أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

تأثير لقاح Covid-19 على الدورة الشهرية للنساء

إعداد د. مبارك أجروض

 

تشكو النساء لعدة أشهر، بعد تلقي لقاح Covid-19 من تغيرات في الدورة الشهرية. بعد الكثير من عدم اليقين وجدت دراسة جديدة أن اللقاح يسبب تغيرات بالفعل في هذه العملية. فبفضل التعاون العالمي والتقدم في العلوم الطبية، تمكن الباحثون من إنتاج عدد من اللقاحات لـCovid-19 في وقت قياسي. ومع ذلك، كما هو الحال مع أي علاج مثبت ومجرب، فإن هذا اللقاح المنقذ للحياة يسبب بعض الآثار الجانبية.

 

جعلت هذه الآثار الجانبية عددا لا بأس به من النساء يتساءلن عما إذا كان يمكن ربط التغييرات في الدورة الشهرية بلقاح Covid-19، بل إن تلك المخاوف دفعت بعضهن إلى تجنب تلقي اللقاح. فلقد كشفت دراسة جديدة أن النساء اللواتي تلقين لقاح Covid-19 عانين من دورة شهرية أطول من المعتاد لمدة يوم تقريبا.

 

وأكدت نتائج الدراسة المنشورة في مجلة Obstetrics & Genecology صحة الادعاءات من آلاف النساء اللواتي أبلغن عن تغييرات غير منتظمة في دورتهن الشهرية بعد الحصول على اللقاح. وقام فريق من العلماء في جامعة أوريغون للصحة والعلوم بتحليل الدورة الشهرية لما يقرب من 4000 امرأة من خلال تطبيق تتبع الخصوبة، وتم تطعيم بعضهن بلقاح Covid-19 والبعض الآخر لم يحصلن على اللقاح.

 

وكان متوسط الزيادة في الدورة الشهرية للنساء بعد جرعة اللقاح الأولى 0.64 يومًا (حوالي 15.36 ساعة) و0.79 يومًا (حوالي 18.96 ساعة) بعد الجرعة الثانية. ومع ذلك، فإن مجموعة فرعية من مستخدمات التطبيق اللواتي حصلن على جرعتين من اللقاح في نفس الدورة الشهرية كان لديهن متوسط زيادة أكبر في طول الدورة لمدة يومين.

 

وتستمر الدورة الشهرية بشكل عام حوالي 28 يومًا، لكن المقدار الدقيق يختلف من امرأة إلى أخرى، كما يمكن أن تتغير أيضًا في أوقات التوتر، ومع ذلك، فإن نتائج الأبحاث أولية، حيث من المقرر أن تستمر هذه الدراسة لمدة عام كامل.

 

وتم الإعلان عن البحث في شتنبر 2021 ويتم تمويله بمنحة قدرها 1.67 مليون دولار من المعاهد الوطنية للصحة، وهي تشمل خمس جامعات تهدف إلى تحديد ما إذا كان هناك ارتباط بين وجود خلل في الدورة الشهرية ولقاح Covid-19. وتشمل الجامعات: جامعة بوسطن، وكلية الطب بجامعة هارفارد، وجامعة جونز هوبكنز، وجامعة ولاية ميتشيغان، وجامعة أوريغون للصحة والعلوم.

 

وخلال الدراسة، حلل العلماء بيانات مجهولة المصدر من تطبيق تتبع الخصوبة Natural Cycles بين النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 18 و45 عامًا ولا يستخدمن وسائل منع الحمل الهرمونية، وجمع الباحثون البيانات من ثلاث دورات شهرية متتالية قبل الحصول على اللقاح وثلاث دورات أخرى بعد ذلك. وبالنسبة للنساء غير المحصنات، تم جمع البيانات لست دورات شهرية متتالية.

 

وتم اختبار ثلاثة من اللقاحات في الدراسة: لقاح Pfizer (55%)، Moderna (35%) ولقاح Johnson & Johnson (7%)، بحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية.

 

وتبدو التغييرات أكثر وضوحًا عندما يتم التطعيم في وقت مبكر من المرحلة الجرابية، والتي تبدأ في اليوم الأول من الدورة الشهرية (النزيف) وتنتهي عند بدء الإباضة. ومع ذلك، فإن الزيادة في مدة الدورة لم تترافق مع أي تغيير في عدد أيام الحيض.

 

وقالت ديانا دبليو بيانكي، مديرة معهد يونيس كينيدي شرايفر الوطني لصحة الطفل والتنمية البشرية التابع للمعاهد الوطنية للصحة “إنه لأمر مطمئن أن الدراسة وجدت فقط تغيرًا طفيفًا ومؤقتًا في الدورة الشهرية لدى النساء، وتوفر هذه النتائج، لأول مرة، فرصة لتقديم المشورة للنساء حول ما يمكن توقعه من لقاح Covid-19 حتى يتمكنّ من التخطيط وفقًا لذلك”.

 

وهكذا فلم يتم الكشف عن تغييرات كبيرة في المجموعة غير الملقحة مقارنة مع البيانات الأساسية الخاصة بهن. بينما شهدت المجموعة الملقحة زيادة طفيفة في إجمالي طول الدورة الشهرية، إلا أنها لم تكن مرتبطة بزيادة في عدد أيام النزف، مما يعني أن الحيض الفعلي ظل كما هو.

 

على الرغم من ملاحظة حدوث تغيير أثناء الحيض، قال الباحث الرئيسي الدكتور أليسون إيدلمان من جامعة أوريغون للصحة والعلوم إن الاختلافات التي لوحظت كانت ضمن النطاق الطبيعي للاختلاف. ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد ما إذا كان للقاح أي تأثير على الأعراض الأخرى التي حدثت أثناء الحيض مثل الألم والتغيرات العاطفية وشدة النزيف.

 

ويدور الحديث عن فرق مؤقت وسهل وقابل للعكس. ووفقا لحسابات الباحثين، فإن الدورة الشهرية بأكملها تطول بأقل من يوم واحد في المتوسط، مع اللواتي تلقين جرعتين من نفس لقاح، فيما كان التغير أكبر لدى من تلقين 3 جرعات حيث طالت مدة الدورة الشهرية ليومين تقريبا، في حين أن معظم النساء اللائي تلقين جرعة واحدة كان لديهن تغيير أقل بكثير من يوم واحد.

 

فبقدر طول الدورة الشهرية بمتوسط 28 يومًا، لكن قد يختلف طول الدورة الشهرية قليلًا من امرأة لأخرى، كما قد يختلف طول الدورة الشهرية كذلك من دورة شهرية لدورة شهرية أخرى لدى ذات المرأة، وذلك تبعًا لعوامل معينة قد تؤثر على الدورة الشهرية، مثل التوتر.

 

في الأخير تجدر الإشارة إلى أن النتائج التي خرجت بها الدراسة المذكورة تعد أولية، إذ من المفترض في هذه الدراسة أن تستمر على مدار عام كامل. وقد أعلن عن بدء إجراء هذه الدراسة خلال شهر أيلول من عام 2021، وذلك باشتراك باحثين من 5 جامعات مختلفة، من ضمنها جامعة جون هوبكنز وكلية هارفارد للطب.

    

التعليقات مغلقة.