تحسين خدمات الوقاية المدنية بتارودانت ضرورة ملحة

أثارت الحادثة المأساوية التي أودت بحياة خمسة عمال في ورشة تعلية سد “المختار السوسي” بجماعة أوزيوة التابعة لإقليم تارودانت تساؤلات حادة حول فعالية خدمات الوقاية المدنية في المنطقة.

الحادث سلط الضوء على أهمية تعزيز هذه الخدمات، خاصة وأن إقليم تارودانت يُعتبر الأكبر من حيث عدد الجماعات، ولكنه يفتقر إلى المراكز الكافية لمواجهة الطوارئ والحوادث.

يعتبر الفاعلون المدنيون والإعلاميون أن إحداث مراكز للوقاية المدنية في كل دائرة ترابية يعد مطلباً ضرورياً.

النائب البرلماني عزيز حميدو أشار في سؤال كتابي موجه إلى وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت إلى أن المراكز الحالية تنحصر في المدن الكبرى، مما يجعل الأرياف والمناطق النائية عرضة للخطر في حالة وقوع حوادث.

في هذا السياق، أكد الحسين اليوسفي، فاعل جمعوي، أن تجربة الزلزال الأخيرة أظهرت ضعف الاستجابة من قبل المراكز الحضرية للإنقاذ والتدخل السريع، مما يستدعي تعزيز هذه المراكز بموارد بشرية وتقنية أفضل.

وأكد اليوسفي على ضرورة توفير ستة مراكز على الأقل لضمان السرعة والكفاءة في الاستجابة.

من جهته، أبدى إدريس عقيق، فاعل مدني في المنطقة، قلقه إزاء عدم كفاءة استقدام فرق الإنقاذ من مناطق بعيدة في حالات الطوارئ، مما يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الوضع.

وأكد عقيق على أهمية تجهيز المنطقة لمواجهة الكوارث الطبيعية والحوادث العرضية، نظراً للنشاطات السياحية والمنجمية المتزايدة.

كما طالب المتحدثون المجتمع المدني والسلطات بتعميق البحث في الحادث الأخير، مشددين على أهمية المحاسبة لضمان عدم تكرار مثل هذه المأساة.

إن تعزيز البنية التحتية للإنقاذ والوقاية هو ضرورة ملحة لضمان سلامة السكان وتفادي أي عواقب وخيمة في المستقبل.