مع حلول كل فصل شتاء، وما يشهده من تقلبات مناخية صعبة، خاصة مع تسجيل انخفاض كبير لدرجة الحرارة في مدينة “تارجيست” وضواحيها، تعلو و تتكرر النداءات بشأن ضرورة إنشاء مأوى أو مراكز لمن لا مأوى لهم من المشردين وعابري السبيل.
هذه الفئة الاجتماعية التي تعيش ظروفا إنسانية قاسية خلال هذا الفصل، نتيجة الانخفاض الكبير لدرجة الحرارة بالمنطقة ذات الخصائص الجبلية، التي يشتد فيها البرد تزامنا مع التساقطات الثلجية والمطرية مما يعمق من معاناة ومأساة هاته الفئة.
وتظل هذه الظاهرة بالمنطقة مأساة اجتماعية وإنسانية حقيقية، دون تدخل للجهات المعنية لمعالجتها، لما يعتري المبيت في العراء من أخطار جمة على حياة من يفترش الأرض والأرصفة ويلتحف السماء لقضاء ليال شتوية في جحيم البرد القارس، ترى أجسادهم ترتجف دون غطاء، في بعض الأحيان تحت التساقطات المطرية و الثلجية، مع كل ما تحمله التقلبات المناخية من صقيع ورياح وعواصف.
وضع يجعلنا نجدد النداء مرة أخرى لكل الفاعلين المعنيين بحقوق هذه الفئة، من مجتمع مدني وهيئات حقوقية وسلطات منتخبة وإدارية ومؤسسات اجتماعية، وقطاع وصي بضرورة التدخل العاجل لإنشاء مراكز للإيواء و فضاءات بالمنطقة للعناية بهذه الشريحة التي تعيش حياة الشارع، والتي هي في أمس الحاجة للرعاية وإلى هذه الالتفاتة والمطلب، وهذا لن يتأتى إلا بتضافر جهود جميع المتدخلين للتغلب على الظاهرة التي أضحت ترهق وتأرق السلطات محليا، رغم كل المجهودات المبذولة لمعالجتها ولو نسبيا، إلا أنها تبقى جد محدودة لغياب الحلول الناجعة وتزايد عدد المشردين الوافدين على المدينة والمنطقة.
التعليقات مغلقة.