هل ينتظرون حراكا تعليميا جديدا حتى تتم تسوية الملفات العالقة؟
جمال ارهوني
انتهت العطلة البينية، ورجع الأساتذة لممارسة رسالتهم النبيلة، فمنهم من التحق قبل نهايتها بأيام. لبعد المسافة عن الوحدات المدرسية التي يشتغلون بها. ليفاجئوا بمنازلهم قد تعرضت للسرقة، خلال فترة العطلة. في مشهد يلخص الوضعية المزرية التي وصلت إليها مكانة الأستاذ بالمجتمع.
وضعية ساهم فيها المشرفون على تدبير الشأن التعليمي. من خلال حرصهم الشديد على إهانة نساء ورجال التعليم بشتى الوسائل والطرق. حتى فقد الأستاذ مكانته وبريقه، وأصبح عرضة للسخرية. بل وسفهت مهنته النبيلة، التي إن سقطت، سيسقط معها المجتمع بأكمله إلى الهاوية.
وإن كانت ممتلكات الأساتذة قد تعرضت للسرقة من قبل مواطنين عاديين. فإن أجورهم تتعرض بشكل يومي للسرقة من قبل الحكومة، التي قيل عنها أنها اجتماعية، وجاءت لحل الأزمات.
وفي الواقع، فإن الحكومة لم تحترم ما التزمت به من اتفاقات، فأغلب أساتذة التعاقد (قيل انتهى) لا زالوا ينتظرون تسوية وضعيتهم الإدارية والمالية لرتبهم التي يستحقونها. إذ لا زال أغلبهم يقبع في الرتبة الأولى أو الثانية، كأقصى تقدير. بالرغم من مرور أكثر من سبع سنوات على توظيفهم، في ضرب صارخ لكل القوانين التي تطبل لها، وتتغنى بها الحكومة الاجتماعية.
وفي ظل كل ما سبق، يبقى أي إصلاح لقطاع التعليم بعيد المنال، في غياب الإرادة الحقيقي الرامية إلى منح نساء ورجال التعليم المكانة الاجتماعية التي يستحقونها.
وبالرغم من كل هذه الأوضاع والتحديات فإن صاحب الحلوى المعين حديثا وزيرا على القطاع. لا يمتلك الوقت الكافي للإشراف على وزارته، ما اضطره لتفويض اختصاصات عديدة لكاتبه العام. ليصبح بذلك القضية الوطنية الثانية بعد الوحدة الترابية للوطن، مسيرة بتفويض فهل فعلا هناك إرادة حقيقية للنهوض بالتعليم وإصلاح أوضاعه؟.
سؤال استنكاري، تجيب عنه أوضاع الأساتذة المزرية، سواء في شقها المادي أو المعنوي. حيث اضمحلت مجموعة من الاتفاقات التي تم توقيعها مع النقابات التعليمية. ليكرس المسؤولون عدم الالتزام بما أبرموه، حيث أخلوا بالوعود التي أقروا بها قبل هدوء العاصفة -عاصفة الاحتجاج- التي أخرجت جمهورا غفيرا من الأساتذة إلى الشارع، تنديدا بالأوضاع المزرية التي يعيشها قطاع التعليم.
ماذا يحتاج المشرفون على قطاع التعليم، ومعهم الحكومة، كي يستفيقوا من سباتهم، حتى ينفذوا ما وعدوا به نساء ورجال التعليم؟
هل ينتظرون حراكا تعليميا جديدا، حتى تتم تسوية الملفات العالقة؟
التعليقات مغلقة.