تسعى جهات تنظيمية في الولايات المتحدة إلى فرض غرامة بقيمة 5.4 مليار دولار على شركة بوينغ “لعلمها” بتركيب أجزاء معيبة في طرازها من طائرات الركوب 737 ماكس.
يأتي هذا التحرك بعد نشر رسائل داخلية بين موظفي بوينغ أثارت المزيد من التساؤلات حيال عناصر الأمن والسلامة بهذا الطراز.
وتحتل الشركة الأمريكية العملاقة لصناعات الطيران بؤرة الاهتمام منذ سقوط طائرتين من طراز 737 ماكس في حادثين منفصلين، ما أدى إلى مقتل 346 شخصا.
ولا علاقة للغرامة التي أعلنت عنها الهيئة الفيدرالية للطيران المدني بالبرمجيات المشغلة لطراز بوينغ 737 ماكس الذي أشار إليه المحققون في حادثي سقوط طائرتين من نفس الطراز.
لكن الهيئة الأمريكية ركزت على “جزء يُثبت في جناح الطائرة”، مؤكدة أن الشركة تقدمت لها لاعتماد الطائرة رغم فشل مكونات الأجنحة في اختبار القوة والمتانة. كما اتهمت الهيئة بوينغ بالفشل في أداء دورها في الإشراف على الموردين بالشكل الملائم.
وفصلت بوينغ مديرها التنفيذي “دينيس ميولينبير” الشهر الماضي. وقالت إنها حرمته من مستحقاته المالية.
“عدم التدريب على جهاز المحاكاة”
وأظهرت الوثائق أيضا أن بوينغ خالفت متطلبات تدريب طياري 737 ماكس على جهاز محاكاة لما قد ينشأ عن ذلك من زيادة في التكلفة تقلل من جاذبية هذا الطراز للعملاء.
وأشارت أيضا إلى ما كتبه مارك فوركنر، المسؤول الفني عن الطيران في بوينغ في ذلك الوقت، الذي قال: “أريد أن أؤكد على تمسكي بأنه لن تكون هناك حاجة إلى التدريب على جهاز محاكاة للانتقال من طراز نيو جينيرايشن إلى ماكس.”
وغيرت بوينغ موقفها الثلاثاء الماضي عندما أوصت بأن يتلقى الطيارون تدريبا على جهاز المحاكاة السماح لهم بقيادة طراز 737 ماكس.
ففي فبراير 2018، سأل أحد العاملين في الشركة زميلا له في إحدى الرسائل: “هل تأمن على أسرتك على متن طائرة من طراز ماكس حتى بعد تدريب طيارها على أجهزة المحاكاة؟ بالنسبة لي أنا لا يمكنني ذلك.”
وتوقفت شركات الطيران عن تشغيل طراز 737 ماكس من بوينغ منذ مارس/ آذار الماضي وسط غياب لأية إشارات من الجهات التنفيذية إلى إعادة اعتماد هذا الطراز وعودته للتحليق في وقت قريب، مما اضطر الشركة إلى وقف إنتاج طائرتها المعيبة.
لكن إشارات جديدة ظهرت إلى أن وقف الإنتاج أسفر عن تكلفة اقتصادية بعد إعلان سبيريت إيروسيستمز، أحد الموردين الرئيسيين لبوينغ، إلغاء 2800 وظيفة في مصنعها في ولاية كنساس وسط توقعات بعمليات تسريح عمالة في مصانع أخرى.
التعليقات مغلقة.