“تيك توك” يهدد المجتمع المغربي
بدر شاشا
لقد أصبح تيك توك ظاهرة تؤثر بشكل كبير على المجتمع المغربي، ولا يمكن إنكار حجم التغيير الذي أحدثه في صفوف الشباب والشابات وحتى النساء. فهو لم يعد مجرد منصة ترفيهية أو وسيلة لمشاركة اللحظات اليومية، بل تحول إلى ساحة تستعرض فيها القيم بشكل يتناقض مع الأخلاق والتقاليد التي كان المجتمع المغربي يعتز بها.
إن هذه المنصة تعزز أسلوب حياة يتسم بالسطحية والمادية، حيث المال والشهرة أصبحا الهدف الأساسي للكثيرين، مما يهدد بطمس الهوية الثقافية والأخلاقية للأجيال القادمة.
أمام هذا الواقع، تتغير مفاهيم الشباب تجاه الاحترام والمبادئ، فباتوا يرون في المال والمظهر الخارجي قيمًا أسمى من العمل الجاد والاجتهاد. إن هذه القيم الزائفة تساهم في خلق بيئة من التنافس غير الصحي، حيث يسعى الجميع للفت الأنظار بأي ثمن، ولو كان ذلك على حساب كرامتهم أو سمعتهم.
أما النساء فهن الأكثر تأثرًا بما يجري على تيك توك، حيث أصبح الاستعراض المكثف للأجساد والمظاهر وسيلة لتحقيق الشهرة والمال، وتلك الممارسات تساهم في تدهور صورة المرأة المغربية التي كانت تتميز بالحشمة والأخلاق الرفيعة.
لا يمكن إغفال الآثار النفسية والعقلية التي قد يخلفها هذا الاستخدام المفرط وغير المنضبط لتيك توك. فالشباب والشابات الذين يقضون ساعات طويلة على هذه المنصة يتعرضون لضغوط نفسية كبيرة، حيث يتم ترويج حياة مثالية مصطنعة لا تعكس الواقع الحقيقي، مما يجعلهم يشعرون بالنقص وعدم الرضا عن حياتهم. وهذا يؤثر بشكل كبير على صحتهم النفسية ويزيد من معدلات القلق والاكتئاب في صفوفهم.
من الضروري أن تتحرك الجهات المسؤولة في المغرب بشكل سريع للتحكم في محتوى مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة تيك توك. يجب أن يكون هناك متابعة صارمة للتأكد من أن المحتوى المتداول لا يخالف القيم والأخلاق، بل يجب تفعيل قوانين أكثر صرامة ضد المحتويات التي تسيء إلى المجتمع وتساهم في نشر الفوضى الأخلاقية.
التعليقات مغلقة.