تقدم ميركل في استطلاعات الرأي وتوجس من تصاعد شعبية اليمين المتطرف عشية الانتخابات التشريعية الالمانية
وتبدو ميركل في وضع مريح للفوز بولاية رابعة بالرغم من الضغوط التي تواجهها داخليا حيث تجرى الانتخابات بعد عامين من اندلاع أزمة اللاجئين، وخارجيا بعد تصاعد المد اليميني الشعبوي في اوروبا.
ويرى المراقبون ان انتخاب ميركل يمنح الالمان الاحساس بالامان ويفضلون عدم المجازفة في عالم يسوده التوتر عقب انتخاب دونالد ترامب وخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي.
وفي هذا الصدد كتبت صحيفة “لودفيشسبورغركرايس تسايتونغ” في عددها الصادر اليوم السبت أنه لم يسبق لالمانيا في تاريخها ان كانت بمثل وضعها الحالي حيث يمكن لمواطنيها العيش بحرية، وبامان على الرغم من كل أوجه القصور، مضيفة “انه بأيدي الديموقراطيين المضي في هذا المسار الناجح، بطبيعة الحال، هناك خلافات كبيرة حول الطريقة الصائبة ولكن بدون كراهية وبدون بلبلة”.
ويرى المحللون ان مهمة تشكيل الحكومة في حال فوز ميركل لن تكون سهلة مع استبعاد حزبي البديل اليميني واليسار الراديكالي ، حيث سيكون أمامها خيارين إما تجديد التحالف اليميني-اليساري مع الاشتراكيين-الديموقراطيين، او الاتفاق مع الحزب الليبرالي الديموقراطي وحزب الخضر.
واستبعدت المستشارة الألمانية أي شكل من اشكال التعاون مع حزب البديل، مشيرة في تصريحات صحافية أن “البديل من أجل ألمانيا ليس شريكا لنا في أي شكل من أشكال التعاون”.
وأضافت أن حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي الذي ترأسه ينبغي عليه بدلا من ذلك ان يسعى إلى استعادة صوت كل ناخب من أنصار حزب البديل.
وأمام تقدم حزب ميركل، يعاني مارتن شولتس الامرين حيث يبدو ان طريقه نحو البوندستاغ ليست مفروشة بالورود وسيكون في وضع لا يحسد عليه في حال مني بخسارة كبيرة في الانتخابات مما سيتطلب منه مراجعة اوراقه والاختيار بين البقاء في التحالف أو الاصطفاف الى جانب المعارضة.
وكان شولتس قد صرح في احد لقاءاته الانتخابية أنه لا يتأثر بالتوقعات السيئة أو غير المواتية قائلا ” أنا لا أقاتل مع باحثي رأي أو مع استطلاعات رأي بل أنا أقاتل من أجل قناعاتي وأنا أقاتل من أجل مبادئنا ومبادئي”.
ويظل التنافس محتدما بين أحزاب اليسار والديمقراطي الحر ذي التوجه الليبرالي والخضر والبديل من اجل المانيا ، لتعزيز مواقعها داخل الخريطة السياسية الا ان استطلاعات الرأي تمنح المركز الثالث لحزب البديل الذي يستعد لدخول البرلمان الاتحادي لاول مرة بعد ان تمكن منذ تأسيسه سنة 2013 من دخول 13 برلمانا محليا من أصل 16.
وترى بعض وسائل الاعلام ان حزب البديل من اجل ألمانيا يسجل تقدما لانه “يركب على موجة الإحباط والاستياء ازاء طريقة تسيير الامور” الى جانب توظيف قضايا الهجرة واللجوء والاسلام لاستمالة الناخبين الذين اصبح الامن الداخلي هاجسهم الاساسي.
وكانت ميركل قد دعت إلى نهج واضح ضد العنصرية والازدراء، حال دخول حزب “البديل من أجل ألمانيا” للبرلمان.
وقالت في مقابلة مع محطة تليفزيونية المانية مؤخرا “إنها لا تريد التكهن بنتائج الانتخابات” ولكن يتعين وضع خط أحمر واضح، حيثما يدور الأمر حول ازدراء الأفراد أو التحفظات العنصرية، وأعربت عن الامل في أن تتبنى أيضا الكثير من الأحزاب هذه الخطوط الواضحة.
وأظهر أحدث استطلاع للقناة الثانية في التليفزيون الألماني (زد دي إف)أن شعبية التحالف المسيحي استقرت عند نسبة 36 في المائة، بينما تراجعت شعبية شريكها في الائتلاف الحاكم (الحزب الاشتراكي الديمقراطي) بنسبة 5ر1 في المائة لتصل إلى 5ر21 في المائة.
وحصل حزب “البديل من أجل ألمانيا” على نسبة 11 في المائة ، بزيادة قدرها 1 في المائة عن الأسبوع الماضي، بينما تراجعت شعبية حزب “اليسار” بمقدار 5ر0 في المائة لتصل إلى 5ر8 في المائة ، وحصل الخضر على نسبة 8 في المائة والحزب الديمقراطي الحر على نسبة 10 في المائة مثل الأسبوع الماضي.
يذكر أن التحالف المسيحي حصل في الانتخابات التشريعية السابقة عام 2013 على نسبة 5ر41 في المائة من الأصوات، مقابل 7ر25 في المائة للحزب الاشتراكي الديمقراطي و6ر8 في المائة لحزب “اليسار” و4ر8 في المائة لحزب الخضر، بينما أخفق الحزب الديمقراطي الحر وحزب البديل من أجل ألمانيا في الدخول للبرلمان، حيث بلغت نتيجة الأول 8ر4 في المائة والثاني 7ر4 في المائة.
ومن المنتظر أن يتوجه نحو 5ر61 مليون ألماني ممن يحق لهم الانتخاب إلى صناديق الاقتراع الأحد المقبل للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التشريعية.
التعليقات مغلقة.