تصعيد البوليساريو: حرب بالوكالة تهدد استقرار المغرب والمنطقة
جريدة أصوات
في ظل تصاعد التهديدات الأمنية في شمال إفريقيا، تواصل جبهة البوليساريو تنفيذ هجمات عسكرية ممنهجة ضد الأراضي المغربية، في تحدٍ صارخ للموقف الأمريكي الداعم لوحدة المغرب الترابية. هذا التصعيد يأتي بعد سنوات من الاعتراف الأمريكي التاريخي بسيادة المغرب على صحرائه، والذي أعلنه الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2020، مما يجعل هذه الهجمات اختبارًا ليس فقط لاستقرار المغرب، بل أيضًا لمصداقية الضمانات الدولية.
تحالف خفي وراء التصعيد
كشفت تقارير استخباراتية، أبرزتها صحيفة “ساحل أنتلجنس” الفرنسية، عن وجود تحالف غير معلن تقوده الجزائر وإيران، يهدف إلى دعم البوليساريو عسكريًا وسياسيًا. هذا الدعم يتجلى في تزويد الميليشيات الانفصالية بالأسلحة المتطورة والتدريب الميداني، فضلاً عن الدعاية السياسية الموجهة لزعزعة الاستقرار في المنطقة.
الهدف الواضح من هذه الخطوات هو تقويض المشاريع التنموية الكبرى التي أطلقها المغرب في الأقاليم الجنوبية، والتي حوّلت المنطقة إلى قاطرة للاقتصاد الإفريقي، خاصة بعد إعادة فتح معبر الكركرات عام 2020، الذي يعد شريانًا حيويًا للتجارة مع إفريقيا جنوب الصحراء.
استراتيجية التصعيد
منذ عملية تحرير الكركرات، دخلت جبهة البوليساريو مرحلة جديدة من العدائية، مستخدمة أسلحة متطورة لاستهداف المناطق المحاذية للجدار الدفاعي المغربي. هذه الهجمات ليست مجرد استفزازات عابرة، بل جزء من مخطط أوسع لخلق حالة من عدم الاستقرار، وإرباك المسار التنموي الذي تشهده الصحراء المغربية.
وتشير تحليلات غربية إلى أن هذه الأحداث تمثل حربًا بالوكالة، تُستخدم فيها البوليساريو كأداة في صراع جيوسياسي أوسع، تشارك فيه أطراف إقليمية ودولية تسعى إلى تقويض النفوذ المغربي الأمريكي في المنطقة.
تحالف استراتيجي في مواجهة التهديدات
يُعد المغرب أحد أقدم حلفاء الولايات المتحدة، حيث يعود التحالف بين البلدين إلى عام 1777. اليوم، يتعزز هذا التحالف عبر تعاون أمني واستخباراتي وثيق، خاصة في مجالات مكافحة الإرهاب وضمان الاستقرار الإقليمي.
في هذا السياق، فإن أي اعتداء على الأراضي المغربية لا يهدد فقط أمن المملكة، بل يمثل اختبارًا للمصالح الأمريكية الاستراتيجية في المنطقة، خاصة بعد الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء. وهذا ما يفسر احتمال تصاعد ردود الفعل الدولية في حال استمرار التصعيد.
تساؤلات حول دور المجتمع الدولي
في ظل استمرار الهجمات، تبرز تساؤلات حول مدى قدرة المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة، على اتخاذ خطوات رادعة ضد الجهات الداعمة للبوليساريو. فاستقرار شمال إفريقيا مرهون باحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها، وأي تراخٍ في مواجهة هذه التهديدات قد يُشعل فتيل أزمة إقليمية واسعة النطاق.
يبدو أن المغرب، بدعم حلفائه، عازم على المضي قدمًا في حماية أمنه وسيادته، بينما تتحمل الأطراف الداعمة للبوليساريو مسؤولية زعزعة استقرار منطقة تعاني أصلاً من تحديات أمنية واقتصادية معقدة. السؤال الآن: هل ستتدخل واشنطن وحلفاؤها لوقف هذا التصعيد قبل فوات الأوان؟
التعليقات مغلقة.