أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

تأثير شريك الحياة على الصحة البدنية والنفسية.

إعداد د. مبارك أجروض

عندما لا يكون هناك شعور بالدعم من شريك الحياة، يكون من الصعب للغاية التواصل بينهما، وتبادل مشاعر الحب التي يستحقها كلاهما على حدٍ سواء. وبالطبع، لا توجد علاقة مثالية، فكل زوجين يكونان عرضةً للخلاف في بعض الأحيان من وقت لآخر، ولكن إذا كنت تشعر باستمرار بالإجهاد عند التفكير في شريك حياتك، أو تشعر بالتعب البدني عند قضاء الوقت معه، فمن الممكن أن تكون تلك العلاقة لها تأثيرٌ خطيرٌ على صحتك العقلية .

لقد تواصل موقع إنسايدر INSIDER مع العديد من الخبراء في الصحة العقلية والعلاقات، من أجل التعرف على العلامات التحذيرية التي تشير إلى أن العلاقة قد تحولت إلى الاستنزاف العاطفي. وبالتأكيد فإن حل المشكلات العاطفية لا يعني دائماً، أنك تحتاج إلى الانفصال عن شريكك، ولكن إذا كنت تشعر بالأمور التالية (والتي سنذكرها في هذا المقال)، فهذا يعني أن الوقت قد حان للتواصل مع أخصائي الصحة العقلية أو العلاقات والذي يمكن أن يساعدك في حل مشاكلك.

وهكذا يبدو أن للزواج تأثيرات أخرى غير متوقعة، حيث تشير العديد من الأبحاث والدراسات إلى أن الارتباط بشريك الحياة والعيش سوياً في نفس المكان من شأنه التأثير على الصحة بطرق عديدة، الأمر إيجابي أحياناً وسلبي في أحيان أخرى، فما هي الطرق التي قد يؤثر بها شريك حياتك على صحتك ؟

* تحسين الصحة البدنية والنفسية

وفقاً لدراسة قام بها باحثون بجامعة كارديف البريطانية لفهم تأثير العلاقات طويلة الأمد على الصحة، فإن العلاقات الزوجية طويلة الأمد والملتزمة ذات أثر إيجابي على الصحة البدنية والنفسية على السواء ويزيد بمرور الزمن. حيث تشير الدراسة إلى أنه بشكل متوسط فإن الزواج يطيل العمر، ويساعد النساء على تحسين صحتهن النفسية، كما يساعد الرجال على تحسين صحتهم البدنية.

* تقليل خطورة حدوث بعض الأمراض

يشير عدد من الدراسات إلى أن أيا من الزوجين بإمكانه التأثير على خطر تعرض الآخر للإصابة بالأمراض. فعلى سبيل المثال بينت دراسة أجراها باحثون بجامعة ميشيغن الأميركية أن الارتباط بشريك متفائل يقلل من احتمالية الإصابة بالأمراض المزمنة. في حين تكشف دراسة أخرى بواسطة باحثين من جامعة نيويورك الأميركية أن المتزوجين أقل عرضة للإصابة بمشاكل القلب والأوعية الدموية مقارنة بغير المتزوجين والمطلقين والأرامل.

* تحسين اللياقة البدنية

كشفت دراسة قام بها باحثون بكلية جون هوبكنز للصحة العامة أن قيام أحد الزوجين بممارسة التمارين الرياضية لتحسين لياقته وصحته قد يساعد الطرف الآخر على ممارسة التمارين الرياضية ومن ثم تحسين لياقته وصحته أيضاً. إذ بينت الدراسة أنه لدى ممارسة الزوجة للنشاط البدني الموصي به، فإن زوجها يكون أكثر احتمالية للقيام بالأمر ذاته بنسبة 70%. بينما لدى قيام الزوج بالنشاط البدني الموصى به، تصبح الزوجة أكثر احتمالية لممارسته بنسبة 40%. حيث يعتقد الباحثون بأن قيام أحد الزوجين بممارسة التمارين الرياضية قد يمثل حافزا إيجابيا للطرف الآخر.

* تغيير ميكروبات الجسم

لا يقتصر الأمر على تأثير الأزواج على صحة شركائهم فحسب، إذ يمتد ذلك إلى الميكروبات التي تعيش بأجسامهم أيضا. إذ كشفت دراسة أجراها فريق بحثي من جامعة ووترلو الكندية أن الزوجين اللذين يعيشان سوياً تتطابق الميكروبات التي تعيش على سطح جلدهم من بكتيريا وفطريات بنسبة تصل إلى 86%. الأمر الذي يرجع لتشاركهما ذات البيئة التي يعيشان فيها. كما قد تمتد تأثيرات ذلك إلى صحتهما أيضاً.

* زيادة الشعور بالألم

ترى بعض الأبحاث أنه يمكن لأحد الزوجين أن يؤثر على شعور الآخر بالألم عبر زيادة حدته. حيث بينت دراسة لباحثين من الكلية الملكية بلندن أن التواجد برفقة الزوجة قد يزيد من شعورها بالألم لدى تعرضها لمؤثر مؤلم مثل نبضة شعاع ليزر على أصابعها. كما أشارت دراسة أخرى قام بها باحثون بجامعة إدنبرة البريطانية أن الأشخاص المتزوجين من شركاء مصابين بالاكتئاب أكثر عرضة للإصابة بالألم المزمن. ومن الجدير بالذكر أن هناك دراسات أخرى ترى خلاف ذلك وأن التعاطف بين الزوجين قد يكون ذا تأثير مسكن للألم.

* تسهيل زيادة الوزن

تربط بعض الدراسات بين الزواج وزيادة الوزن. حيث توضح دراسة قام بها باحثون من جامعة الميثودية الجنوبية بولاية تكساس الأميركية أن المتزوجين حديثا الراضين عن حياتهم الزوجية أكثر عرضة لاكتساب الوزن خلال السنوات الأولى من الزواج مقارنة بأولئك غير الراضين عن زواجهم. وتبين دراسة أخرى لباحثين من جامعة باث البريطانية أن الزواج يجعل الرجال يكتسبون مزيداً من الوزن، الأمر الذي يتفاقم مع الأبوة.

* زيادة خطر الإصابة ببعض الأمراض

كما أسلفنا، يمكن للزواج التأثير على التعرض للإصابة بالأمراض. ففي حين أنه قد يقلل من خطر حدوث بعض الأمراض، إلا أن بعض الأبحاث قد كشفت أنه قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض أخرى. فوفقاً لدراسة أجراها باحثون بجامعة مكجيل الكندية فإن الإصابة بداء السكري من النوع الثاني يزيد من خطر إصابة شريك الحياة بذات المرض بنسبة 26%. ويرجع ذلك الأمر لمشاركة الزوجين بنسبة كبيرة في البيئة والعادات الاجتماعية والنظم الغذائية وممارسة الرياضة، والتي تؤثر جميعها على خطر الإصابة بالنوع الثاني من السكري. وبجانب هذا تبين دراسة أخرى لباحثين بجامعتي كاليفورنيا ونورثويسترن الأميركيتين أن نوبات الغضب أثناء النزاعات الزوجية قد تتنبأ بالإصابة ببعض المشاكل الصحية على المدى الطويل مثل المتعلقة بالقلب والأوعية أو آلام أسفل الظهر وتيبس العضلات.

التعليقات مغلقة.