أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

تقرير..8 انتحارات ومحاولة انتحار في صفوف رجال الأمن خلال السنوات الأربع الأخيرة

فقدت مفوضية الشرطة الخاصة بمطار الرباط – سلا واحدا من عناصرها الأمنية بعدما عثر عليه ميتا بمنزله بحي المنزه بالعاصمة الرباط، وكشفت مصادر أمنية أن الأمر يتعلق بموظف شرطة برتبة حارس أمن، مما يعني أنه حديث التخرج ثم الالتحاق بالسلك الأمني، وقد أقدم على وضع حد لحياته باستعمال سلاحه الوظيفي.
وتكررت خلال السنوات الأربع الأخيرة حالات الانتحار بين رجال الشرطة، كما عادت حوادث متفرقة للظهور، وتهم وضع رجال يعملون في سلك الأمن حدا بأيديهم لحياتهم، لأسباب مختلفة لها علاقة بما هو اجتماعي أو عاطفي أو عائلي أو نفسي أيضا.

وحالة الانتحار بالعاصمة الرباط هي الأولى خلال السنة الجارية في صفوف عناصر المديرية العامة للأمن الوطني سبقتها شهر يناير الماضي محاولة انتحار مفتش شرطة يشتغل بمصلحة الشرطة السياحية بولاية أمن مراكش، بعد صعوده فوق مبنى ولاية أمن مراكش المتواجدة بحي صقر، التابع لتراب مقاطعة جيليز، محاولا رمي نفسه من هناك.

وقبل ثلاثة أشهر أقدم شرطي بمدينة وجدة، كان خارج أوقات عمله، على تعريض نفسه لإيذاء عمدي على مستوى الجهة اليسرى من الصدر بواسطة رصاصة من مسدسه الوظيفي عندما كان داخل سيارته الخاصة المتوقفة أمام مسكنه الشخصي، قبل أن يقوم بإشعار زوجته التي أخطرت بدورها مصالح الأمن بالواقعة.
وشهر فبراير الماضي كشفت مصادر إعلامية أن شرطيا (س. ن) حاول الانتحار داخل مقر المديرية العامة للأمن الوطني بعدما تناول كمية كبيرة من أقراص دواء كان يستعمله في العلاج، احتجاجا على قرار نقله من مقر عمله بطنجة إلى اليوسفية لـ “ضرورة العمل”، ليتم نقله على وجه السرعة عبر سيارة إسعاف تابعة للوقاية المدنية إلى المستشفى العسكري.

وفي شتنبر من السنة الماضية أقدم موظف شرطة برتبة مقدم رئيس، يعمل بمفوضية الشرطة بميسور على وضع حد لحياته باستعمال سلاحه الوظيفي، وفي شهر ماي من ذات السنة عثر على جثة موظف شرطة برتبة مقدم رئيس، كان يعمل بمنطقة أمن ابن امسيك بمدينة الدار البيضاء، في حالة تحلل متقدمة ومشدودة بحبل موصول بقضيب حديدي، داخل منزله الكائن بحي بوركون بمدينة الدار البيضاء.

وقبلها بسنة فتحت فرقة الشرطة القضائية بالمنطقة الإقليمية للأمن بمدينة تاونات بحثا قضائيا تحت إشراف النيابة العامة المختصة، لتحديد ظروف وملابسات العثور على جثة شرطي برتبة حارس أمن داخل مسكنه، وهو مصاب بعيار ناري انطلاقا من مسدسه الوظيفي، وبالموازاة، أفادت مصادر محلية أن أحد عناصر الشرطة يعمل بولاية أمن بني ملال أقدم بمنزل أسرته بنفس المدينة، على محاولة الانتحار بشرب مادة “جافيل”.

وقبل ثلاث سنوات حاول شرطي برتبة حارس أمن ينتمي إلى المنطقة الإقليمية التابعة للأمن بمدينة الصويرة وضع حد لحياته بواسطة سلاحه الوظيفي، مما تسبب له في إصابة بليغة على مستوى الدماغ.

واللافت أن الانتحار في صفوف رجال الأمن تزامن مع الزيادة في الرواتب وفي التعويضات وفي إصلاح الترسانة القانونية الخاصة بهذه الفئة من الموظفين وفي تسريع وتيرة الترقية، مما يجعل من المشروع التساؤل حول الدواعي التي تجعل الشرطي يصوب مسدسه ليس نحو المجرمين بل نحو نفسه لقتلها بدون موجب حق.

وللإشارة، فإن المديرية العامة للأمن الوطني تخضع المتقدمين للعمل في وظائف أمنية لفحوصات من طرف أخصائي نفسي، يعمل على تنقيط المرشح من ناحية قدرته النفسية على تحمل أعباء المهنة، فضلا عن مواكبته نفسيا إذا احتاج الأمر ذلك طيلة ممارسته للعمل الأمني.

التعليقات مغلقة.