محمد حميمداني
في إطار التطورات المتسارعة التي يعرفها التوتر القائم على الحدود الأوكرانية، عرفت منطقة “دونباس” جنوب شرقي أوكرانيا تسارعا وتطورات خطيرة في سياق الأحداث، اليوم الجمعة، مع تصاعد حدة المواجهات العسكرية بين الجانبين من جهة، وإعلان كل من جمهوريتي “دونيتسك” و”لوغانسك” الشعبيتين عن بدء إجلاء مواطني الجمهوريتين إلى روسيا، تحسبا لتطورات أكثر تصعيدا في المنطقة، وهو ما يوحي إلى أن المنطقة مقبلة على تطورات جد خطيرة ستشهدها خلال القادم من الأيام.
“ليشتشينكو”، قائد القوات الشعبية في جمهورية “لوغانسك” قال إن الوضع على خط التماس في “دونباس” قد تصاعد بشكل خطير، وأن “كييف” تحاول تصعيد الصراع هناك، داعيا المراقبين الدوليين إلى تسجيل القصف الصادر عن القوات المسلحة الأوكرانية، واتخاذ إجراءات لمنع إراقة الدماء في “دونباس”.
نفس الصورة حملتها السلطات في جمهورية “دونيتسك الشعبية” التي قالت إن قوات الأمن الأوكرانية أطلقت قذائف الهاون على ضواحي “دونيتسك”، وأنه استهدف قرية “ماندريكينو”، وأن القوات الأوكرانية استعملت الأسلحة المحظورة بمقتضى اتفاقية “مينسك”.
وفي ذات السياق قالت الشرطة الشعبية لجمهورية “دونيتسك” إن الأوضاع على خطوط التماس تأزمت بشكل حاد، فالجيش الأوكراني يحاول بدء أعمال عدوانية نشطة، وقد قام بإطلاق أكثر من ستين قذيفة نحو “دونباس” منذ بداية الخميس، ما اضطر قوات الجمهورية للرد.
وعلى صعيد آخر قال “بوشيلين” رئيس الجمهورية، إن قوات جمهورية “دونيتسك” على أهبة الاستعداد القتالي، وعلى حماية المدنيين والبنى التحتية في الجمهورية، لكنه في الوقت نفسه، أقر بأن القصف الأوكراني سيشكل خطرا على حياة وصحة المواطنين، حيث قال “لذلك واعتبارا من يوم 18 فبراير تم تنظيم عملية جماعية ومنسقة لانسحاب المواطنين إلى روسيا”، مضيفا أن عملية الإجلاء ستشمل بالدرجة الأولى النساء والأطفال وكبار السن، وأن السلطات توصلت إلى اتفاق مع موسكو، ستستضيف بموجبه مقاطعة “روستوف” الروسية اللاجئين من الجمهورية المعلنة ذاتيا، مع إمدادهم بكل ما يلزم.
التعليقات مغلقة.