تحليل مقترحات لإعادة تنظيم الصيد التقليدي في جهة الداخلة وادي الذهب من أجل تعزيز الاستدامة والعدالة المجالية

في ظل التحديات المتعددة التي يواجهها قطاع الصيد التقليدي بجهة الداخلة وادي الذهب، من ضغط على الثروة البحرية والتفاوت في الممارسات المهنية، برزت الحاجة إلى اعتماد رؤية تنظيمية جديدة تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات المنطقة وتلبي تطلعات المهنيين نحو استدامة القطاع والعدالة في استغلال الثروات البحرية.

وفي هذا الإطار، عرضت كتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري مجموعة من المقترحات التنظيمية والفنية التي تهدف إلى توحيد إطار العمل، من خلال تحديد وسائل الصيد المسموح بها، وتقنين الجهد المبذول، مع الالتزام بمعايير السلامة الصحية والبحرية. من بين الإجراءات المقترحة، ضبط خصائص قوارب “السويلكة” من حيث الأبعاد الهندسية والحمولة وقوة المحرك، وذلك لضمان استدامة الموارد البحرية والحفاظ على التوازن البيئي.

غير أن المهنيين من جهاتهم عبروا عن تحفظاتهم ورفضهم لوضع قوانين صارمة تتعلق بالتخصص الإجباري في وسائل الصيد أو تحديدها مسبقًا، معتبرين أن هذه السياسات قد تتنافى مع الطابع التقليدي للقطاع وتقلل من مرونة التكيف مع الواقع البحري المتغير، مطالبين بالحفاظ على استقلالية وسائل الصيد والتأكيد على الخصائص البيئية والصحية للصيد التقليدي.

كما اقترحت الوثيقة الرسمية حصر وسائل الصيد لكل وحدة مهنية في وسيلتين أو ثلاث خلال السنة، مع منع التنقل بين المناطق وتغيير وسائل الصيد، بهدف ضمان استقرار المنظومة الاقتصادية والمهنية للمهنيين. ويؤكد المهنيون على ضرورة فصل الصيد التقليدي عن الممارسات التي تؤدي إلى تدمير الثروة البحرية، معتبرين أن العملية ذات طابع بيئي واسم على مسمى، ويجب معالجتها بما يتناسب مع طبيعة المصايد المحلية.

علاوة على ذلك، تتضمن التوصيات تنظيمات تقنية تشمل تحديد قدرة محرك القارب بـ30 حصانًا كحد أقصى، ومنع استخدام وسائل الصيد المتعددة على نفس القارب، مع إلزامية تفريغ المصطادات في قرى الصيد لضمان تتبع العمليات والتصدي للبيع العشوائي، وتقييد مدة الرحلات البحرية إلى 24 ساعة، مع منع الضوء الاصطناعي في صيد الأسماك السطحية الصغيرة إلا بإذن مسبق، وحظر استعمال القوارب غير المرقمة أثناء عمليات الصيد.

تسعى هذه المقترحات إلى تحقيق توازن بين حماية الثروة البحرية وضمان مصالح المهنيين، وتطوير قطاع الصيد التقليدي بشكل يضمن استدامته ويعزز من قدرته على مواجهة التحديات المستقبلية