أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

تازة: إقبال كبير لاقتناء الكتب والأدوات المدرسية قبيل بداية الموسم الدراسي الجديد

تازة: محمد حارص

 

أيام قليلة قبيل الدخول المدرسي، يكثر إقبال الأسر بمدينة تازة على اقتناء اللوازم الدراسية والكتب والمقررات الدراسية لأبنائها.

 

وتعرف محلات بيع الكتب والأدوات المدرسية، توافدا عليها من قبل بعض الأولياء، لتجهيز أبنائهم للدخول المدرسي، فمجموعة من الأسر بمدينة تازة تحرص على تحضير أبنائها للدخول المدرسي، الأمر الذي يفرض عليهم اقتناء بعض الأدوات المدرسية، تهييئ للأبناء نفسيا للدخول المدرسي.

 

فأمام هذا الاقبال، دخلت عملية تسويق الكتب والمستلزمات المدرسية من قبل المكتبات مرحلة مهمة، على مستوى مدينة تازة، حيث كثف أصحاب المكتبات من عمليات اقتناء هذه الكتب والمستلزمات والأدوات المدرسية.

 

من خلال جولة بالمدينة، تبين أن جل المكتبات بالمدينة وفرت، كما دأبت على ذلك في السنوات الماضية، الكتب والمستلزمات الدراسية التي يحتاجها التلاميذ من محفظات ودفاتر وأدوات مدرسية وكراسات وأقلام وأغلفة، وغيرها من المستلزمات، بكميات وفيرة لتلبية انتظارات وتطلعات الأسر وأولياء الأمور.

 

الإقبال من طرف الآباء، يقابله الكتبيين بزيادة ساعات العمل التي تبدأ من الساعة التاسعة صباحا إلى وقت متأخر من الليل، من أجل الاستجابة لحاجيات الزبناء. وفي هذا الصدد، يؤكد عبد الباري علوشي، وهو كتبي بوسط مدينة تازة، أن الإقبال على اقتناء اللوازم المدرسية بدأ يسجل ارتفاعا كبيرا بعد عودة غالبية الأسر من العطلة الصيفية، في انتظار أن يبلغ أوجه بعيد الدخول المدرسي الإثنين المقبل.

 

وأضاف أن اللوازم المدرسية متوفرة بالقدر الكافي باستثناء بعض المقررات التي ما زالت قيد الطباعة، مؤكدا أن الأثمنة ورغم الزيادة هذا الموسم إلا أنها تتناسب مع الجودة وتستجيب لحاجيات مختلف الشرائح الاجتماعية، كل حسب إمكانياته المالية.

 

عبد الباري، يضيف انه يعمل هذه السنة على توفير المقررات الدراسية والأدوات المدرسية بالجملة ونصف الجملة تخفيفا لأعباء بعض الكتبيين الذين يتكلفون عناء السفر والتأخر الذي قد يحصل إلى مدن بعيدة لأجل اقتنائها بالجملة، كما أن مكتبته تضم، علاوة على الكتب والمستلزمات والمقررات الدراسية، العديد من المؤلفات والروايات والكتب العلمية والمجلات الثقافية والاقتصادية العلمية.

 

الأباء وأولياء الأمور، ومن خلال اطلاعهم على قائمة المستلزمات المدرسية والأثمنة المعروضة، تزداد شكواهم بخصوص هذه القائمة والأسعار، خصوصا في صفوف الآباء الذين يتمدرس أبناؤهم بالمدارس الخصوصية، حيث لا يتم برأيهم ضبط هذا القطاع وإخضاعه لعدد من المقاييس التي من الضروري أن تؤطره.

 

وقد أكدت لنا “لوبنا–م” من بين الأمهات اللائي لا يخفين استياءهن بسبب كثرة الأدوات المدرسية التي تقتنيها كل سنة، حيث تؤكد أن أبناءها لا يحتاجون كل تلك الدفاتر التي تبقى غالبيتها فارغة عند نهاية السنة الدراسية ” مع متم كل موسم دراسي، كما أن الأسعار عرفت ارتفاعا مهولا مقارنة مع المواسم الدراسية السابقة.

 

وحول الزيادة بأسعار المستلزمات الدراسية، قالت لوبنا ” ففي ظل ارتفاع الأسعار الذي طال جل المواد الأساسية بما فيها الأدوات المدرسية، ما علينا سوى تكييف ميزانيتنا حسب ذلك، فبالنسبة لي ليس لدي الخيار، خصوصا ان الدخول المدرسي يأتي مباشرة بعد العطلة الصيفية التي تستنزف جيوب الأباء، بالإضافة إلى ضرورة كسوة الأبناء وشراء الأدوات المدرسية لهم، فالأدوات المدرسية وحدها عادة ما تكلف الكثير، لأن أسعارها أصبحت تعرف ارتفاعا، وهو ما يجعل خيار الاختيار بين الكسوة والمستلزمات المدرسية يطرح نفسه بشدة”.

 

وإذا كانت بعض الأسر تفضل المكتبات وفضاءات العرض الموجودة بالمدينة، فإن أسرا أخرى تقصد المركز التجاري مرجان بالمدينة والذي ينتهز قرب انطلاق الموسم الدراسي لاقتراح أسعار تنافسية وإغراء الزبناء بتخفيضات مهمة لكسب ودهم وجعلهم يقبلون بكثافة على منتجاتها.

 

مقابل هذا الاقبال المكثف على المكتبات، يسجل سوق الكتب المستعملة تراجعا وكسادا، نظرا لتوجس الأباء من تغيير المقررات الدراسية، وأن اقتنائها قبل الدخول المدرسي، قد يزيد من متاعب الأباء إذا ما قررت الوزارة تغيير هذه المقررات، وغن كان شراء المستعمل هو الحل الوحيد لمواجهة الزيادة بالأسعار.

 

فرغم كل ما يحمله الدخول المدرسي من مصاريف تقض مضجع الآباء وتثقل كاهلهم، فإنهم لا يتوانون عن اقتناء اللوازم المدرسية كلها، ويؤكدون في المقابل أن المهم ليس حجم الحقيبة المدرسية وما تحتويه من أدوات، وإنما نوعية المعارف والمهارات التي سيكتسبها أبناؤهم طيلة السنة.

 

والأكيد أن عملية تسويق الكتب والمستلزمات المدرسية وتقريبها من التلاميذ والأسر بوفرة وبأثمان معقولة يشكل محطة مهمة في العملية التعليمية، ويساهم بجلاء في توفير الشروط السليمة والضرورية لانطلاق الموسم الدراسي في أحسن الظروف.

التعليقات مغلقة.