إعداد مبارك أجروض
الكولسترول مادة شمعية موجودة في الدم بشكل طبيعي، حيث يحتاج الجسم إلى الكولسترول من أجل بناء الخلايا الصحّية، ولكن ارتفاع الكولسترول عن مستوياته الطبيعية يمكن أن يترافق مع العديد من المشاكل والاضطرابات، كما يرفع من نسبة حدوث الأمراض القلبية، ومع حدوث ارتفاع نسب الكولسترول، يمكن أن تتطوّر بقايا دهنية في الأوعية الدموية، وفي المحصّلة، يمكن أن تزداد هذه البقايا حجمًا، ممّا يؤدّي إلى صعوبة مرور الدم ضمن الشرايين، كما من الممكن أن يحدث تمزّق لهذه البقايا وسدّها لشرايين تلي الشريان المصاب، وهذا الأمر ما يرفع من خطورة المشكلة، بحدوث ما يُعرف بالجلطة القلبية أو السكتة الدماغية أو غيرهما، وسيتم الحديث في هذا المقال عن أعراض الكولسترول المرتفع وعوامل الخطر لحدوث هذه المشكلة وكيفية تشخيصها.
قد يزيد ارتفاع الكوليسترول من خطر الإصابة بأمراض القلب والأزمات القلبية. وعلى الرغم من أنه يمكنك تحسين نسبة الكوليسترول بتناول الأدوية، ولكن قد يفضل البعض الآخر التحكم بالطعام أولاً لتحسين الكوليسترول وتجنب الأدوية. وحتى إذا كنت تتناول بالفعل طعاماً غير صحي لعدة سنوات، فإن إحداث تغييرات بسيطة في نظامك الغذائي يمكن أن يقلل الكوليسترول ويحسن صحة القلب.
وفي مقالنا هذا لا سنعرض خمس نصائح للتحكم بمستوى الكوليسترول عن طريق طعامك.
* اختيار الدهون الصحية
الدهون المشبعة التي توجد بشكل أساسي في اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان، ترفع إجمالي نسبة الكوليسترول وكوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL الكوليسترول الضار).
وكقاعدة عامة، يجب أن تحصل على أقل من 7% من السعرات الحرارية اليومية من الدهون المشبعة، لذا اختر مقداراً صغيراً من اللحوم والألبان قليلة الدسم والدهون غير المشبعة الأحادية، الموجودة في زيت الزيتون وزيت الكانولا، لأنها خيارات صحية أكثر.
* الابتعاد عن الدهون المتحولة
تؤثر الدهون المتحولة على مستويات الكوليسترول في الدم عن طريق زيادة الكوليسترول الضار وخفض الكوليسترول الجيد، مما يزيد من مخاطر الإصابة بأزمات قلبية. ويمكن العثور على الدهون المتحولة في الأطعمة المقلية والعديد من المنتجات التجارية، مثل الكعك والبسكويت وكيك الوجبات الخفيفة.
ولكن لا تعتمد على العبوات المكتوب عليها خالية من الدهون غير المشبعة. ففي الولايات المتحدة مثلاً، إذا كان الطعام يحتوي على أقل من 0.5 غم من الدهون المتحولة لكل حصة من الطعام، فيمكن وضع ملصق عليه بأنه طعام خالٍ من الدهون المتحولة.
وحتى الكميات الصغيرة من الدهون المتحولة يمكن أن تتراكم إذا كنتِ تتناولين الأطعمة التي تحتوي على كميات صغيرة من الدهون المتحولة. لذلك، يجب قراءة قائمة المكونات، وتجنب الأطعمة المحتوية على الزيوت المهدرجة جزئيًا.
* تناول الأطعمة الغنية بالأحماض الدهنية أوميجا3
الأحماض الدهنية أوميغا3 لا تؤثر على مستوى كوليسترول البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة الضارة. ولها فوائد أخرى للقلب مثل المساعدة على زيادة كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة (النافع)، وخفض الدهون الثلاثية، وهي نوع من الدهون الموجودة في الدم، وخفض ضغط الدم.
وبعض أنواع الأسماك، مثل السلمون والماكريل والرنجة، غنية بالأحماض الدهنية أوميغا3. وتشمل المصادر الجيدة الأخرى للأحماض الدهنية أوميغا3 حبوب الجوز واللوز وبذور الكتان.
* زيادة الألياف الذائبة
هناك نوعان من الألياف وهما: الألياف الذائبة وغير الذائبة، وكلاهما له فوائد لصحة القلب، ولكن الألياف الذائبة تساعد هي أيضًا على تخفيض مستويات كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة.
ويمكنك إضافة الألياف الذائبة في نظامك الغذائي عن طريق تناول الشوفان ونخالة الشوفان والفاكهة والفول والعدس والخضراوات.
* إضافة بروتين المصالة
بروتين المصالة هو أحد أنواع البروتينات الموجودة في منتجات الألبان، والنوع الآخر هو الكازين. وقد يوفر بروتين المصالة فوائد صحية كثيرة، وأوضحت الدراسات أن بروتين المصالة كمكمل غذائي يعمل على خفض كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة والكوليسترول الكلي.
ويمكن العثور على مسحوق بروتين المصالة بمتاجر الأطعمة الصحية وبعض منافذ البقالة. واتبع التعليمات المذكورة على العبوة بشأن كيفية الاستخدام.
* تشخيص ارتفاع الكولسترول
يُعد تشخيص ارتفاع الكولسترول أمرًا سهلًا للغاية، ويُساعد في كشف هذه المشكلة خصوصًا عند عدم وضوح أعراض الكولسترول المرتفع، وذلك بطلب التحليل الدموي المناسب، حيث يقوم الطبيب بسحب عينة دموية من الدم لإرسالها إلى المختبر لتحليلها، ويقوم الطبيب بالطلب من المريض التوقف عن تناول الطعام أو الشراب بشكل كامل لفترة 12 ساعة على الأقل قبل التحليل، ويقوم هذا التحليل بإظهار قيم الكولسترول الكلي، والكولسترول مرتفع الكثافة HDL والكولسترول منخفض الكثافة LDL والشحوم الثلاثية، ويشير مركز السيطرة على الأمراض واتّقائها في الولايات المتحدة الأمريكية CDC إلى أنّ القيم المرغوبة ضمن هذا التحليل يجب أن تكون على الشكل الآتي:
ـ الكولسترول منخفض الكثافة: أقل من 100 ملغ/ديسيلتر.
ـ الكولسترول مرتفع الكثافة: بقيمة 60 ملغ/ديسيلتر أو أكثر من ذلك.
ـ الشحوم الثلاثية: أقل من 150 ملغ/ديسيلتر.
وعادة ما يتمّ اعتبار قيم الكولسترول بأنّها مرتفعة حدّية عند كونها بين200 و239 ملغ/ديسيلتر، وتكون مرتفعة عند كونها أعلى من 240 ملغ/ديسيلتر، بينما يتمّ اعتبار قيم الكولسترول منخفض الكثافة LDL بأنّها مرتفعة حدّية عند كونها بين 130 و159 ملغ/ديسيلتر، وتكون مرتفعة عند كونها أعلى من 160 ملغ/ديسيلتر، وتُقدّر قيم الكولسترول مرتفع الكثافة HDL بأنّها زهيدة عند كونها أقل من 40 ملغ/ديسيلتر.
التعليقات مغلقة.