كانت تازة على موعد يومه الثلاثاء الماضي مع ندوة دولية في موضوع الندرة والأزمات العمومية.
الندوة التي تم تنظيمها في موضوع “الندرة والأزمات والسياسات العمومية، العوامل والآثار والاتجاهات”. وذلك بمبادرة من مختبر الأبحاث القانونية والسياسية والاقتصادية بالكلية متعددة التخصصات بتازة.
في كلمة بالمناسبة. أكد عميد الكلية متعددة التخصصات، حسن بوكا، أن موضوع الندوة يكتسي أهمية بالغة. مؤكدا على ارتباط انعقادها بسياق عالمي وإقليمي ومحلي. والذي يتميز بتوالي وازدياد الأزمات الاقتصادية والسياسية والصحية والمناخية في العديد من الدول… ضمنها جائحة كوفيد-19. وأزمة التغيرات المناخية التي أدت لندرة المياه…
وأضاف. أن اللقاء يشكل فرصة لخلق نقاش علمي ومجتمعي حول قضايا ندرة الموارد. وسياسة مواجهتها والتحديات الكبرى التي تطرحها الحكومات والمجتمعات والأفراد سواء على المستوى الدولي او المحلي.
باقي التدخلات أجمعت على راهنية وأهمية موضوع الندوة، في وقت بدأت تكثر فيه هذه الأزمات. مخلفة آثارا عميقة أحدثت اختلالات كبيرة أعاقت التنمية في العديد من البلدان.
وأكدت المداخلات النقدمة على أن هاته الندوة العملية تعد فرصة لبلورة الأفكار وتبادل الآراء بين الجامعيين والخبراء حول الأزمات. وتتبع ما تخلفه هاته الأزمات من اختلالات. وكذا محاولة تشخيص الأسباب والآثار بهدف استخلاص الدروس. وذلك من اجل بناء سياسات عمومية ناجعة وقائية وعلاجية لهذه الآثار حتى لا تعيق مبادرات التنمية المستدامة.
وتعالج هاته الندوة. المنظمة يومي 7 و8 مايو الجاري بدعم من جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس. والمركز الوطني للبحث العلمي والتقني. وبشراكة مع مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية. والجمعية المغربية لعلم السياسة. والمركز المغربي متعدد التخصصات للدراسات والأبحاث. ومركز معارف المستقبل للدراسات والأبحاث. عبر جلساتها السبعة. أزمات الندرة والأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تترتب عنها. والسياسات العمومية التي تستوجبها، في أفق مقاربات منفتحة يساهم فيها مختلف باحثي العلوم الاجتماعية. (التاريخ، علم السياسة، علم الاقتصاد وعلم الاجتماع وعلم القانون ..الخ). وذلك بغرض الوصول لتحليل وفهم الجوانب غير الحصرية.
ومن هاته الجوانب. أدبيات أزمات الندرة وسياسات تدبيرها. العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية لأزمات الندرة. وانعكاسات أزمات الندرة على الهجرة الداخلية والدولية واللجوء. إضافة لأزمات الندرة الخاصة بقضايا الماء، الطاقة، الغداء …. الخ. وأيضا سياسات مواجهة أزمات الندرة. وقوانين التصدير والاستيراد وأزمات الندرة. فضلا عن القانون الدولي وأزمات الندرة خلال الحروب. الفاعلون الدوليون والصراعات الدولية وأزمات الندرة. مع دراسة حالة لأزمات الندرة وانعكاساتها. والفاعلون داخل الدول وأزمات الندرة: الأنظمة السياسية، المواطنون والمجتمع المدني.
محمد بنهلال، مدير مختبر الأبحاث القانونية والسياسية والاقتصادية بالكلية متعددة التخصصات بتازة، ومنسق الندوة، أكد في تصريح لجريدة “أصوات”: أن موضوع الندوة يعالج أزمات الندرة التي صارت ظاهرة متكررة في مجتمعات اليوم. وذلك بهدف تسليط الضوء على مختلف الأزمات الناتجة عن الندرة. ضمنها الهجرة، البيئة، ندرة المياه، الطاقة، النزاعات المسلحة …”. مضيفا أن الهدف الأسمى من الندوة، الخروج بتوصيات حول الإجراءات الممكنة لمواجهة هذه الظواهر.
من جهته، قال عبد الحميد بنخطاب، رئيس الجمعية المغربية للعلوم السياسية –الرباط: إن الندوة تتدارس ظاهرة مهمة في العلاقات الدولية. وهي ظاهرة الندرة والأزمات التي تهز المجتمع الدولي، علما أن هذه الظاهرة أصبحت مستفحلة في العلاقات الدولية. ومنتجة للعديد من الصراعات والنكبات والحروب.
وأكد بنخطاب. أن الندوة تتدارس الظاهرة من الجوانب القانونية والسوسيولوجية والاقتصادية. مع محاولة استشراف الآفاق المستقبلية للعلاقات الدولية في ظل تفاقم الندرة والأزمات الدولية. سواء على المستوى القاري او الدولي الشمولي.
التعليقات مغلقة.