أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

تغطيات مجانية على حساب المهنة.. أزمة أم فرصة؟

جريدة أصوات

أصوات من الرباط

تتصاعد الظواهر التي تهدد مصداقية المهنة واستدامتها في عالم الإعلام الحديث، خاصة تلك المتعلقة بالتغطيات الإعلامية المجانية التي تقدمها بعض المنابر الإلكترونية. أصبحت هذه الظاهرة تشكل عبئًا كبيرًا على الصحافيين والعاملين في المجال، حيث تعتمد العديد من المؤسسات على مراسليها لتقديم تغطيات مجانية بحجة دعم الحدث أو العمل الإنساني، متناسين أن الإعلام يُعد صناعة تستحق أن تُكافأ على مجهودها وتلبية معايير المهنية والحياد.

تعد هذه التغطيات المجانية استنزافًا لجهود الصحفيين، إذ أن المستفيد الوحيد هو الشركات المنظمة أو الجهات التي تسوق لنفسها، دون أن تقدم مقابلًا ماديًا يُعبر عن قيمة العمل الإعلامي المبذول. يخلق ذلك مشكلة أخلاقية ومهنية، إذ يُضطر الصحفيون إلى العمل بدون حقوق تذكر، بينما تتراجع قيمة التغطية الإعلامية وإمكاناتها.

وفي ظل وجود منابر توفر تغطيات مقابل أتعاب محترمة وفواتير رسمية، نجد أن البعض الآخر يختار تقديم التغطيات بالمجان، اعتقادًا أنه يخدم مصالحهم على المدى القصير، إلا أن ذلك يهدد المبادئ المهنية ويُقوض استدامة الصحافة والإعلام كمهنة محترمة.

يحتاج الصحفيون إلى تنظيم عملهم بشكل أكثر مهنية، بما يتوافق مع قيمتهم ويعكس جهودهم الحقيقية. من الضروري وضع إطار قانوني أو تنظيمي يضمن حقوق الصحف ويدعم مهنة الإعلام، من أجل الحفاظ على مكانتها واستدامتها في وجه التحديات المعاصرة.

التعليقات مغلقة.