أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

تراجع أسعار الذهب يعكس تأثير الأحداث الجيوسياسية على السوق العالمية

جريدة أصوات

أصوات من الرباط

شهدت الأسواق العالمية اليوم الثلاثاء تغيرات ملحوظة في أسعار الذهب، حيث انخفض المعدن الثمين بشكل كبير مع تزايد التوقعات بوقف التصعيد بين إيران وإسرائيل، وذلك بعد التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي أعلنت عن توافق بين البلدين على وقف إطلاق النار. يأتي هذا التطور في سياق تصاعد التوترات الإقليمية التي شهدها الشرق الأوسط خلال الأسابيع الماضية، حيث كان الذهب يُعتبر غالبًا ملاذًا آمن عند حدوث الأزمات السياسية والجيوسياسية، إلا أن الأنباء الحالية أدت إلى سحب الطلب عليه بشكل مؤقت.

وفي تفاصيل السوق، سجل سعر الذهب في المعاملات الفورية انخفاضًا بنسبة 0.6% ليسجل 3349.89 دولار للأوقية، وهو أدنى مستوى له منذ 11 يونيو، مما يعكس تراجعًا واضحًا في الثقة كملاذ آمن وسط غموض التصريحات الأخيرة. أما العقود الآجلة للذهب في السوق الأمريكية، فقد انخفضت بنسبة 0.9%، حيث وصلت إلى 3364.20 دولار، مما يعكس توجهًا واضحًا نحو البيع والتخلي عن المكاسب السابقة التي كانت تشير إلى استقرار في السوق أو حتى ميل للارتفاع.

وفي الوقت ذاته، جاءت حركة المعادن النفيسة الأخرى مختلفة نوعًا ما حيث ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة طفيفة بلغت 0.1%، حيث وصلت إلى 36.03 دولار للأوقية، بينما تراجعت أسعار البلاتين بنسبة 0.3% لتصل إلى 1260.78 دولار، وبلغ البلاديوم نحو 1043 دولار، متراجعًا بنسبة 0.1%. ويُظهر ذلك أن التحركات السوقية لم تقتصر فقط على الذهب، بل تمتد أيضًا إلى المعادن الثمينة الأخرى، مع احتمالات بتغيرات أكبر في المستقبل بحسب مدى تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية.

وتعتبر تصريحات الرئيس ترامب بمثابة محور رئيسي لتحليل السوق، إذ أنها تعتبر مؤشرًا على إمكانية التهدئة في المنطقة، وهي خطوة قد تسهم في تقليل الطلب على الذهب كمستثمر ملاذ آمن، خاصةً في ظلّ بعض التوقعات بأن الأسواق قد تستعيد بعض التوازن بعد فترة من التقلبات الحادة. كما أن الأسواق تتودد الآن نحو أنباء التهدئة، وسط تفاؤل بامكانية أن تؤدي الخطوات الحالية إلى استقرار الأوضاع، مما يقلل من الحاجة إلى الاستثمار في الذهب كخط دفاع ضد الأزمات.

وفي سياق متصل، يرجح المحللون أن تتأثر أسعار المعادن النفيسة الأخرى أيضًا بهذا التغير في المشهد، حيث أن استقرار الوضع السياسي يضغط على المعدن النفيس كالذهب، وقد يؤدي إلى تراجع الطلب عليه، على الرغم من أن العوامل الاقتصادية الأخرى، مثل التضخم وأسعار الفائدة، تبقى مؤثرة على الأسعار بشكل مستمر.

ختامًا، فإن التصريحات الأخيرة من القيادة الأمريكية والإقليمية، مع توقعات بانخفاض التوترات، قد تتسبب في موجة من التصحيح في أسعار الذهب والمعادن النفيسة، إلا أن المستثمرين يراقبون عن كثب التطورات الجيوسياسية ومستقبل العلاقات بين إيران وإسرائيل، حيث أن استمرار التوتر أو احتمالية تصاعده قد يعاود رفع أسعار الذهب مرة أخرى، في حين أن التصريحات الحالية تظل محفزًا للمتداولين على تخفيف مراكزهم والانتظار لرؤية التطورات الميدانية والسياسية على أرض الواقع.

التعليقات مغلقة.