أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

تحذيرات أنقرة من تداعيات الحرب بين إيران وإسرائيل تهدد أمن المنطقة

جريدة أصوات

أصوات من الرباط

وسط تصاعد ألسنة اللهب في المشرق، تتصاعد المخاوف التركية من تصعيد الأزمة بين إيران وإسرائيل إلى مستوى يهدد أمن المنطقة بأكملها. فمع إطلاق صافرات الإنذار وازدياد دوي الطائرات وانفجارات الصواريخ، عززت أنقرة من جهودها في المجال العسكري والاستخباراتي، في محاولة لاحتواء الموقف والتخفيف من آثاره.

أردوغان يحذر من عواقب التصعيد

وفي خطاب رسمي، حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أن استمرار العمليات العسكرية التي تشنها إسرائيل على إيران يشكل تهديداً كبيراً للأمن الإقليمي، محذرًا من أن الشرق الأوسط لا يستطيع تحمل تبعات حرب جديدة قد تؤدي إلى فوضى عارمة ودمار شامل. وأكد أن إدارة نتنياهو باتت مصدر قلق حقيقي يعرقل الاستقرار، معلنًا أنقرة تتخذ إجراءات استباقية للسيطرة على الوضع.

التحركات التركية وقعّة تأهب عالية

وفي إطار استعداداتها، عقدت تركيا اجتماعًا أمنيًا موسعًا استمر لأكثر من أربع ساعات برئاسة كبار المسؤولين الأمنيين والعسكريين، حيث أكد وزير الخارجية هاكان فيدان أن البلاد اتخذت كافة التدابير اللازمة لمواجهة مختلف السيناريوهات، بما في ذلك احتمالات توسع دائرة المواجهة وتداعياتها على الأراضي التركية.

مخاوف من تصعيد التدخلات الخارجية

أما على الصعيد العسكري، فإن أنقرة تعيش في حالة من الحذر الشديد، خاصة بعد تحريك قواتها الجوية في قواعد إنجيرليك والتشديد على وضع خطط للتعامل مع أي تهديدات محتملة من جانب الأطراف المتصارعة، مع تزايد قلقها من تدخُّل أمريكي مباشر، خاصة مع إعلان واشنطن عن استعدادها للتدخل العسكري، وتحريك حاملات طائراتها إلى المنطقة تحت ذريعة حماية إسرائيل ومنع إيران من امتلاك السلاح النووي.

توسعات إسرائيلية وخطر التصعيد السوري

وتتطلع تركيا، وفق مراقبين، إلى توسع إسرائيل في الأراضي السورية، مستغلة حالة الاضطراب التي تمر بها المنطقة، مما قد يفرض على أنقرة التدخل عسكريًا لحماية مصالحها الأمنية، خصوصًا مع تصاعد العمليات الإسرائيلية ودعمها من قبل الغرب، وهو ما يهدد استقرار المنطقة ويعرقل جهود التنمية.

الجانب الاقتصادي والإنساني من المخاوف

وفي الجانب الاقتصادي، تبرز مخاوف من تضرر قطاعي السياحة والتصدير، اللذان يشكلان الركيزتين الأساسيتين في الاقتصاد التركي، خاصة مع التراجع المتوقع في أعداد السياح وإلغاء الحجوزات، إلى جانب ارتفاع أسعار النفط والمواد الخام، ما يفاقم الأعباء على الاقتصاد الوطني.

أما على المستوى الاجتماعي، فإن أنقرة تخشى من موجات لجوء محتملة من إيران، خاصة إذا استمرت العمليات العسكرية في استهداف المناطق السكانية، ما قد يخلق أعباء إنسانية كبيرة ويهدد أمنها الداخلي.

ختامًا، تظل تركيا تتخذ موقفًا حذرًا ومتزنًا، مُعبّرة عن قلقها البالغ من تطورات المنطقة، مع إصرارها على تعزيز قدراتها الدفاعية وتحركاتها الدبلوماسية لدرء مخاطر التصعيد وتأجيج الأزمات.

التعليقات مغلقة.