أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

تازة : الملحة و مطارح الأزبال النتنة بسبب الاهمال تثير اشمئزاز الساكنة

الجماعة الحضرية “بتازة “والمجلس الإقليمي بتازة يفشلان في إبعاد مطرح النفايات عن حي الملحة الآهل بالسكان.
مطرح النفايات يجعل السكان يستنشقون الهواء الملوث بالجراثيم والمواد الكيميائية التي عند حرقها تصبح إشعاعية و تهدد قاطني الحي بالأمراض السرطانية.

يوجد حي الملحة غرب مدينة تازة ويضم عدد كبير من السكان وسط فوضى البناء العشوائي إضافة إلى تدمر بنياته التحتية بسبب انعدام الطرقات وغياب الإنارة العمومية بأغلب أزقته ، كما يعرف الحي انتشارا للأزبال والنفايات على جنباته ويفتقر الحي لحديقة قد تقلص من المشاكل البيئية التي يعانيها الحي بشكل عام نظرا لوجوده بين مطرح ضخم للنفايات وواد ملوث تنبعث منه الروائح الكريهة المسببة للأمراض .

هذا ويعتبر حي الملحة من الأحياء العريقة بمدينة تازة ، إلا أنه يتعرض للتهميش والإهمال واللامبالاة مند عشرات السنين رغم انتمائه للمدار الحضري لتازة مند نشأته .

ما يجعل هذا الحي الذي أصبح سكانه مهددون بالأمراض السرطانية والجلدية وأمراض الربو والحساسية وغيرها هو وجود مطرح نفايات المدينة الذي لا يبعد كثيرا عن الحي الآهل بالسكان إضافة إلى وجود واد ملوث بسبب مياه الصرف الصحي للمدينة والتي تصب بالوادي الذي يتواجد بمدخل الحي ويحيط بالسكان وبسببه تتكاثر بالجو كائنات دقيقة بشكل كبير وقد يؤدي استنشاقها بكميات كبيرة لفترة زمنية طويلة لإحداث حساسية والتي يعانيها العديد من السكان إضافة إلى انتشار أمراض العيون وغيرها .

ويعتبر مطرح النفايات نقطة سوداء بالمدينة رغم مطالب السكان المجاورة له ومند سنين بتغيير مكانه بعيدا وهو مطرح يفتقر لسياج لمنع دخوله من طرف الأطفال وكدا رعاة الغنم الذين يجعلون من هذا المطرح مرعى للخرفان والتي ستسبب في أمراض خطيرة جدا عند أكل لحومها ، علما أن المطرح يضم عدد كبير من الإبر الطبية التي فد تعرض المتنقلين وسطها للوخز التي قد تتسبب في نقل بعض الأمراض الخطيرة عبر الدم ومنها مرض الإيدز و إلتهاب الكبد الفيروسي القاتل ، إضافة إلى تسبب لمس تلك النفايات التي يغطيها بول الجرذان في أمراض خطيرة مثل اليرقان والتهاب السحايا وحدوث تلف في الكلى.

كما أثر مطرح النفايات على النظام الحيوي بالمنطقة وتسبب في جلب القوارض والحشرات خصوصا خلال فترات الصيف الحارة، إضافة إلى تضرر منطقة الملحة بسبب الغازات المنبعثة من مطرح النفايات بشكل رئيسي كغاز الميثان السام وغاز تاني أكسيد الكربون وهي غازات دفيئة تتسبب بشكل كبير في الاحتباس الحراري ، والخطير في الأمر هو أن مطرح النفايات الذي يوجد قريبا جدا من حي الملحة يضم نفايات خطيرة إلا أن أخطرها على الإطلاق هي الفضلات الطبية، مثل المحاقن، والإبر، والمباضع والشفرات الوحيدة الاستعمال، وبعض المواد الكيميائية المستعملة في الطب مثل المواد المطهّرة والمواد الصيدلية إضافة إلى مخلفات البطاريات وغيرها ، وكل هذه المواد عند حرقها لتخفيف حجم تلك النفايات تسفر عن إفراز ملوثات في الهواء ومخلّفات الرماد ، ويمكن أن يؤدي حرق وترميد تلك المواد التي تحتوي على الكلور إلى توليد الديوكسينات والفيورانات التي بدورها تساهم في تكوين مواد إشعاعية يؤدي استنشاقها إلى الإصابة بالأورام السرطانية الخبيثة ، وتتحمل المسؤولية في هذا التهميش بحي الملحة كل من الجماعة.

الحضرية والمجلس الإقليمي بتازة اللذان فشلا في تغيير مكان مطرح النفايات الذي يضم أطنانا من الأزبال التي تهدد سلامة السكان المجاورين له ، وإن لم تتضامن كل مؤسسات الدولة لإبعاد مطرح النفايات عن السكان وجعله بعيدا عنهم فإن المخاطر الصحية المسبب لها ستكون من الصعب حصرها، وذلك نتيجة لجذب هذه النفايات للذباب والحشرات والفئران التي تنقل الجراثيم للإنسان إضافة إلى انتشار البعوض الصغير جدا والمسبب لمرض الليشمانيا القاتل .

 

 

التعليقات مغلقة.