أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

تنغير: دواوير إكنيون في الظلام والعطش والسكان يهددون بالشكاوى وسط صمت المسؤولين

جريدة أصوات

تنغير، المغرب – وسط صمت المسؤولين وتراخي الجهات المعنية، تعيش ساكنة عدد من دواوير جماعة إكنيون بإقليم تنغير على وقع معاناة مزدوجة، بين ظلام دامس يخيم على الأحياء بسبب غياب الإنارة العمومية، وانقطاعات متكررة للماء الشروب تهدد أبسط شروط الحياة. سكان دوار آيت ولال لم يجدوا من حل سوى التفكير في رفع شكاية رسمية إلى عامل الإقليم، بعد أن قضوا شهرا كاملا بدون إنارة ليلية، معتبرين ذلك “إقصاء ممنهجا” في حقهم.

في محاولة لتفسير هذا الوضع، أكد رئيس جماعة إكنيون، إبراهيم أمروح، في تصريح لـ”إعلام تيفي”، أن عدداً من الدواوير لاتزال خارج تغطية شبكة الإنارة العمومية، موضحاً أن ضعف الإمكانيات المالية حال دون تعميم الخدمة. وأضاف أن الجماعة تعتزم طرح هذا الملف ضمن جدول أعمال دورة البرمجة المقبلة، بغرض تخصيص اعتمادات مالية إضافية لتوسيع الشبكة.

وأقر أمروح بأن عددا من المنازل تتوفر على الكهرباء داخل البيوت، لكن غياب الإنارة العمومية في المساحات الخارجية يظل مشكلا قائماً، يؤثر بشكل مباشر على أمن المواطنين وجودة حياتهم اليومية.

أما بخصوص الماء، كشف المسؤول ذاته أن المنطقة تعاني من ندرة الموارد المائية بسبب توالي سنوات الجفاف، مشيرا إلى أن بعض الآبار، رغم حفرها على عمق يفوق 160 مترا، لم تصل إلى الماء. وأكد أن الجماعة تتوفر على شبكة تزويد، لكن الانقطاعات تبقى واردة، لافتاً إلى أن هناك دوارا واحدا فقط لم يستفد بعد من صهريج الماء، في حين تتوصل باقي المناطق بالماء بشكل دوري. وعن مشكل سبعة منازل لا يصلها الماء، حمل أمروح المسؤولية للجمعية الموكلة بتوزيع الماء، مشيرا إلى سعي الجماعة للتنسيق معها ومع السلطات لإيجاد حل.

غير أن هذه التبريرات، وإن بدت تقنية، تخفي خلفها غياب رقابة حقيقية على تدبير الخدمات العمومية في الجماعة، واستمرار منطق “الترقيع” عوض اعتماد مقاربات تنموية حقيقية. فكيف يعقل أن تظل دواوير كاملة خارج نطاق الإنارة في 2025؟ وكيف يتم الحديث عن ندرة المياه دون وجود خطط واضحة للتدبير الاستباقي؟

ما يحدث في جماعة إكنيون ليس مجرد تأخير في الإنجاز، بل هو دليل على خلل هيكلي في المراقبة والتتبع وتحديد الأولويات. فالمواطن لم يعد بحاجة لتبريرات بقدر حاجته لأفعال ملموسة، تنهي سنوات التهميش وتعيد له ثقته في من انتخبهم ليمثلوا مصالحه.

التعليقات مغلقة.