عبد السلام انويكًة
يروم فرع المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بتازة، تكريس تقليد تربوي علمي ضمن بعد وطني، ربيع كل سنة بتيمةتستحضر “رهانات التربية والتكوين”.
موعد يطرح للنقاش هذه السنة، وفي نسخته الأولى، موضوعا تربويا بقدر عال من الأهمية وجدل المجتمع، يتعلق الأمر بالجودة والمدرسة المغربية من خلال ما حصل ولا يزال من مساحة حديث ومحطات وتطلعات، منذ دخول الميثاق الوطني للتربية والتكوين حيز التنفيذ والى غاية ما هي عليه الوزارة الوصية حاليا من مشاورات ذات علاقة.
ندوة تازة خلال يونيو الجاري هذه، تنظم بتعاون بين فرع المركز الجهوي ومختبر البحث في المعارف التربوية والعلمية ومعالم الحضارة الإنسانية.
ورقة الندوة تقاسمتها جملة سياقات، منها كون ما دأب على تأثيثه المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين جهة فاس مكناس عموما من خلال مقره الرئيسي وفروعه الاقليمية، هو مساحة مبادرات منفتحة على تجارب وإسهامات وأبحاث ودراسات علمية.
من جملة ما ترومه تحقيق ما ينبغي من حياة علمية تربوية تكوينية، فضلا عن جدل علمي مهني وممهن، مع ما يقتضيه الأمر أيضا من نقاش وآليات إشاعة قيم تواصل ثقافي مهني تكويني، ناهيك عما هناك من رهان تقاسم عبر ما ينظم سنويا بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، من مساحة ندوات ولقاءات وقراءات تستحضر ما ينشر هنا وهناك من قبل أساتذة مكونين باحثين، فضلا عما ترومه هذه المواعيد العلمية التفاعلية من إشعاع وانفتاح وتقوية تواصل وتناول لقضايا وإشكاليات ومستجدات تخص شأن التربية والتكوين، ومن ثمة واقع وانتظارات المدرسة المغربية العمومية وتحدياتها.
ندوة تازة التربوية العلمية الربيعية في نسختها الأولى، توجهت بعنايتها لمسألة بقدر عالٍ من الراهنية لدى الباحثين والفاعلين والممارسين وعموم المهتمين، تلك التي تهم محطات وتطلعات ومشاورات مسألة تجويد المدرسة المغربية، ومن خلالها جميع الأثاث التربوي التعليمي فكرا وممارسة.
ولعل الإشكال بموقع خاص ضمن ما هو مطروح منذ عقود من الزمن صوب المنظومة التربوية عموما، وفعل المدرسة وتفاعلها خاصة، في زمن بقدر كبير من التحول والتدفق والمتغير النظري والتقني الرقمي، الأمر الذي يقتضي وضع تجويد الفعل المدرسي تحت مجرى قراءات وتأملات وأبحاث ودراسات، في أفق ما ينبغي من معايير وممارسة وتلقي ومكتسبات تهم مِا يتم اجراءه يوميا في فضاءات التربية والتكوين، وفي أفق أيضا ما ينبغي من حصيلة منشودة كثيراً ما تحضر اختلالاتها ونواقصها في تقارير جهوية وطنية ودولية، لِما هناك من حلقات ضعف معبرة لعل منها ما لا يزال يطبع قضية الجودة والتجويد من سؤال.
وعليه، ما تطرحه ورقة ندوة الفرع الاقليمي للمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بتازة حول هذا الإشكال، وحول درجة الوعي به، وتجليات الالتفات إليه على أرض الواقع.
ومن ثمة ما ينبغي من جهود الجميع كل من موقعه، لاستشراف واقع تعليميي أكثر انسجاماً مع طموحات مشروع تنموي جديد، عقب تبني مقتضيات الرؤية الاستراتيجية وترجمتها إلى قانون إطار رقم 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي.
هكذا هو سؤال ورقة ندوة تازة الربيعية في نسحتها الأولى لهذه السنة، لمقاربة قضية رهان تجويد المدرسة المغربية، وما أحيطت به من تناول على امتداد عقود من الزمن، وبخاصة بعد تنزيل الميثاق الوطني للتربية والتكوين، ودخوله حيز التنفيذ قبل أزيد من عشرين سنة، وبعد ما استحضره البرنامج الاستعجالي من إشارات ووضعيات، وما احتوته الرؤية الاستراتيجية من قراءات واستشرافات، فضلا عما جاء به القانون الإطار، ومعه ما يجري حاليا من مشاورات يتحدث شعارها عن تجويد المدرسة لفائدة الجميع.
من أجل كل هذا وذاك، تقترح ندوة تازة حول التجويد والمسألة التربوية بالمغرب محاور محددة للمقاربة على أنظار باحثين مكونين وخبراء بقدر واسع من التجربة ومعها عمل البحث والدراسة.
من هذه المحاور التربوية ما يتعلق بالأمن التعليمي وقضية جودة فعل المدرسة، وكذا قضايا الموارد البشرية، ومسألة التكوين والتدريب والمهننة، هذا الى جانب سؤال علاقة تجويد الفعل التربوي والتعليم المندمج بواقع المدرسة العمومية المغربية، فضلا عما هناك من أفق تجويد مدرسي ضمن ما يتم الحديث عنه من نموذج تنموين يعتبر حديث بالمغرب، ومن جهوية ترابية، ناهيك عما توجد بصدده الوزارة الوصية من حديث قديم جديد يخص جودة وتجويد المدرسة، نأمل أن تكون بنتائج معبرة وأثر رافع لشأن التربية والتكوين.
التعليقات مغلقة.