أصبح من ضروري تأهيل مركز جماعة الساحل و صار من الواجب تحقيق التنمية المستدامة وإحداث فضاءات ومرافق عامة نظرا لموقعه الجغرافي والاستراتيجي “خميس الساحل” هذه القرية الغناء لا بد أن تصبح مدينة عامرة و مزدهرة و نابضة بالحياة.
هذا الحيز الجغرافي له بعد تاريخي حافل و مشهود، و أهله أهل جود و كرم و مضرب المثل و أغلبهم من سلالة الشرفاء.
يعلم الله مدى حبي لبلادي “الساحل”، و وطني الحبيب المغرب، وما أطالب به مثلي مثل غيري من الشباب والمواطنين، هو غد أفضل و أجمل، و كم يشدني الحنين لأرض الأجداد “الساحل” و أنا هنا في “عروس البوغاز”، طنجة، و أرى العمران بأحلى و أبهى صوره و أمني نفسي أن أرى الحي الذي ترعرعت فيه ينتعش و ينتفس و يزدهي.
كفى عبثا، فعقلية الماضي لا تصلح لشيء، لنفكر جميعا في مصلحتنا العامة، و لنحدث قطيعة مع كل ما سبق، أقولها تأهيل الإنسان بتأهيل العمران.
لنا حقوق وعلينا واجبات، ومن حقنا أن نعيش في وطن نظيف و مؤهل، سئمنا من العالم العشوائي و الملوث، ومن واجبنا الدفاع عن أرضنا وعرضنا، وهذا الحدث المجتمعي لا يمكن أن يمر دون إبداء ملاحظات و تقييم للوضع.
لقد وصل إلى علمي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي عزم المجلس الجماعي إدراج نقطة تأهيل مركز الساحل ضمن جدول أعمال دورة ماي من هذه السنة، و لا يسعني إلا أن أثمن هذا القرار، و ما أرجوه هو تنفيذه بسرعة قصوى على أرض الواقع بكل شفافية و مصداقية بعيدا عن الأنانية بشكل هادف يراعي المصالح العليا للساكنة.
“الساحل” في قلبي، و في قلوب كل محبيها، و يعرف ازديادا ديمغرافيا مهولا و مضطردا، فلا يعقل لمكان يطل على شواطئ خلابة، ويحتوي على رمال ذهبية، مشمس أغلب الوقت، وله مناخ معتدل، وطقس جميل، يمتد على أراضي شاسعة بثروة مائية عذبة، وغابات، وكل ما فيه يسر الناظرين، ألا يكون متقدما و متحضرا و مهيكلا و مؤهلا.
و هذا إذا أضفنا، أنه تمر عليه الطريق الوطنية الأولى، والطريق السيار، وسكة القطار.
“الساحل” هذه البلدة الطيبة تحتاج قرارا جريئا يجعلها في القمة، تحتاج إصلاحا حضاريا ومجتمعيا وتأهيل العمران، ومركز الساحل، سينعكس على الجوانب الأخرى وجميع المجالات، فمنذ أن دشن ملك البلاد المفدى المشروع السياحي “ليكسوس”، وّالساحل” تنادي وتنتظر الخلاص؛ والآن على ما يبدو دقت ساعة الصفر لبدء أهم معركة، وهي أم المعارك تأهيل هذا المكان ليساير مجد الزمان وأحلام وأماني الأشخاص المتواجدين عليه.
كتبنا عشرات المقالات والعديد من القصائد عن هذه القرية الغناء، و الظالم أهلها أحيانا، و قمنا بالنقد البناء والموضوعي، وتصادمنا مع الكبار من أجل غاية سامية ألا و هي عيون الوطن، وكدنا أن نستشهد، و رأينا كيف يمر الظلام ويلعب لعبته القذرة في كل شيء عندنا، والجهل مستشر.
يستحق الوطن التضحية والموت لأجله والذود عنه، وهذا لا يفعله إلا كل أصيل و نبيل و شريف ومن هذا المنبر ندعو المجلس الجماعي، وهو سيد نفسه و صاحب الكلمة الطولى والعليا فيه.
نعرفه جيدا أن يبادر إلى فعل شيء له قيمة وإحداث إنجاز يذكر، فالظرف حساس ولا يقبل المزايدات، وعلى الأقل هو مطالب بالوفاء بالوعود الانتخابية ولو مرة بنية صادقة ودون لف ودوران، فمن يعتقد أنه فاز باكتساح، عليه أن يبرهن أنه في مستوى الحدث، والأيام بيننا، وأرجو ألا يخيب ظني هذه المرة أيضا، فكل الآمال معقودة على هذا المجلس موالاة ومعارضة يجب علينا المساهمة والمشاركة في خدمة الشأن العام.
في الختام، وختامها مسك، أشد بحرارة على كل الغيورين على المنطقة وأصحاب الفكر والقلم وأنوه بالزخم الذي يحدثه التفاعل حول قضايانا العامة من طرفهم، وأدعو أهل الحل والعقد إلى ضبط النفس وتوخي الحكمة ومن الوجاهة بمكان احترام الرأي والرأي الآخر، وأنا عبد ربه لا أكن أي حقد وضغينة لأحد، وأرفع أكف الدعاء أن ينصر الله الوطن والمواطن، و كلي أمل في زيارة ملكية للساحل لنشهد الخير العميم، وكواحد من أبناء الساحل أرجو من صميم القلب ان يوفق المجلس الجماعي في مأموريته ومهامه، و أن يفلح رئيسه والبرلماني الذي يمثلنا في انتدابه والله ولي التوفيق.
التعليقات مغلقة.