إعداد د. مبارك أجروض
لقد تبيّن على أثر الدراسة التي تم إجراؤها على الحيوان في المختبر وعلى أنسجة الإنسان السبب الأساسي الذي يجعل من Omicron متحوراً قليل الخطورة بالمقارنة مع باقي المتحورات السابقة. وفي الدراسة على الفئران وحيوان الهامستر، تسبّب Omicron في التهابات أقل خطورة اقتصرت في معظم الأحيان على La partie supérieure des voies respiratoires, c’est-à-dire le nez, le pharynx et la trachée. أمّا في الرئتين فقد تسبّب المتحور في أضرار أقل بكثير، فيما كانت المتحورات السابقة تسبب مشاكل خطيرة في التنفس وصعوبات. هذا ما يدل على أن النظرة إلى المرض يمكن أن تتغير فيما يتركز أكثر على القسم الأعلى من الجهاز التنفسي.
لم تكن هناك إلا تخمينات في التقرير الأول حول متحور Omicron في جنوب أفريقيا، وحول معدل خطورته بالمقارنة مع باقي المتحورات. فلم يكن الباحثون يدركون فعلاً إلّا أن في المتحور الجديد أكثر من 50 طفرة جينية، ما أثار قلقهم عندها بحسب ما نشر في “نيويورك تايمس”.
وكانت دراسات سابقة قد أظهرت أن هذه الطفرات كانت تسمح coronavirus بالدخول إلى الخلايا والتمسك بها، فيما كانت أخرى تسمح للفيروس بالتهرب من الأجسام الضدية التي تشكل خط الدفاع الأول للجسم في مواجهة الفيروس. في المقابل، بقي الغموض مخيّماً حول ما يمكن أن يفعله الفيروس في داخل الجسم، إذ لم يكن من الممكن توقع ذلك على أساس الطفرات فحسب.
تتزايد الدلائل على أن متحور Omicron الجديد من coronavirus يسبب اعراضا أقل حدة Covid-19 من السلالات السابقة التي يمكن أن يسببها Covid-19، إلا أن حالات الهلع مازالت تطغى على العالم، خوفاً من استرجاع أيام Covid-19 الأولى التي شهدت آلاف الوفيات يوميا.
وتوفي بحسب الأرقام الرسمية أكثر من 5.4 مليون شخص منذ ظهور الفيروس للمرة الأول في الصين في دجنبر 2019. وباتت بريطانيا والولايات المتحدة وحتى أستراليا التي كانت بمنأى لفترة طويلة عن الجائحة، تسجل مستويات قياسية في الإصابات الجديدة. وفي دراسات جديدة أجريت على الفئران والهامستر، وجد الباحثون أن Omicron يسبب ضررا أقل على الرئتين بعكس السلالات السابقة، حيث يقتصر Dommages mutants aux voies respiratoires supérieures: nez, gorge et trachée.
وعلى الرغم من أن الحيوانات التي أجريت عليها التجارب عانت في المتوسط من أعراض أكثر اعتدالا، إلا أن العلماء أصيبوا بالدهشة بشكل خاص من النتائج التي ظهرت على الهامستر السوري، وهو نوع معروف بأنه يعاني من مرض شديد مع جميع السلالات السابقة للفيروس.
وقال الدكتور مايكل دايموند، عالم الفيروسات بجامعة واشنطن وأحد مؤلفي الدراسة: “كان هذا مفاجئا؛ لأن كل السلالات الأخرى أصابت هذه الهامستر بشدة”. ووجد دايموند وزملاؤه أن مستوى Omicron في أنوف الهامستر كان هو نفسه في الحيوانات المصابة بشكل سابق من Covid-19. لكن مستويات Omicron في الرئتين كانت عُشر أو أقل من مستوى المتغيرات الأخرى.
تأتي الدراسات الجديدة على الحيوانات لمعرفة مدى شدة المتحور Omicron، خاصة وأن العلماء يمكنهم أن يجروا الاختبارات على الحيوانات التي تعيش في ظروف مشابه للبشر. وكانت المتغيرات السابقة، وخاصة Delta، تسبب ضررا كبيرا للرئتين وصعوبات خطيرة في التنفس تؤدي أحيانا للوفاة. وتبدأ عدوى Covid-19 في nez ou bouche et se propager dans la gorge، إذ أن الالتهابات الخفيفة لا تصل إلى أبعد من ذلك. ولكن عندما يصل Covid-19 إلى الرئتين، يمكن أن يتسبب في أضرار جسيمة.
ويمكن للخلايا المناعية في الرئتين أن تبالغ في رد فعلها تجاه الفيروس، فتقتل ليس الخلايا المصابة فحسب، بل حتى الخلايا غير المصابة. كما يمكن أن تسبب التهابا سريعا، مما يؤدي إلى Cicatrisation des parois minces du poumon. علاوة على ذلك، يمكن للفيروسات الهروب من الرئتين التالفتين إلى مجرى الدم، مما يؤدي إلى حدوث جلطات وتلف الأعضاء الأخرى.
وتحمل العديد من الخلايا في الرئة protéine à sa surface يسمى “Tmprss2″، إذ يمكن أن يساعد هذا البروتين دون قصد في تمرير الفيروسات إلى الخلية. لكن عالم الفيروسات في ”جامعة كامبريدج”، رافيندرا جوبتا، وجد مع فريقه أن هذا البروتين لا يمسك بـOmicron جيدا. ونتيجة لذلك، لا يصيب Omicron خلايا الرئة كما يفعل Delta، على الرغم من وجود طفرات جينية أكبر لهذا المتحور مقارنة بـDelta، حيث تساعد تلك Des mutations virales pour s’accrocher aux cellules humaines.
في المقابل، تميل الخلايا في أعلى مجرى الهواء إلى عدم حمل البروتين المعروف باسم “Tmprss2″، مما يفسر الدليل على وجود Omicron في Le nez et la trachée sont plus que les poumons. وقال الدكتور جوبتا: “لا يمكن التنبؤ بسلوك الفيروس من الطفرات فقط”. وتزامنا، توصل فريق من “جامعة غلاسكو” بشكل مستقل إلى النتيجة ذاتها.
ومع ذلك، قال الدكتور دايموند إنه ينتظر إجراء المزيد من الدراسات على البشر بدلا من الحيوانات قبل اعتماد فرضية أن بروتين “Tmprss2” هو سبب أعراض Omicron الأقل حدة. وبينما تأتي دراسات متزايدة تؤكد أن خطورة Omicron أقل من السلالات السابقة من Covid-19، لا يزال العلماء يدرسون مسألة سرعة انتشاره.
وقالت عالمة الفيروسات في كلية بيرلمان للطب في ”جامعة بنسلفانيا”، سارة شيري، “تتناول هذه الدراسات السؤال حول ما قد يحدث في الرئتين ولكنها لا تتناول مسألة القابلية للانتقال”. ويعرف العلماء أن جزءا من عدوى Omicron يأتي من Sa capacité à éviter les anticorps، مما يسمح له بالانتقال بشكل أسهل للناس الذين حصلوا على اللقاح بسهولة أكبر بكثير من المتغيرات الأخرى. لكن العلماء يشتبهون في أن Omicron لديه بعض المزايا البيولوجية الأخرى أيضا.
في الختام، استنتج الباحثون أن الإصابة بـ Omicron تعتبر أخف لأسباب بنيوية. وقد لوحظ أن معدّلات Omicron كانت نفسها في أنوف الفئران المصابة بـ Omicronوتلك المصابة بأيّ من المتحورات الأخرى. إلّا أن معدّلات Omicron في الرئتين كانت أقل بمعدل العِشر بالمقارنة مع معدلات المتحورات الأخرى في حال الإصابة بها.
وفي دراسة أخرى أجريت في هونغ كونغ، تبين من الانسجة التي أخذت من القصبات الهوائية للإنسان أن Omicron ينمو ببطء شديد بالمقارنة مع Delta وباقي المتحورات. ومن المفترض أن تجرى المزيد من الدراسات والاختبارات، وفي حال ثبتت هذه النتائج يمكن أن يفسر ذلك السبب وراء انخفاض معدلات دخول المستشفى للمصابين بمتحور Omicron بالمقارنة مع تلك المعدلات مع متحور Delta. مع الإشارة إلى أن الإصابة بمتحور Omicron تبدأ من الأنف أو ربما الفم وتنتقل باتجاه البلعوم فلا تتعدى ذلك في الحالات البسيطة. أما عندما يصيب Covid-19 الرئتين فيمكن أن يسبّب أضراراً خطيرة.
التعليقات مغلقة.