في الآونة الأخيرة أصبحت شوارع الشماعية تعج بالدراجات النارية وخاصة المعدلة، والكل لاحظ تنامي سياقة هذا النوع الجديد من الدراجات النارية، التي تعد وسيلة من وسائل النقل لقضاء الأغراض الشخصية، ولكن عندما يتحول استعمالها لسلوكيات عشوائية وغير قانونية وتفوق سرعتها في بعض الأحيان سرعة السيارات، فهذا الأمر مرفوض تماما، لما تشكله من خطر على المجتمع، وذلك جراء كثرة حوادثها بسبب هشاشة أنظمتها الميكانيكية التي لا تتحمل السرعة الفائقة التي تصل إليها مما جعلها تلقب ب”القاتلة” في بعض المدن بعد التزايد الكبير في حوادث السير المميتة والخطيرة جدا والعاهات المستديمة التي تخلفها.
كما أنها لم تعد تقتصر على دورها المعتاد كوسيلة نقل، بل أصبحت وسيلة قتل، ولا يكاد يمر يوم دون أن نسمع أخبار حادثة سير قاتلة، سواء داخل المدار الحضري أو خارجه، ويرجع السبب الرئيسي لارتفاع عدد حوادث السير لتهور السائقين الشباب لإصرارهم على القيادة بسرعة جنونية وسط المدينة محولين الشوارع إلى حلبات سباق تهدد حياة المواطنين، علما أن نسبة كبيرة من الأشخاص الذين ثم ضبطهم من لدن السلطات المحلية لا يتوفرون على وثائق هذه المركبات، حيث أن المحرك الأصلي بإمكانه قطع 160 كيلومتر وذلك بأقل من 4 لترات من الوقود بالإضافة إلى ثمنها المنخفض نسبيا مقارنة بنوعية أخرى من الدراجات، وعموما يجد فيها الشباب ضالتهم مادام أن القيادة لا تستقيم في أذهانهم إلا بالسرعة.
وقد عبر عشرات المواطنين بمدينة “الشماعية” عن استيائهم من الضجيج الذي تسببه هذه الدراجات بسبب صوت محركاتها الذي يثير القلق والإزعاج، لا سيما خلال أوقات متأخرة من الليل، الأمر الذي دفعهم إلى المطالبة بملاحقة سائقي هذه الدراجات المزعجين، وزجر المخالفين لقانون السير بالقوة المطلوبة، لأنه لا جدوى من قاعدة قانونية إن لم يصاحبها الزجر.
التعليقات مغلقة.