أثارت الأرقام التي كشفت عنها المندوبية السامية للتخطيط، ممثلة في المندوب السامي شكيب بنموسى، حول عدد الناطقين باللغة الأمازيغية في المغرب، جدلاً واسعاً في مواقع التواصل الاجتماعي وبين الفاعلين والمهتمين باللغة الأمازيغية.
وفق نتائج الإحصاء العام للسكان والسكنى، فإن المتحدثين باللغة الأمازيغية لا يتعدون 25% في المغرب، ما أثار استغراب الفاعلين في الثقافة الأمازيغية، الذين اعتبروا المندوبية السامية للتخطيط تمارس “التعويم واللعب بالأرقام”.
عبد الله بوشطارت، الكاتب والباحث في الثقافة الأمازيغية وعضو مجموعة الوفاء للبديل الأمازيغي، اعتبر النتائج “غير علمية وغير نزيهة ولا تنطبق مع الواقع السيسيولوجي واللساني والثقافي للمجتمع المغربي”، مشيراً إلى أن “نتيجة 24,08% كأنها نسبة المتحدثين باللغة الأمازيغية بتعبيراتها الثلاث تاسوسيت بنسبة 14% وتامزيغت بنسبة 7,4% وتاريفيت بنسبة 3,2%… هي نتيجة غير واقعية، لأسباب كثيرة أهمها تقنية مرتبطة بطريقة الإحصاء بإدراج أسئلة اللغة في الاستمارة الطويلة التي تستهدف فقط 20% من السكان”.
وأضاف بوشطارت أن “الاستمارة القصيرة شملت 80% فهذا ليس بإحصاء عام، وإنما هو إحصاء لعينة محدودة لا تتجاوز 20%، وبالتالي فالمندوبية تمارس التعويم واللعب بالأرقام”، مستنكراً النتائج نظراً لعدم توفرها على الشروط اللازمة لإحصاء عام لمتكلمي اللغة الأمازيغية على خريطة الوطن.
كما استنتج بوشطارت أن هدف الإحصاء يتمثل في “قياس نسبة التعريب وسريانه داخل المجتمع وهذا ما تأكد فعلا في النتائج المعلنة كون نسبة متحدثي العربية وصلت إلى 99%”، مستفسراً حول ما إذا كان المقصود هو اللغة العربية الفصيحة أم الدارجة.
في حين أكد العديد من النشطاء الأمازيغ أن هذه النتائج ستؤثر سلباً على مسار تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية وإدماجها في المؤسسات.
يعكس هذا الجدل الصراع القائم حول مكانة اللغة الأمازيغية في المجتمع المغربي. حيث أن النتائج التي أعلنتها المندوبية السامية للتخطيط حول اللغة الأمازيغية قد فتحت نقاشاً عميقاً حول موضوع الهوية والثقافة في المغرب.
التعليقات مغلقة.