أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

تيزنيت على موعد مع التاريخ.. مهرجان “تيميزار” للفضة يظفر بالرعاية الملكية لأول مرة

بقلم: حسن هرهار

تيزنيت، المدينة التي تعيش على إيقاع الحرف، تستعد في هدوء كما تعودت، لحدث استثنائي يحمل هذه المرة بعدا أكبر من مجرد مهرجان.
من 16 إلى 20 يوليوز 2025، تعود دورة “تيميزار” في نسختها الثالثة عشرة، لكن بشيء جديد: الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.

هي سابقة. وهي لحظة فارقة. وهي أيضًا رسالة واضحة:

أن ما كانت تفعله تيزنيت على مدى سنوات لم يكن هامشيا. لم يكن محليا فقط. بل كان يحمل من العمق والرمزية ما يستحق أن يصل إلى أعلى سلطة في البلاد.

الفضة… أكثر من معدن

في تيزنيت، الفضة ليست تجارة، وليست فقط زينة.
هي هوية.
هي التاريخ الذي لبسته الجدات على المعصم، واللغة التي نقشت على الحِلي، والحرفة التي صمدت في وجه الإهمال والعصرنة السطحية.

“تيميزار” ليس معرضا عابرا، بل ذاكرة حية تعرض كل صيف للعابرين، والمهتمين، ولأبناء المدينة الذين لم ينسوا ما تركه الأجداد.

الرعاية الملكية.. ضوء فوق الضوء

للمرة الأولى، يحظى المهرجان برعاية ملكية سامية. حدث لم يكن متوقعا لكنه مستحق.
بكل بساطة، لأن تيزنيت لم تفرط في طابعها، ولم تفقد جوهرها. ولأن المهرجان تطور من دورة إلى أخرى، وفرض نفسه بهدوء واحتراف.

الرعاية الملكية هي إشارة إلى أن ما تقوم به تيزنيت في الخفاء، أصبح جزءا من الصورة الوطنية الكبرى:
دعم الصناعة التقليدية، الترويج للمنتوج المغربي الأصيل، وخلق دينامية اقتصادية حقيقية حول منتج ثقافي.

مدينة تتحول إلى ورشة مفتوحة

في أسبوع المهرجان، تتحول تيزنيت إلى ورشة فضة مفتوحة:
 المعروضات
 الندوات
 العروض الفنية
 لقاءات الحرفيين
وزوار من كل الجهات

لكن ما لا يعرض ولا يعلن هو تلك الطاقة المجتمعية التي تنبعث:
صناع يعيدون تشغيل مشاغلهم، شباب يستعدون لتقديم مشاريعهم، نساء يهيئن قطعا للبيع، ومحلات تتزين كأنها في عيد.

الفضة وسيلة… لكن الغاية أكبر

حين نكتب عن “تيميزار”، لا نكتب عن حلي فقط. بل عن رؤية.
أن تكون الفضة جسرا بين الأصالة والتنمية.
أن تكون الحرفة باب رزق، لا حكاية من الماضي.
أن تبقى المدينة الصغيرة قادرة على تقديم شيء أصيل وجميل في زمن السرعة والاستيراد والمحتوى السطحي.

تيزنيت اليوم لا تحتفل فقط بمهرجانها، بل تبرهن، مرة أخرى، أن المدن الصغيرة تصنع الفرق حين تشتغل في العمق.
وأن الرعاية الملكية، لم تأت صدفة، بل جاءت حيث يوجد الإخلاص، وحيث توجد الفكرة النبيلة.

التعليقات مغلقة.