تصعيد خطير في جنوب آسيا: هل نشهد حرباً أم رسائل ردع بين الهند وباكستان؟
جريدة أصوات
أصوات من الرباط
تفاعل الأحداث بشكل متسارع في منطقة جنوب آسيا، حيث تشهد العلاقات بين الجارتين النوويتين، الهند وباكستان، توتراً شديداً يدفع نحو احتمالية نشوب نزاع عسكري وشيك خلال الساعات القادمة.
اتهامات باكستان وتهديدات بالرد
في تصريح مثير، قال وزير الإعلام الباكستاني عطا الله تارة إن لديه معلومات استخباراتية موثوقة تشير إلى نية الهند شن ضربة عسكرية ضد باكستان خلال 24 إلى 36 ساعة. وحذر من عواقب التصعيد، متوعدًا برد “حاسم وحازم” على أي عدوان محتمل، مضيفاً أن الهند تعتمد على مبررات “واهية” لتبرير تحركاتها العسكرية، مطالبًا المجتمع الدولي بالتدخل لثنيها.
الهند تعطي الجيش الصلاحيات الكاملة
في المقابل، منحت الحكومة الهندية برئاسة رئيس الوزراء ناريندرا مودي الجيش الضوء الأخضر للرد على الهجوم الذي استهدف قواتها في كشمير. وفقاً لمصادر أمنية، تعتبر هذه الخطوة انعكاساً لاستعداد القوات المسلحة التحرك عسكرياً دون تدخل سياسي.
دور الإمارات كوسيط في الأزمة
وفي إطار الجهود الدولية لاحتواء التوتر، دخلت الإمارات على خط الوساطة من خلال اتصالات هاتفية لوزير الخارجية الشيخ عبد الله بن زايد مع نظيريه الباكستاني والهندي، حيث دعا الطرفين إلى ضبط النفس والحوار كوسيلة لحل جميع الخلافات.
تحليل الموقف: حرب شاملة أم عملية محدودة؟
في تعليق على الوضع، أوضح الدكتور وائل عواد، الخبير في الشؤون الآسيوية، لقناة “سكاي نيوز عربية” أن التصعيد الحالي قد لا يعبر بالضرورة عن رغبة في حرب شاملة، بل يمكن أن يكون تمهيداً لعمليات عسكرية محدودة مشابهة لما حدث في عام 2019، حيث تبادل الطرفان الضربات وأعلن كل منهما النصر لتخفيف الضغط الشعبي.
باكستان تسعى لتفادي الحرب
أكد الدبلوماسي الباكستاني السابق جاويد حفيظ أن باكستان لا تسعى للحرب، لكنها ستدافع عن نفسها بقوة. أشار إلى أن الجيش الباكستاني قوي ولديه دعم دولي، محذراً من أن أي مغامرة هندية قد تؤدي إلى عواقب وخيمة، لا سيما في ظل تداعياتها على الاستثمارات الأجنبية في المنطقة.
استراتيجيات الهند: الضغط من بعيد
رأى عواد أن الهند تمتلك أدوات ضغط متعددة يمكن استخدامها ضد باكستان، بما في ذلك القضايا المتعلقة بالمياه المشتركة أو دعم الجماعات الانفصالية، مضيفاً أن الهند قد تلجأ إلى استراتيجيات أقل مباشرة بدلاً من المواجهات العسكرية.
الوساطة الدولية وحدودها
ورغم الجهود الدولية للوساطة، لا تزال الهند متمسكة برؤيتها الخاصة للنزاع واعتباره قضية ثنائية مع باكستان، مما يجعل التدخلات الخارجية أقل تأثيراً على مواقف الجانبين ما لم يكن هناك تفاهم استراتيجي أوسع.
بين الردع والاشتعال
تظل الساعات الحاسمة المقبلة مؤثرة في تحديد مسار الأزمة، هل ستتحول إلى صدام محدود كما في 2019 أم ستفلت الأمور من عقالها نحو مواجهة شاملة؟ بينما يستمر التصعيد اللفظي، يبذل الوسطاء جهودهم لتفادي تفجر الأوضاع مجدداً في واحدة من أكثر المناطق حساسية في العالم.
التعليقات مغلقة.