تأثير الاعتقالات على المشاركة السياسية: دراسة حالة مدينة فاس

تُعتبر المشاركة السياسية أحد جوانب الحياة الديمقراطية الأساسية التي تعكس ا انخراط المواطنين في صنع  وتحديد مستقبلهمفي العديد من المجتمعات،تلعب الظروف الإ جتماعية والسياسية دورًا كبيرًا في مستوى هذا الانخراط. مدينة فاس، كواحدة من المدن التاريخية في المغرب، تعاني من تحديات عدة، وخاصة فيما يتعلق بالاعتقالات والمتابعات السياسية التي قد تؤثر سلبًا على المشاركة السياسية للمواطنين.

الاعتقالات وتأثيرها على الثقة

تسبب الاعتقالات المتكررة للقيادات السياسية والناشطين في خلق بيئة مشحونة بالتوتر والخوف. يؤدي هذا إلى فقدان الثقة في النظام السياسي بين المواطنين، حيث يعتبر البعض أن التعبير عن آرائهم يمكن أن يقودهم إلى التسجيل في قائمة المعتقلين. في هذه الأجواء، يصبح من الصعب على الأفراد الذين لديهم طموح سياسي أو طموحات للتغيير الاجتماعي أن يتحملوا المخاطر المرتبطة بالنشاط السياسي.

العزوف عن المشاركة

تناقص الثقة تجاه النظام السياسي يؤدي إلى عزوف الكثيرين عن المشاركة في الفعاليات الانتخابية أو النشاطات السياسية. الشباب، الذين يُعتبرون القوة الدافعة للتحولات الاجتماعية، قد يشعرون بأن السياسة ليست خيارًا مجديًا أو محوريًا، مما يساهم في تراجع المشاركة. نتيجة لذلك، قد يؤدي هذا العزوف إلى إنتاج جيل قد يتجاهل القضايا السياسية لأسباب تتعلق بالخوف من العواقب.

تأثير البيئة العامة

لا تقتصر آثار الاعتقالات على الأفراد فقط، بل تتجاوز ذلك لتؤثر على الأداء الكلي للأحزاب السياسية. عندما تتجنب القيادات إجراء تغييرات جذرية أو اتخاذ مواقف واضحة خوفًا من الاعتقال، يصبح المناخ السياسي مستقرًا ولكن بشكل سلبي، مما يؤدي إلى تراجع التعبير عن الرأي الحر والنقاشات السياسية الفعالة.

الحاجة إلى الإصلاح

لتفادي تداعيات العزوف، يجب على السلطات المختصة وضع سياسات تعمل على استعادة الثقة بين المواطنين والنظام السياسي. يتطلب ذلك اتخاذ إجراءات واضحة لتعزيز ضمانات حقوق الإنسان وتأكيد حرية التعبير. يجب أن تشجع الحكومة الحوار المفتوح بين جميع الفرقاء السياسيين والمجتمع المدني لضمان بيئة غير خاضعة للخوف.
إن تأثير الاعتقالات على المشاركة السياسية في مدينة فاس يعتبر موضوعًا معقدًا يتطلب اهتمامًا عاجلًا. بينما تعكس الاعتقالات حالة من الضغط الاجتماعي والسياسي، من الضروري أن تكون هناك جهود مستمرة لإعادة بناء الثقة وإشراك المواطنين في العملية السياسية، حتى يمكن تحقيق ديمقراطية حقيقية تعبر عن تطلعات الشعب.