أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

توسيع مقبول لكن أين المأثور؟

أحمد العسلي

لا أفهم بعد النقد الذي توجهت به للمكتب الوطني للسكك الحديدية، الذي قضى وطمسَ المأثور الثقافي والمعماري و معالمه بمحطة القطار الرباط؛ والتي كانت شاهدا على أحداث لا تعدّ ولا تحصى من تاريخ المغرب وتاريخ المدينة، تاريخ العاصمة.

أنا لا أفهم من هندسة الإثقال بملايين الأطنان الحديدية دون استحضار اللمسة الفنية للصناعة المعمارية في البنايات المغربية  بكل الأوراش التي يقوم بها المغرب قبل الأحداث الدولية والعالمية المقبلة.

أنا لا أفهم!

وهناك طاقات هندسية فنية وإبداعية urban ingeniring Hight في التهيئة و التعمير : المعمار المغربي: Technical urban  and fusion concept، التصور الهندسي الفني الذي يستطيع المزج بين ما هو أصيل، وتقوية ودعم مجالات التنقل الحضري؛ ليس فقط بمدينة الرباط؛ ولكن بكل المدن الحضرية المغربية؛ وحتي في بعض المدن المتوسطة والصغيرة مع العلم أن لكل مدينة مغربية خصوصيات؛ هذه المدن  التي ستصبح كبيرة، ربما بعد ثلاثة أو أربعة عقودة ؛ والتي تلزم الحفاظ على كل ما هو معمار وآثار و مأثورات ثقافية، طبعا مع إغناءها و الإبداع فيها؛ لإعطائها رونقا و جمالا معماريا يسر نظر المغاربة و يحتفظ بذاكراتهم التاريخية؛ كما يسر ويعجب السياح الذي سيزورون المغرب السنوات المقبلة، مع احتضان المملكة المغربية للأحداث الرياضية الدولية العديدة التي سينظمها المغرب.

هم -السياح الأجانب- المقبلين على زيارة المغرب وخاصة الأوروبيين عدا الإسبان والبرتغال؛ يفتقدون لما يزخر به المغرب من هندسة فنية معمارية وفنية وزخرفية بتفرد.

هل فكر أصحاب التسيير والتدبير التقني لهندسة كل محطات القطار أم سلموا أمر هذه الدراسات والصفقات والبنايات التاريخية والمعمارية لمن يجني فقط الأموال من الصفقات التي أطلقها مكتب السكك الحديدية ب 100… بمئات الملايير من الدراهم دون مراعات لما هو أصيل في المغرب؛ ينتظر من يحفظه ينهض به و يغنيه ويطوره؟

كان على المكتب الوطني للسكك الحديدة الأخذ بعين الاعتبار هذه المزايا  والخصوصيات التي يتميز بها المغرب.

فعوض أن يثقل محطتي القطار وغيرها بأطنان الحديد :

1- أكدال الرباط.

2- محطة الرباط المدينة؛

كان على مهندسي أو أصحاب الصفقات ومكاتب الدراسات  إعادة هيكلة و هندسة هذه المحطات السككية استحضار البعد الحضاري الإبداعي  والثقافي  والفتي المعماري بالإغناء الفني الأصيل؛ وصناعة البصمة المغربية باستحضار يد الصانع المغربي المبدع في مجالات عدة، وما مسجد الحسن الثاني إلا دليل فني وأثري واضح على ما أبدعته يد المغاربة؛ سواء على مستوى هندسة المظهر الداخلي أو على مستوى المظهر الهندسي المعماري الأخاذ و المذهل خارجيا.

لنجعل محطاتنا  السككية والطرقية أيضا عنوان المغربة والأصالة والعقلية الإبداعية المتقدمة.

 

التعليقات مغلقة.