعادات وتقاليد مختلفة، ومنتوجات زراعية نادرة، من خلال تصوير برامج وثائقية في هذه المناطق.
لا تمانع خولة في المشاركة ضمن لجنة تحكيم برنامج يعنى بالطبخ المغربي والعالمي، من قبيل “ماستر شيف المغرب”، الذي يجمع بين الترفيه والتشويق والمتعة، ويضم طباخين متخصصين ومبدعين، تمكنوا من بصم أسمائهم وشرفوا بلادهم من خلال التجارب المهمة التي راكموها في الخارج.
تعتبر الشيف والرحالة والصحافية أن الطبخ المغربي لم يأخذ حقه، ولم يحصل على المكانة التي يستحقها، بالرغم من احتلاله المرتبة الثالثة عالميًا، لأن من يقدمونه يغيّرون في أساسياته وأصوله التقليدية، مما يفرض المحافظة على مكوناته، مع ضرورة الإبداع في التوابل والتحكم في كمية الدهون.
التعليقات مغلقة.