أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

بوعلي يقصف الرميد: الى صاحب “الموقف الشجاع”

هي الشجاعة التي تأتي على الأصل والمنتهى، أم هي تباشير النهاية التي جعلتك تبيع كل متاعك؟ هو الكرسي الجميل المريح الذي لم يعد يليق إلا بك ولا تليق إلا به أم هو تقلب الأيام التي علمتك كيف تتنقل بين الأحوال؟ هي مقامات التحول من النقيض إلى النقيض، بدأته بالخِلَّان والآن غدا البيع للأصول والبنيان؟.

ما كنت أظنك، وأنت التي عودتني في كل لقاءاتنا العرضية الحديث عن قيمة العربية ومنافحتك عنها في ردهات القضاء وداخل المجالس الحكومية ، أن يأتي عليك اليوم الذي تصبح مفتيا في اللغة والبحث اللغوي لتقرر مصير أمة دون الرجوع إلى ابجديات البحث عند خبرائها. وما كنت أظنك وأنت ابن تيار مجتمعي بنى مشروعه على دور الضاد في النهوض الحضاري أن تأتينا اليوم لتنتصر للفرنسة. هل سألت نفسك وأنت تنتشي بوصف زميلك لك في الحكومة بأنك صاحب موقف شجاع عن شرعية وجودك في ذلك المكان؟. هل علمت أن وجودك مرتبط بمشروعك المؤسَس على أن العربية هي أكبر من لغة بل هي منظومة قيمية لا تغدو متمثلة إلا باستعمالها والتدريس بها؟ هل تستوعب حقيقة أن وجودك لن يكون له معنى إلا بمشروعك الذي ناضلت ردحا من الزمن لتحقيقه والآن تبيعه في لحظة انكسار؟ .

لن أرد على كلامك بتفسير اللسانيين والخبراء والعلماء لأنني متأكد أنك تناسيته كما تناسيت دورك المجتمعي الذي نقلك من رجل النضال ضد التحكم إلى صوت من أصواته، مستعد لتبرير كل شيء ولو على حساب عناصر شرعيتك؟ لن أرد عليك بحديث الفاسي الفهري أو الودغيري أو حميش أو الريسوني فأعرف مدى انشغالك بتبييض صفحات خلانك الجدد والتوافق معهم، لكن أقول لك إن المصالحة مع الواقع الفاسد أسوأ من الخطأ في المراهنة ، فالواجب عليك العمل على تنفيذ مشروعك الذي بنيت مجدك السياسي عليه وهو تعريب الحياة العامة لا أن تبحث عن المصالحة مع واقع مترد وسيزداد ترديا حين فرض الفرنسة على أبناء المغرب بالقانون بعد أن عمل صاحبك على تنزيلها واقعيا.

ذات مرة وقبل ولوجك سدة الحكومة كنت تفتخر بالاستماع لأم كلثوم ووديع الصافي… هل غيرت الوجهة الآن؟ أم تراك تريد لأبناء المغاربة ذوقا مخالفا؟ .

وفي الأخير: لا تنس بأن وجودك رهين بمشروعك الأصلي الذي بدونه لن يبق لك وجود ولا حق في الانتماء. انتهى الكلام.

التعليقات مغلقة.