أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

تساؤلات الفتيات عن الدورة الشهرية

إعداد المرحوم مبارك أجروض

عندما تبدأ الدورة الشهرية (الحيض) لدى أي فتاة، فمن المحتمل أن تكون لديها مجموعة لا نهائية من الأسئلة حول كل شيء، بدءاً من مقدار التدفق (ما هو طبيعي وما هو غير طبيعي)، إلى أفضل أنواع وسائل الحماية، وسنتناول فيما يأتي الإجابات الأساسية عن بعض الأسئلة الأكثر شيوعاً حول “الحيض” خلال السنوات الأولى، والتي من المتوقع أن تسألها لكم طفلتكم.

ـ ما هي دلالة الدورة الشهرية؟

 

تدل فترة الحيض على أن جسم الفتاة أصبح ناضجاً وبالغاً، وعلى الرغم من حدوث الدورة الشهرية الأولى بين 12 و14 سنة عند معظم الفتيات، إلا أنها قد تحدث لبعض الفتيات في سن أصغر أو أكبر من ذلك، إذْ لا توجد قيود على العمر، وفي جميع الأحوال سوف تحتاج الفتاة إلى معرفة التعامل بشكل صحي مع دورتها الشهرية.

 

ـ كيف تشجع ابنتك على أن تخبركما عند حدوث الدورة الشهرية الأولى لها؟

 

من الطبيعي أن تشعر الفتاة ببعض الخجل من مشاركة هذه الأخبار مع الأبوين، وفي بعض العائلات، قد يبدو الحديث عن الأمور الجسدية أمراً عادياً لا مشكلة فيه، ومع هذا النوع من العائلة، يمكنكم أن تأخذوا ابنتكم للعشاء للاحتفال بأنوثتها، وبالمقابل قد تكون بعض العائلات الأخرى أكثر تحفظاً، لذلك قد لا تعرف الفتاة ما تقوله بالضبط أو ما تخبر به أبويها، ومع ذلك يجب مشاركة هذه الأخبار، على الأقل مع شخص بالغ في العائلة، وتشجيعكم المسبق لها وإعدادها لهذه الخطوة يساعدها على فتح الحوار مع أمها أو أبيها.. فتقول: “لقد جاءتني الدورة الشهرية الأولى اليوم.. هل يمكنك مساعدتي في الحصول على بعض اللوازم؟”.

ـ كم يوماً تدوم الدورة الشهرية؟

 

عادةً ما تستمر الدورة الشهرية الأولى من يومين إلى سبعة أيام، وقد تكون خفيفة جداً فتظهر بقع دم فقط، ولكن إذا استمرت أكثر من سبعة أيام، يجب على الفتاة مراجعة الطبيب للتأكد من عدم وجود مشاكل أخرى، فإذا كانت تنزف بشدة، فعليها تغيير الفوطة كل ساعة إلى ساعتين، ولكن يجب زيارة الطبيب.

ـ هل من الطبيعي تقلب الدورة الشهرية في بعض الأحيان؟

 

تعد الدورات الشهرية غير المنتظمة أمرا شائعا خلال السنوات القليلة الأولى بعد بدء الحيض؛ إذْ يستغرق الأمر بعض الوقت حتى يستقر إفراز الهرمونات المتقلبة حديثاً، ولكن إذا غابت الدورة الشهرية لمدة ثلاثة أشهر فيجب فحص الفتاة من قبل طبيب الأطفال أو طبيب النساء للتأكد من أن كل شيء على ما يرام، أما إذا كانت الدورة الشهرية تأتي بشكل متكرر أكثر من كل ثلاثة أسابيع، فيجب على الفتاة زيارة الطبيب أيضاً.

ـ هل يمكن السباحة خلال الدورة الشهرية؟

السباحة خلال الدورة الشهرية ليست مشكلة، ولكن من المهم الحرص، لأن الفوط الصحية قد تتحرك من مكانها وتلوث ملابس السباحة، ويمكن أن تكون ضخمة وغير مريحة، ولكن الفوط الأحدث أرق وأكثر امتصاصاً وأكثر ثباتاً.

ـ هل يمكن أن تتوقف الدورة الشهرية عند ممارسة الكثير من التمارين الرياضية؟

يمكن أن تسبب ممارسة الكثير من التمارين الرياضية الشديدة تغيرات في الدورة الشهرية، ويحدث هذا فقط عند النساء اللائي يتنافسن بشكل احترافي؛ حيث يتعرضن للتغيرات في دوراتهن، ولكن لماذا يحدث هذا؟ السبب غير مفهوم بشكل واضح، ولكن من المحتمل أن يكون بسبب مزيج التمارين الشديدة، وزيادة كتلة الجسم النحيلة، وعدم تناول ما يكفي من الطعام، أو الحصول على العناصر الغذائية المناسبة، والتوتر المرتبط بالمنافسة، ومع ذلك، إذا كانت الفتاة قد بدأت ممارسة الرياضة أكثر من ذلك ولاحظت وجود تغييرات في الدورة الشهرية لديها، فإنه لن تضر رؤية الطبيب.

ـ هل من الطبيعي وجود جلطات في دم الحيض؟

قد يكون أمرا مخيفا اكتشاف كثل من النسيج البني أو الأسود في تدفق الدورة الشهرية، ولكن نادراً ما يدعو هذا الأمر للقلق.

فالدم ليس هو الشيء الوحيد الذي يخرج خلال دورتك الشهرية؛ إذْ إنّ رحمك أيضاً يتخلى عن بطانته، لذا فإن ما يشبه الجلطات الدموية هو نسيج بطانة الرحم في الواقع، وإذا كانت لدى الفتاة تشنجات شديدة أو دورة غير طبيعية، يجب على الفتاة زيارة الطبيب.

ـ لماذا يحدث تزامن في الدورة الشهرية للأخت والأم والفتاة؟

تجد بعض النساء اللائي يعشن معاً في بعض الأحيان أن دورات الحيض لديهنّ متزامنة، ولا يعرف العلماء بالتأكيد سبب حدوث ذلك، وتقول إحدى النظريات، التي لم يتم إثباتها، إن الإشارات الكيميائية عديمة الرائحة التي تدعى الفيرومونات التي تطلقها النساء يمكن أن تؤدي إلى حدوث دورات شهرية في الوقت نفسه، ويمكن أن تكون للنساء في عائلتك دورات مماثلة، وبغض النظر عن موضوع التزامن، فإن أهم شيء يجب معرفته هو توفر الكثير من الفوط للجميع في هذا الوقت.

ـ ماذا يحدث إذا لم تتوفر لدى الفتاة فوط صحية؟

 

إذا حدث ذلك، فهناك عدة خيارات.. الاقتراض من صديقة، أو شراء البعض من موزع الفوط الصحية، أو زيارة ممرضة المدرسة إذا كانت في المدرسة، أو الاتصال بالمنزل حتى تتمكن من إحضار ما تحتاج إليه، وعندما لا يتوفر أي حلّ سابق وتحاول الفتاة منع تلوث ملابسها، فيمكنها طي بعض الأقمشة أو ورق التواليت ووضعها في ملابسها الداخلية، ولن ينجح ذلك لفترة طويلة، لذا ستحتاج إلى الحصول على بعض الفوط الصحية بسرعة.

إذا كانت الفتاة قلقةً بشأن إخبار ممرضة المدرسة أو المعلمة أو شخص بالغ آخر بما تحتاجه، فلتكتب ذلك على ورقة أو تستخدم كلمات مشفرة، كأن تقول “إنه هذا الوقت من الشهر” أو أنها تحتاج إلى بعض “اللوازم الشخصية”، وطبعاً والأفضل من ذلك، هو أن تحافظ على توافر فوط صحية بشكل دائم في حقيبة الظهر أو الخزانة أو حقيبة اليد الخاصة بها.

ـ هل استخدام الفوط الصحية هو الخيار الوحيد؟

توجد أمام المرأة المزيد من الخيارات، وبعضها قد لا يناسب الفتاة غير المتزوجة ومنها السدادات، ومنها أيضاً (كوب الحيض) وهو كوب مرن يوضع في التجويف داخل المهبل ويجمع الدم خلال الدورة الشهرية.

هناك أيضا أحد الخيارات التي تعتبر مناسبة للفتيات، وهي سراويل الحيض فائقة الامتصاص، والتي يمكن ارتداؤها بمفردها في الأيام الخفيفة من الدورة، ويمكن أيضاً استخدام فوط القماش الصحية القابلة لإعادة الاستخدام ولبسها مرة أخرى، ويمكن أن تكون هذه المنتجات موفرة للتكاليف، حيث يمكن إعادة استخدامها، كما أنها تخلق كميات أقل من النفايات.

هناك إيجابيات وسلبيات لجميع هذه الخيارات، كما هو الحال مع الفوط والسدادات، ولكن يمكن للفتاة أن تجد أفضل ما يناسبها من خلال التجريب.

ـ ماذا لو تسرب الدم من خلال الملابس الداخلية والسراويل؟

ماذا تفعل الفتاة عندما يظهر دم على الجزء الخلفي من ملابسها؟ يحدث ذلك لكل فتاة تقريباً في مرحلة ما، ويحدث هذا في بعض الأحيان عندما لا تكون في المنزل؛ حيث لا يمكنها تغيير الملابس على الفور، ولكن إذا كانت ترتدي سترة، فيمكنها خلعها وربطها حول الخصر؛ ثم الحصول على فوطة صحية جديدة حتى لا تسرّب من خلال الملابس أكثر مما كانت عليه بالفعل، والقيام بتغيير الملابس بأسرع ما يمكن، وطبعاً ستحتاج الفتاة إلى شطف ملابسها الداخلية وسروالها بالماء البارد في أسرع وقت ممكن، ولتجنب هذه المشكلة، على الفتاة تغيير الفوط الخاصة بها بانتظام والاحتفاظ بكميات إضافية في حقيبتها أو الخزانة.

ولمزيد من الحماية في الأيام الكثيفة، تضع بعض الفتيات أكثر من فوطة، وقد يكون من المفيد أيضاً ارتداء ملابس داخلية وسراويل داكنة اللون خلال دورتها الشهرية.

ـ لماذا متلازمة ما قبل الحيض (PMS) لا تزال لغزاً؟

 

خلال أسبوع أو أسبوعين قبل بدء الدورة الشهرية تأتي التقلبات البطيئة والرغبة الشديدة والانتفاخ والمزاج.. فهل تبدو مألوفة؟ يختلف الأمر بين امرأة وأخرى، ولكن بالنسبة للكثير من النساء، فإنّ متلازمة ما قبل الحيض هي حقيقة من حقائق الحياة.

لا يعرف الأطباء بالضبط السبب الكامن وراء ذلك، لكن يبدو أنه مزيج من التغيرات الهرمونية خلال الدورة الشهرية والتغيرات الكيميائية في المخ، والقضايا العاطفية الأخرى التي قد تكون لديهنّ، مثل الاكتئاب، والتي يمكن أن تزيد من سوء الدورة الشهرية.

ما هو أكثر من ذلك، بمجرد الانتهاء من الدورة الشهرية الخاصة بالفتاة، قد يستمر الأمر؛ فقد وجدت إحدى الدراسات أن الآلام المرتبطة بالدورة الشهرية مثل التشنجات والانتفاخ وآلام الظهر والصداع يمكن أن تحجب التفكير، لأن الألم قد يجعل من الصعب عليها التركيز على المهام التي بين يديها.

عادة ما يكون تغيير نمط الحياة أفضل طريقة للسيطرة على الدورة الشهرية.. مثل ممارسة حوالي 30 دقيقة من التمارين الرياضية معظم أيام الأسبوع، والحصول على نوم 8 ساعات في الليلة، وعدم التدخين، والنظام الغذائي الخاص بالفتاة يحدث فرقاً أيضاً، فالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة مع الحد من الملح (لأنه يسبب النفخة) وكذلك السكر والكافيين والكحول كلها تؤثر.

يمكن للفتاة أن تخبر الطبيب إذا كانت الدورة الشهرية تمنعها من فعل ما تفعله عادة، أو إذا كانت تعاني من أعراض الاكتئاب أو القلق، وقد تكون لديها حالة أكثر خطورة تسمى اضطراب خلل الحيض قبل الحيض (PMDD) الذي يحتاج إلى عناية طبية خاصة.

* خلاصة القول يجب أن تضع كل فتاة في اعتبارها أنه لا يضر أبداً عندما تأتيها الدورة الشهرية لأول مرة أن تتحدث إلى أحد الوالدين أو صديق العائلة أو الطبيب عن أي شيء يهمها ويتعلق بالدورة الشهرية.. فالخجل في هذه الأمور لن يردّ عنها المشكلات الصحية التي يمكن أن تلحق بها فيما لو تكتمت وسكتت عما يحدث معها

التعليقات مغلقة.