سوريا: د/ موفق السباعي
إن عالمَ الغيب، عالمٌ كبيرٌ، واسعٌ، ومعقدٌ، وشائكٌ؛ لا يستطيع أيُ مخلوقٍ على وجه الأرض، منذ خُلق آدم وإلى قيام الساعة، أن يُدرك كنهه، ولو شيئاً قليلاً جداً، إلا المقدار الصغير الذي سمح به الله تعالى لعباده أن يعرفه – تكرماً منه، وتفضلاً –.
وما عدا ذلك، فهو عالمٌ غامضٌ، مبهمٌ، مجهولٌ؛ ولا توجد أيةُ وسيلة، ولا أيةُ طريقة، قديمة أو حديثة، حسابات رياضية، أو حسابات جُمل، أو تقنيات الكترونية، أن تستجلي أسراره، أو أن تستطلع خفاياه.
لأن اللهَ جلَّ جلاله، قد حكم، وقدَّر، وقضى؛ أن هذا العالمَ خاصٌ به وحده، فقال: (عَالِمُ الغيبِ، فلا يُظهرُ على غيبه أحداَ) الجن 26.
ومن أجل ذلك، فلا يجوز في التصور الإسلامي، ولا في دين الله، ولا في منهاجه، أن يقتحم أيُ مخلوقٍ أسواره، أو أن يعبث به، أو أن يَدَّعي أنه يعلمُ، أنه في اليوم الفلاني، والشهر الفلاني، والعام الفلاني، سيحصل حدثٌ بشري في المكان الفلاني..
لأن الله تعالى، قد قطع الطريق على أولئك المُدَّعين، والمُتنبِّئين، والمُتكهِّنين، والعَرافين، والمُنجِّمين، فأغلق عليهم الباب كلياً، وألقم في أفواههم حجراً كبيراً، قطع به ألسنتهم عن النطق، ولو ببنت شفة حينما قال: (وما تَدْريِّ نفسٌ ماذا تَكْسِبُ غداً، وما تَدْري نفسٌ بأيِّ أرضٍ تموتُ، إن اللهَ عليمٌ خَبيرٌ) لقمان 34.
كيف تعامل القرآن مع تنبؤات المستقبل؟
القرآنُ الكريمُ، تحدث في مواضع عديدة، عن أحداث ستحصل في المستقبل، سنستعرضها لنتبين كيف نبأنا الله بها؟
التعليقات مغلقة.