أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

تأملات ومحطات موضوع الندوة العلمية في رحلة الإسراء والمعراج بمسجد روبرتسو بستراسبورغ

الأستاذ الحاج نور الدين أحمد بامون – ستراسبورغ فرنسا 

مدخل : 

رحلتي الإسراء والمعراج, هي رحلة مثلت حدثا فارقا في تاريخ الإسلام، وحملت الكثير من المعاني والدلالات والعبر عبر عديد المحطات من خلال التأملات التي مازالت ممتدة منذ القدم ومتواصلة في حاضرنا المعاصر، وستظل مستمرة تمدنا بالكثير من الدروس والعبر وألاف التأملات, لأنها إحدى المحطات المهمة في تاريخ الإسلام كله والبشرية جمعاء وبعثة الله نبيه الحبيب رحمة للعالمين

قصة رحلتي الإسراء والمعراج قصة عجيبة ومثيرة, قصة معجزة قاطبة ربطت الأرض بالسماء والأحياء بالأموات والقريب بالبعيد والإنسان بالملائكة والحاضر بالماضي والحاضر بالمستقبل, بل ربطت بين الدنيا والأخرة. معجزة وقصة لم تحدث لأي أحد في تاريخ البشرية منذ خلق الأرض والسموات وسيدنا آدم عليه السلام, قصة حدثت وخصت إمام المرسلين سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم. ولم ولن تحدث لأحد من قبله ولا من بعده. فهي حادثة فريدة غريبة في زمانها ومكانها وفصولها

تمهيد

حيث يحتفل المسلمون في أرجاء بقاع المعمورة كل سنة بذكرى الإسراء والمعراج في ليلة 27 من شهر رجب إعتقادا منهم روحانيا وإيمانيا. بأنها ليلة عظيمة، والتي تعد معجزة من المعجزات التي حصلت مع النبي صلى الله عليه وسلم، وأن شهر رجب يعد من أفضل الشهور التي يمكن للعبد أن يتقرب فيها إلى الله عز وجل، فيستحب فيها القيام بالصلاة والتلاوة وكثرة الإستغفار والتسبيح والتحميد والصلاة على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم

 

بحيث تقام الإحتفالات بالمناسبة الدينية والثقافية والإجتماعية كل ونظرته ورؤيته لطريقة الإحتفال وإمكانياته وخصوصياته وقدراته سواء المادية أو الإجتماعية, ومن بين هاته الإحتفالات التي تقام في ربوع بقاع العالم الإسلامي إحياء مناسبة الإسراء والمعراج عامة بالمساجد خاصة بالدول العربية والمغاربية منها, وبتوارث المسلمين هاته المناسبة الكبيرة وإنتقال السلف من المهاجرين خارج الديار منها الدول الأوربية عامة منها فرنسا بحكم الحقبة الإستعمارية وتعود المجتمعات المغاربية على التعايش مع الفرنسين ومشاركتهم حياتهم اليومية والتعرف على طريقتهم والتعامل معهم لغة ومحادثة مما سهل عليهم الهجرة إلى فرنسا منها مدينة ستراسبورغ خاصة عاصمة الألزاس بالشرق الكبير المدينة التاريخية الإقتصادية السياحية والسياسية كونها عاصمة الإتحاد الأوروبي حاليا, جو مكن الجالية المغاربية من التلاحم والتضامن فيما بينهم والتفكير في توفير أماكن للعبادة منها إقامة الصلوات الخمس والجمعة والأعياد ومنها التفكير في بناء مساجد والتي تمت بحمد الله والتي توسعت رقعتها لعشرات المساجد والمصليات عبر أرجاء مدينة ستراسبورغ ومن بين هاته المساجد التي باتت مشهورة وذاع صيتها وتوسعت رقعتها لتشمل عديد الأحياء من الرواد والمصلين مسجد روبرتسو المنبثق عن جمعية الضفتين. المسجد الذي بات منارة مشعة لجميع المصلين لمختلف الجنسيات الذي رأى النور ودخل حيز الخدمة ودشن بتاريخ ظهيرة يوم الخميس17 شعبان 1436 الموافق ل04 جوان 2015

النشاط المسجدي لمسجد روبرتسو لسنة 1443هــ/2022 م

كباقي المساجد بفرنسا عامة وبستراسبورغ خاصة إحتفل مسجد روبرتسو بإحياء مناسبة الإسراء والمعراج, لكي لا تفوت الفرصة ويحرم المصلين وساكنة الحي منها والتمتع بروائعها الروحانية والإيمانية المفعمة, فإلى جانب نشاط المعد البسيط بساطة العظماء من صلوات وتلاوة و دروس, إغتنم فرصة تواجد فضيلة الشيخ الأزهري الدكتور رمضان عبد المعز من مصر في زيارة نشاط بستراسبورغ, فكانت له فرصة لقاء بأهل المسجد ومحبيه ورواده أين خصصت له أمسية ندوة علمية بين العصر والمغرب نشطها مرحبا مبتهجا بحرارة اللقاء

محاضرة بعنوان تأملات ومحطات في رحلة الاسراء والمعراج بمسجد روبرتسو بستراسبورغ

بوصول فضيلة الشيخ الدكتور رمضان إلى المسجد وبعد صلاة العصر وتوافد الحضور, أفتتحت ندوة الأمسية بكلمة ترحيبية للأستاذ شوكري الحاج شعيب رئيس لجنة المسجد وجمعية الضفتين وأحد القامات العلمية والشخصيات الإجتماعية والطاقات الفاعلة في أوساط فعاليات أطياف المجتمع على خطى سلفه خلفا لوالده الفقيد العم شوكري الحاج محمد رحمه الله, أحد الركائز ومؤسسي المسجد الكبير. وبمساعدة الدكتور أحمد سرغيني مترحم المحاضرة باللغة الفرنسية لغير الناطقين باللغة العربية, بداية أستهل الشيخ رمضان حديثه بالتحية والسلام على الحضور والتصلية والتسليم على الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه وعلى إحياء مناسبة ذكرى الإسراء والمعراج وما تحمله من محطات التي صنفها في عشرة محطات منها السبع السموات وسدرة المنتهى وتأملات متعددة. وفي مدخل ندوته جملها بأعظم بأجمل حب ألا هو حب الحديث عن النبي الحبيب صلى الله عليه وسلم وشرح معنى أنت ومع من أحبت, وتطرق في شرح الرحلتين رحلة الإسراء الأرضية والمعراج السماوية الأفقية

تواصلت الندوة متطرقا فيها لجميع المحطات والتأملات المستخلصة منها الدروس والعبر التي لا تنتهي ولا تعد ولا تحصى والتي إستخلصنا منها.   

فمن التأملات التي تلفت النطر من الندوة خاصة والمحاضرات السابقة أن ما جاء بقصة الإسراء لسرد رحلة الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه في الإسراء والمعراج، أنها تنتقل لمحطة أخرى وهي الحديث عن حديث الله عن سيرة الأنبياء وما وقع لهم وما سيق للحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه مستقبلا مثل بقية الرسل منهم سيدنا موسى عليه السلام والعلاقة التي كانت بينه وبين سيدنا نوح عليه السلام النبي الصبور الثابت على دينه لتسعة قرون ونصف ألف سنة إلا خمسين, وذكر سلسلة الأنبياء عليهم السلام بداية من أبو البشرية سيدنا آدم -عيسى ويحيى -يوسف -إدريس -هارون -إبراهيم ثم تواصلت المحطات لسرد باقي محطات رحلتي الاسراء والمعراج لتكون صدق بقين لا يراود المستمع أي شك ولا وسوسة في قيامه بإحياء ذكراها, كما يشكك أهل البدع في أهمية الإحتفال بها وإحيائها

جريدة

خلاصة القول وختام الدروس المبهرة والتأملات

يستخلص من خلال ما جاءت به المحاضرة من شرح و تفضيل لذكرى الإسراء والمعراج، أن هذه الرحلة العظيمة عظمة الخالق سبحانه وتعالى القادر على كل شيء, برهنت من خلال محطاتها الباهرة ما يلي

عظم الله فيها مكانة النبي صلى الله عليه وسلم ورفعه إلى أعلى مقام 

تشريفه بإماته وصلاته بالأنبياء المرسلين عليهم الصلاة والسلام

نسخ الشرائع السابقة وختم النبوة به

وحدة رسالة الأنبياء بدليل جمعهم في صلاة واحدة خلف إمام واحد يعبدون ربا واحدا

وأهمها نصرة الله لرسوله صلى الله عليه وسلم وتعويضه عما أصابه

أمرت بالصبر وبينت جزاء الصابرين

– ميزة المسجد الحرام والمسجد الأقصى وما لهما من شرف عظيم. ومكانة المساجد في حياة المسلمين ودورها الفعال بما ستقوم به من جمع للشمل وتوحيد للصفوف وإعلاء كلمة الله

 

توصيات و إرشادات

توجت الندوة العلمية وأختتمت بجملة توصيات وإرشادات منها حث الشباب على ملازمة المسجد وتعلق قلبهم و الحرص على الصلاة للجميع و قيامها جماعة وفرادى في المسجد لما لها من أجر, الحرص كل الحرص على عدم منع الأطفال وحرمانه من المجيئ إلى المسجد وعدم أمر أوليائهم بعدم إحضارهم ,كما أوصى بالتأزر والتضامن وأحدة الصف والدعوة إعمار المسجد والتفرغ للعبادة. وختماها دعاء شامل وجامع للمسلمين والمرضى تقبل الله منا ومن الجميع يارب

كانت ندوة علمية بكل المعايير وخاصة أنها كانت نوعية من حيث اللغتين عربية وفرنسية مكنت الجميع من الفهم والمتابعة والإصغاء بأريحية والإستفادة منها قدر الإمكان كما شهد به الحضور وأشادوا به. متمنين كثرة مثل هاته النشاطات العلمية المفيدة وعودة الشيخ مرة أخرى لتكون مؤرخة في تاريخ مسجدهم الفتي

وفي ختام الندوة وعلى وقع تبادل التحايا والشكر لفضيلة الشيخ والصور التذكارية الفردية والجماعية وعلى عادة أهل الجود والكرم والقيام بكرمة الضيافة وحول كؤوس الشاي المغاربي التقليدي أسدل الستار على الندوة لسنة 1443هــ/2022م على أمل اللقاء والعودة مستقبلا إن شاء الله

التعليقات مغلقة.