أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

“حماس تتحدى “بيبي” وصديقه “عباس”

رضا سكحال / روائي وكاتب رأي مغربي

 

 

وقع اختيار حركة “حماس” على شخص “يحيى السنوار”، كقائد للمكتب السياسي، خلفا للراحل “إسماعيل هنية”. بعد اغتياله ب”إيران” في ظروف غامضة، قبل نحو أسبوع. إذ ما تزال الأجهزة الأمنية “الإيرانية” تباشر تحقيقاتها في ملابسات الحادث. حيث لم تفرج بعد عن نتائجها النهائية لتحديد الطريقة التي تمت بها عملية الاغتيال داخل أراضيها.

 

 

وقبل الخوض في حيثيات تعيين “السنوار” على رأس المكتب السياسي لحركة “حماس”. ليصبح رابع رئيس بعد “موسى أبو مرزوق”، “خالد مشعل” و”إسماعيل هنية”. وجب الانتباه إلى إشارة مهمة، تكمن في الطريقة التي تمت من خلالها إعلان ترؤس “السنوار” ل”حماس”. وهو الخبر الذي بثته قناة “الميادين” بدل من قناة “الجزيرة” القطرية. هذه الأخيرة التي كان لها السبق الصحافي في تغطية كل ما يتعلق بالجديد الفلسطيني. مما يطرح علامة استفهام حول ما إن كان هناك توثر غير معلن بين الحركة وقطر.

ويأتي انتخاب السيد “يحيى السنوار” بالإجماع على رأس المكتب السياسي لحركة “حماس”. في سياق إقليمي يطبعه التوتر. وتغذيه سلسلة الاغتيالات التي تقوم بها (إسرائيل). حيث تمادت في تهورها بعد ضوء أخضر أمريكي وازاه تصفيق حار بالكونجرس على كلمة رئيس (الوزراء الإسرائيلي) بذات المجلس. والذي أكد استمرار شهر العسل بين الجانبين.

شرق أوسط ملتهب، طبول حرب إقليمية تقرع يمكن سماع صوتها من بعيد. وصافرات إنذار تدوي باستمرار في شمال فلسطين المحتلة على إثر”الرشقات الصاروخية” من جنوب لبنان. يصاحبها اختراق الطائرات (الإسرائيلية) لجدار الصوت اللبناني بشكل شبه يومي. واستمرار حصار “غزة”. ومنع دخول المساعدات الإنسانية لسكانها المحاصرين. وقصف عنيف لسلاح الجو (الإسرائيلي) للمدنيين العزل على مدار 24 ساعة. وما زاد الطين بلة، استهداف “إسماعيل هنية” واغتياله على  التراب الإيراني. مما يعني جر “إيران” بشكل مباشر لدائرة الحرب.

ربما فطنت (إسرائيل) متأخرة أنها وقعت في فخ الاستنزاف. إذ تناوب على قص أجنحتها كل من “حماس”، “حزب الله” و”الحوثيين”. ولولا مساندة “الولايات المتحدة الأمريكية” وحلفاءها لها، لكانت في خبر الماضي. حيث وجد جيشها نفسه عاجزا بدروب غزة يحارب الأشباح. على الرغم من المعادلة غير المتكافئة بين جيش منظم وفصيل ينتمى للمقاومة. رجحت الأوراق بحسابات المنطق كفة الأول. لكن الواقع أظهر العكس. إذ عجز هذا الجيش على تحقيق أهداف العملية العسكرية البرية (تحرير المخطوفين، والقضاء على حماس). ولهذا حاولت جر “إيران” لساحة المعركة، بدل بقائها بعيدا. وبناء نفسها بشكل أقوى. والاستعداد الجيد لكل ما هو قادم، والذي ستلعب فيه “إيران” دورا مؤثرا في المنطقة.

وفي الوقت الذي ظن فيه الجميع أن يد (إسرائيل) طويلة تطال أهدافها في الزمن والمكان التي تريد. الأمر الذي أكده ”بيبي” اسم دلع رئيس وزرائها “بنيامين”. خرجت حماس لتعلن للعالم أنها اتخذت من السيد “يحيى السنوار” رئيسا لمكتبها السياسي. هذا الأخير الذي يوجد ب”غزة”. المدينة التي تعج بجندها واستخباراتها. لكنها عجزت عن الوصول “للسنوار”. كما فشلت سابقا خلال السابع من أكتوبر في إحباط عملية ”طوفان الأقصى”.

ويشكل صعود ”يحيى السنوار”، ذو 62 عاماً. والذي قضى منها 24 سنة في سجون الاحتلال  في هذا المنصب القيادي تحديا صريحا. يؤكد على قوة حماس، وأنها ما تزال بخير، وقادرة على تدبير ما تبقى من مراحل المعركة. كما ينفي الشائعات المنتشرة بوجود انشقاق  داخل الحركة حول ما وقع في السابع من أكتوبر. الذي تتهم فيه (إسرائيل) ”السنوار” كمسؤول أول عما وقع.

اعتقد أن انتخاب “السنوار” بالإجماع يحمل رسالتين: الأولى (لإسرائيل) والثانية للسلطة الفلسطينية برئاسة “عباس” التي تنوي مقاضاة “إسرائيل”. ليس لكونها ارتكبت جرائم بشعة في حق المدنيين العزل من بينهم الأطفال. ولا لكونها جوعت وحاصرت سكان “غزة”. بل لكونها ما زالت تصادر أموال السلطة الفلسطينية.

فالرسالة الأولى التقطتها “إسرائيل” بإحراج شديد. رسالة ستفتح على رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بابا من الاحتجاج الذي يصعب إغلاقه. خصوصا أنه كان معارضا لأي صفقة تبادلية من شأنها أن تنهي التوتر بشكل مؤقت. واضعا رأس “السنوار” فوق كل اعتبار. أما الرسالة الثانية، فخصت بها “حماس” السلطة الفلسطينية. والتي أعلن” عباس”، سابقا، عن كونه مستعد لدخول “غزة”، قصد إلحاقها بدائرة السلطة الفلسطينية.

فهل كانت إيران ومحورها تنتظر إعلان “حماس” انتخاب رئيسها لشن هجوم وشيك. وبات الأقرب من أي وقت مضى؟

هل سيكون الرد الإيراني رفقة محور المقاومة؟ أم منفردا؟

هل يستطيع “حزب الله” تنفيذ اجتياح بري لشمال فلسطين المحتلة بالموازاة مع الهجوم الإيراني الوشيك؟

هل سيستهدف الهجوم الإيراني عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة؟ أم ستختار “إيران” تصفية شخصية عسكرية (إسرائيلية)؟

هل سينجح “السنوار” في تدبير ما تبقى من المعركة. وهو العارف بخبايا العقل “الإسرائيلي”؟

وهل سترضخ حكومة “بنيامين” وترفع الراية البيضاء، وتعلن فشلها. وبالتالي انسحابها من “غزة” ومن الحكومة كذلك؟

أم أنها-الحكومة (الإسرائيلية)- تنتظر صعود الرئيسة القادمة للولايات المتحدة الأمريكية لتحفظ ما تبقى من ماء وجهها؟.

التعليقات مغلقة.