تظاهرات تطالب وزير التعليم برادة بتصحيح أخطاء بنموسى وإنصاف الأمازيغية

تشهد الساحة المغربية حراكاً قوياً من فعاليات مهتمة بالشأن الأمازيغي، التي تأمل في تحقيق تحسينات ملموسة بعد تعيين محمد سعد برادة وزيراً للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة. تأتي هذه المطالب في سياق تحركات تهدف إلى معالجة ما وصفته الفعاليات بـ “الإقصاء” و”الإدارة الفاشلة” التي تتعلق بملف تدريس الأمازيغية خلال فترة الوزير السابق بنموسى، حيث تسعى المجموعات الأمازيغية إلى إنصاف لغتهم بما يتماشى مع الدستور والقانون التنظيمي.

ودعت فعاليات الأمازيغية، في تصريحات لجريدة هسبريس، الوزير الجديد إلى ضرورة اتباع منهجيات فعالة لضمان إدماج اللغة الأمازيغية في جميع مراحل التعليم، بعيدًا عن العشوائية والتخبط الإداري. كما أكدت على أهمية معالجة القضايا التي تواجه طلبة وأساتذة الأمازيغية، مشددةً على ضرورة تطبيق مذكرات وزارية تحدد معايير واضحة لعملهم، وتعميم اللغة الأمازيغية في المدارس المعنية.

واقع ونظرة على الأخطاء السابقة انتقد عبد الله بوشطارت، عضو مجموعة الوفاء للبديل الأمازيغي، الأداء المتدني للوزير السابق، مشيرًا إلى أنه أظهر تهميشًا واضحًا للغة الأمازيغية، مما أدى إلى عدم فاعلية إدماجها في النظام التعليمي. وأشار إلى أن هذا التوجه يتعارض مع ما ينص عليه القانون التنظيمي الخاص بإدماج الأمازيغية، ما أثر سلبًا على فرص التعليم الشامل والارتقاء للناشئة.

وتابع بوشطارت بالقول إن إلغاء منصب أستاذ متخصص في الأمازيغية يعكس عدم وجود إرادة حقيقية لتنفيذ القانون والدستور، الأمر الذي يظهر جليًا في استبعاد اللغة الأمازيغية من البرامج التعليمية الحديثة.

الإصلاح والإصلاحات المطلوبة من جانبها، أفادت سناء التازي، المنسقة الوطنية لتنسيقية أساتذة اللغة الأمازيغية، بأن السنوات الأخيرة شهدت تراجعًا ملحوظًا في مكانة الأمازيغية على مستوى التعليم. ولفت الانتباه إلى أن المرحلة الحالية تتطلب إعادة النظر في آليات إدماج اللغة الأمازيغية، وتحقيق التعميم الفعلي لها وفق التعليمات القانونية.

وأعربت التازي عن الأمل في أن يؤثر التغيير في القيادات الوزارية بشكل إيجابي على مستقبل الأمازيغية في التعليم، مشددةً على ضرورة اتباع سياسة فعالة تضمن حقوق اللغة الأمازيغية وتعزز من وجودها داخل المنظومة التعليمية.

في ختام المطالبات، أعرب النشطاء عن أملهم في أن تأتي قيادة برادة بحلول جذرية ومتسقة لتوسيع نطاق تدريس الأمازيغية، وخلق بيئة تعليمية تعكس التنوع الثقافي واللغوي للمغرب.