أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

تحيا مراكش، تحيا السينما..

سبيو محمد

تتعدد المهرجانات السينمائية عبر مدن العالم وتتنوع، ويتفنن منظموها في التنظيم وجلب أبهى الأفلام، ليتوفقوا ويتفوقوا ويتميزوا.
مهرجانات مهمة وأخرى أقل أهمية، مهرجانات، في مجملها، تعتمد على تاريخها وتراثها التنظيمي، والأسماء الكبيرة التي مرت فوق سجاجيدها الحمراء، أوالشابة التي لم يكن أحد يعرفها، لما تم عرض أفلامها، لكنها تفوقت مع مرور الأعوام والدورات..
مهرجانات ومهرجانات لاتعد ولاتحصى، لكن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، يتفوق علي جميع المهرجانات العالمية ويتفرد عنها، ليس بميزانيته (ميزانيته لاشيء مقارنة مع ميزانيات بعض المهرجانات العالمية) ولا تاريخه (عمره لا يتجاوز 18 سنة)، ولا بالنجوم الذين حضروا دوراته السابقة، لأن النجوم يحضرون في كل المهرجانات، حتى تلك انتهى أمرها، لكنها لازالت تبني مجدها على زمن غابر وذكريات منقرضة، لكنه يتميز عنها جميعها ويتفوق عليها، بل ويصبح منال وهدف كل سينمائيي العالم وعشاق الأفلام، بفضل المدينة التي ينظم فيها، نعم يتفوق بحاضرة لا مثيل لها في العالم، الحاضرة المراكشية الحمراء..
نعم مراكش الحمراء، برونقها الخاص، وفضاءاتها التي تسحر الألباب، بجامع الكتبية وصومعتها توأم الخيرالدا الإشبيلية، بأضرحة الرجال السبعة، منارات العلم والفكر والتصوف والأدب، بساحة جامع الفنا التي لامثيل لها في كل بقاع الدنيا، الساحة التي تنبض بالحياة ليل نهار، وبالفرجة التي تجمع كل الأهازيج و الفنون المغربية، بواحاتها التي تزاوج بين الأصالة والمعاصرة، حيث القصور والقصبات المقتطعة من ليالي ألف ليلة وليلة، والبنايات العصرية التي تجعلك تحس أنك في أرقى العواصم العالمية….
نعم لكم مهرجاناتكم الكبيرة المحترمة، لكن ليس لكم مدينة ببهاء مدينة مراكش، المدينة التي تحتضن المهرجان وتمده بنسغ الحياة، المدينة الفاتنة الساحرة، المدينة التي تجعل كل ضيوف المهرجان يعيشون عشرة أيام بين اليقظة والأحلام، حيث لافرق بين ما يشاهدونه داخل القاعات والساحات العامة…
مراكش التي كتب عنها الشاعر محمد لحسين، وغنى عنها الفنان أحمد اسماعيل، ذات زمن جميل، أغنيته الخالدة:
مراكش يا وريدة بين النخيل، وبهاك يسطع نور فوجهك لجميل، حسن بهاك مالو مثيل، كل الناس تهواك يا عروسة الجنوب..

التعليقات مغلقة.