“تيك توك” “تيك توك” يا ماكرون
رضا سكحال
ألقى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، يوم الثلاثاء 29 أكتوبر 2024، خطابا بالبرلمان المغربي، حيث تجاوز ماكرون فيه حدود الأدب، مستعملا كلمات جارحة في حق المقاومة الفلسطينية من قلب دولة يساند شعبها القضية الفلسطينية مساندة مبدئية ولا مشروطة، ضاربا بذلك كل الأعراف الدبلوماسية عرض الحائط.
عربد الرئيس غير المرغوب فيه من الشعب الفرنسي الأبي، ولعل نتائج الانتخابات الأخيرة التي مالت كفتها نحو اليسار، تؤكد نفور شعب الأنوار والنهضة من ماكرون ومن أنصاره، الذين اغتصبوا دستور الجمهورية، وسرقوا السلطة من الجبهة اليسارية الجديدة بيدهم اليسرى، ليمنحوها لحلفائهم بيدهم اليمنى.
وكانت القيادية في حزب فرنسا الأبية، ماتيلد بانوت، قد قالت في وقت سابق، أن مشكلة فرنسا الوحيدة تتجلى في رئيسها الحالي، إيمانيول ماكرون. الرئيس الذي دائما ما يخلق الجدل من خلال تصريحاته، حتى أصبحت عادة سياسية سيئة ارتبطت بتاريخه.
نتفهم أن ماكرون أراد أن يقطف انحناءة رضى، حتى يرضى عنه النتنياهو، بعد أن أغضبه بتصريحات سابقة، وعلى الرغم من اعتذاره لصديقه (النتنياهو)، إلا أنه أراد أن يكرر الاعتذار بطريقة أخرى.
وبعد مرور حوالي 09 أيام على وصف ماكرون المقاومة الفلسطينية بالهمجية، اقتحمت شرطة الاحتلال الإسرائيلية مدججة بالسلاح، “، يوم أمس الخميس 07 نونبر 2024، موقع كنيسة “إليونا”، الذي تشرف عليه فرنسا.
الإشكال المحرج الأول أن شرطة الاحتلال لم تكتفي بهذا، بل ألقوا القبض على شرطيين فرنسيين، قبل أن يطلقوا سراحهما في وقت متأخر.
أما الإشكال المحرج الثاني، فيتجلى في كون الحادث وقع في الوقت الذي يزور فيه وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو دولة الاحتلال.
فهل يملك ماكرون الجرأة اليوم، ويطل علينا من قلب قصر الإيليزي، ويصف سلوك شرطة الاحتلال -التي أهانت مواطنيه وقيدتهم- بالهمجي؟
نعلم أنك يا ماكرون لا تكثرت لأهات شعب الخيام، لا أنت ولا غيرك، كما نعلم علم اليقين، أن أشلاء الأطفال والنساء والشيوخ والرجال بكامل قطاع غزة لا تعني لكم شيئا، ونعرف جيدا أن الدم العربي رخيص جدا، ربما هو أرخص من قاروروة “البيبسي” أو “الكوكاكولا”.
ونحن على يقين تام يا ماكرون، أن حرب الإبادة، وأن جرائم التطهير العرقي، قد كشفت أن ضميركم غائب، تقديره “الرأسمالية” التي لا تعرف عن الإنسانية غير الحروف المشكلة للكلمة.
لهذا لا ننتظر منكم أن تتحركوا لوقف المجازر المروعة، ولا نتطلع أن تضغطوا لتعود طائرات الكيان الغاشم إلى قواعدها، وتكف عن قصف المدنيين العزل، ونؤمن أنكم لا تؤمون، ونعرف أنكم لا تعرفون عن الحق شيئا.
يا ماكرون ارفع صوتك الخافت وأدن الحدث، إن كانت لك جرأة ذلك، خاطب رئيس وزراء تلك الدولة التي تتغزل بها عند كل مناسبة، كأنك عاشقها المجنون، وصفها بنفس الوصف الذي وصفت به مقاومة كانت تدافع عن أرضها وملحها وزيتونها وقمحها.
استعمل نفس القسوة، وركب نفس العبارات بذات النظرات، واخطب بحزم وغضب، زمجر فقد مرغ النتنياهو كرامتك في الأرض، وداستها شرطة (حكومته) بأقدامها…فماذا تبقى أكثر من اقتحام مكان يعود لك؟ وماذا تبقى أكثر من اعتقال مواطنيك في نفس الوقت الذي يزور فيه وزير خارجيتك الأرض المسروقة؟
أيوجد ذل أكبر من هذا يا ماكرون؟
أسمعنا صوتك وطربك وصياحك يا ماكرون، إن كانت لك الجرأة أصلا…نحن ننتظر…وها هو عقرب الساعة يزحف بصوته المزعج “تيك توك” “تيك توك”.
التعليقات مغلقة.