شهدت العاصمة الرباط اليوم ليلة متوترة، حيث تدخلت قوات الأمن بشكل قاسٍ لفض اعتصام نظمه طلبة كليات الطب وأولياء أمورهم، مما أسفر عن إصابات وحالات إغماء بين المحتجين.
يأتي هذا التطور في الوقت الذي تتصاعد فيه حدة التوترات بين الطلبة ووزارة التعليم العالي، وذلك في ظل فشل مجموعة من محاولات الوساطة لحل الأزمة المستمرة.
تواجه حكومة عبد العزيز أخنوش تحديًا كبيرًا في معالجة الأزمة المتزايدة في كليات الطب، حيث أعلنت اللجنة الوطنية لطلبة الطب عن نيتها تنظيم احتجاجات في 15 أكتوبر المقبل، بعد أن رفض 75% من الطلبة الاقتراح الحكومي الأخير.
يطالب الطلاب بالتجاوب مع مطالبهم، والتي تشمل إلغاء السنة السابعة من البرنامج الدراسي، حيث يرون أنها عبء إضافي يؤدي إلى زيادة فترة الدراسة دون مردود ملموس على مستوى التأهيل.
في سياق متصل، أعلن مكتب طلبة كلية الطب بالرباط عن تنظيم اعتصام سلمي سيمتد لمدة 12 ساعة، تعبيرًا عن استنكارهم للإجراءات التي اتخذتها الوزارة.
كما يخطط طلبة كلية الطب في مراكش لتنظيم اعتصام يوم الجمعة، بينما سيقوم طلبة أكادير بتحركاتهم يوم الاثنين المقبل، فيما يتبع طلبة طنجة نفس النهج من الاحتجاجات والمظاهرات.
في الوقت نفسه، أشادت اللجنة بالجهود المبذولة للتوصل إلى تسوية لملف طلبة كلية الصيدلة، حيث تم الاتفاق على إنهاء مقاطعتهم للدروس والامتحانات.
ومع ذلك، أكدت اللجنة استمرار نضالها لتحسين أوضاع طلبة الطب، مشيرة إلى أن تلك الجهود لن تتوقف حتى يتم تحقيق مطالبهم.
تظهر الأوضاع الراهنة أن أزمة كليات الطب قد تتعمق أكثر إذا لم يتم التوصل إلى حل سلمي وفعال يرضي جميع الأطراف.
إن موقف الطلبة ومطالبهم يؤكد الحاجة الملحة إلى إعادة النظر في نظام التعليم الطبي في البلاد والعمل على تحسين الظروف الدراسية بشكل عام.
التعليقات مغلقة.