أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

تصَاعُد التوتر بين إدارة بايدن ودُول الخليج العَربي ( نتنياهو مازال ينتظر مكالمة بايدن!)

بقلم: صبرينة مسعودان

بعد أيام قليلة مِن تولي الرئيس الديمقراطي “جو بايدن” السُلطة، جَمد صفقة أسلحة لِدول الخليج، تَبلُغ قيمتها 36.5 مليار دولار من ضِمنها 50 طائرة حربية من نوع ” F35″ كانت مُتَوجِهة للإمارات و 7500 صاروخ مُسيِر دقيق للمملكة العربية السعودية. زِيادة على ذلك أمر بِوقف الدعم الأمريكي العسكري و الدبلوماسي للحرب السعودية في اليمن ! بعد هذه الخطوة الغير مُتوقعة في المِلف الأمريكي الخليجي من المُرجح أن يتم الإعلان عن المزيد من القرارات التي تأمر بوقف الدعم العسكري الأمريكي في مختلف دول الشرق الأوسط. و هذا حسب مَوْقف الرئيس بايدن بِتبَني مِلفات انتهاك حقوق الإنسان في مُعظم الدول الخليجية و العربية بالخصوص السعودية . خاصة بعد واقعة مَقتل الصحفي السعودي خاشقجي في سفارة بلده بتركيا. لأن الرئيس الأمريكي تَوَعد مُنذ البِداية في حَملتِه الانتخابية أنه سيُحَاسب جميع المسؤولين السعوديين المُتَورطين في اغتيال الصحفي جمال خاشقجي أحد كُتاب جريدة “واشنطن بوست” .

كما أن تنصيب الرئيس بايدن تَم في الوقت الذي نُشر فيه فيلم وثائقي مُفَصل حَول فاجعة اغتيال الكاتب خاشقجي بعنوان ” the dissident”. مِن إخراج و إنتاج برايان فوغل و بمشاركة السيناريست الفائز بجائزة نقابة الكتاب الأمريكية لأفضل سكريبت لفيلم وثائقي مارك مونرو، تلقى الوثائقي إشادة كبيرة من طرف النُقاد الأمريكيين و حتى الطَبقة السياسية الدُولية منهم المُستَشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي نَصحت و بِشدة الناس على مُشاهدة الوثائقي قائلة في أحد تغريداتها بتويتر : ” إذا لم تشاهدوا الوثائقي بَعدْ أتمنى أن تفعلوا، هذا الوثائقي قوي بِشكل مُذهل عن اغتيال الصحفي جمال خاشقجي على أيادي الحُكومة السعودية “.

بِطبيعة الحَال  بعد أحكام بايدن المُباشرة ناحية دُول الخليج، أزمة قلق حادة أصبحت تلوح في الأفق لِدول شَريط الخليج العربي في انتظار استكمال مسلسل إدارة بايدن المُوجه ناحيتها. لكن ما يعيشه رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو مِن ارتباك و قلق و إحراج كبير أمام قادة العالم يزداد يوما بعد يوم. بسبب عدم مهاتفته للرئيس الأمريكي لحد الآن، مِمَا سبَب له الفزع، خاصة أن هاته المُهاتفة المُنتظرة قد تُبَين مصير نتنياهو في الانتخابات التشريعية القادمة الشهر المُقبل. لكن هذا الانتظار قد امتد لثلاث أسابيع مما أثار عِدة تساؤلات حول ما إذا كان هناك دَافع وراء التأخير.

إذلال نتنياهو من طرف الرئيس الأمريكي بايدن لم يَقتصر على عدم مهاتفته فقط، بل امتد لِرَفض استقبال اثنين مِن أبرز مُساعديه في واشنطن. ( رئيس الموساد يوسي كوهين و مُستشار الأمن القومي لنتنياهو منير شابات ) الضَربة الأقوى التي لَم يَتوقعها نتنياهو، كانت بإصدار قَرار مِن وَزير الخارجية أنتوني بلينكن بإعادة فَتح مَكتب مُنظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، بعد أن تم إغلاقه بأمر مِن الرئيس السابق دونالد ترامب، وعلى نفس السِياق تفاجأت حُكومة إسرائيل بِقرار الإدارة الأمريكية بِمنع طائرات شرِكة العال الاسرائيلية، الهُبوط في مطارات الولايات المتحدة في حال وَصلت الحُكومة الإسرائيلية سِياسَتها بمَنع الشرِكة الأمريكية الهُبوط في مطار بن غوريون . إلى جانب ذلك نَشرت وسائل إعلام أمريكية تقارير تفيد بأن إدارة بايدن قَدْ حذرت إسرائيل مِن استمرارها في مَنع الطائرات الأمريكية مِن تفعيل رَحلات جوية الى إسرائيل حتى نهاية الأسبوع الحالي. نفى البيت الابيض أن يكون بايدن قد تَعَمد تَجاهل نتنياهو لعَدم إدْراجِه حتى الآن في قائمة اتصالات أجراها بايدن مع قادة العالم منذ توليه منصبه. كما أصر البيت الأبيض أن بايدن سيَتحدث قريبا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو. إضافة على ذلك صَرح سَفير إسرائيل بواشنطن أن نتنياهو غير مُنزَعج لعدم اتصال بايدن به حتى الان .

مِن الضروري الإشارة أن الرئيس الامريكي بايدن في أشهره الأولى كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية.  تطرق للعديد من المِلفات الداخلية و الخارجية على حد سواء ، و بالتالي الصَمت الهاتفي بين اسرائيل و أمريكا ما هو إلا ضمن أولويات السِياسة الخارجية الأمريكية. حيث اكتفى فقط بمحادثة القادة ذوي الأولويات و هكذا مِن أجل أن ينأى بنَفسه عن إرث دونالد ترامب. مِن بين الأولويات عزمت  إدارة بايدن على صِياغة سياستها تِجاه إيران مِن خِلال التشاور أولا مع حلفاؤها في أوروبا كما أن بايدن لم يتحدث فقط مع نتنياهو بل مع القادة السعوديين أيضا .

بالرغم مِن عدم وُجود أي اتصال مُباشٓر بين الرئيس الأمريكي جو بايدن و رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلا أن الاتصالات بين الحُكومتين  مُستَمرة على مُستويات أخرى. حَسب مصَادر مُتعددة في إدارة بايدن، الدَعوات المُوجهة إلى القَادة في آسيا وأوروبا تَعكِس اعتقاد إدارة بايدن بأن مُواجهة الصين وروسيا وكذلك إصلاح العلاقات والتحالفات المتضررة بين هاته الدُول مِن بَيْن أولوياتها القُصوى، وبالتالي لا عُجَالة للاتصال بالحليف نتنياهو.

 

التعليقات مغلقة.