سبتة: مصطفى منيغ
على لسان أميرها أبدت “قطر” استعدادها لعب دور الوساطة لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، بالرغم من عدم تأثيرها السياسي على المستوى الدولي وفقرها في المجال لواسع إمكانية، باستثناء الأحوال المادية والمُغيَّبة أصلا عن المحتاجين لمنافعها الاستثمارية في مثل الظروف الآنية، ما دامت “قطر” تتعامل في مثل الصدد مع الدول الأكبر منها بمراحل، والغنية، فهل بالفعل تشكل قطر دور الوسيط القادر على حل النزاع؟، وهل يتوفر فيها مبدأ الحيادية للحديث أصلا عن وساطة؟، وما هي دوافع إطلاق هذا الفعل السياسي في ظل هجوم عاملي على روسيا؟
للوساطة شروط ومنها عدم الانحياز لأي طرف ضمن العملية كمنطلق مُسًهِّل للحصول على ثقة متبادلة، تجعل من التفاوض بمثابة كفتي ميزان تتقابل وسطهما ضرورة الإقناع بمنطق الاقتناع سراً وعلانية، فأين لدولة “قطر” هذا الوضع الحيادي وهي المُصرَّة منذ عهد، على اتباع مسار التوجُّه الأمريكي المفروض على خدام البيت الأبيض الأوفياء مهما كانت الشؤون عسكرية أو مدنية.
لولا الولايات المتحدة الأمريكية لما أدت “قطر” مهمتها على أكمل وجه خلال الانتقال لنهاية المسألة الأفغانية، بوضع حد للتطاحن القتالي على طول وعرض منطقة غير عادية مما مسح من قاموس تلك الفتنة الشهيرة جل المظاهر العدوانية، لذا كانت الوساطة بإيعاز وتخطيط وترتيب وتنفيذ كلي من طرف الاستخبارات الأمريكية السرية خلف الستار، أو الحركة المباشرة الميدانية، فإذا تحدث أمير “قطر” في مثل الموضوع ثانية، فالواجب ألا يخفي الحقيقة خدمة لتاريخ “وساطاته” الظاهرية منها والباطنية.
روسيا تحصي أولاً بأول تلك المساعدات الصادرة عن الولايات المتحدة الأمريكية لفائدة أوكرانيا آخرها 40 مليار دولار تُصرف لتوفير أسلحة تساهم في خنق التقدم الروسي نحو بسط المزيد من النفوذ على الأراضي الأوكرانية، فكيف تقبل بوساطة “قطر” الحليفة المتعدِّدة الاختصاصات لأمريكا، هذه الأخيرة الراعية العظمى لكل التجاوزات الصهيونية.
التعليقات مغلقة.