سعادة سفير جمهورية “أذربيجان” المعتمد لدى المملكة المغربية، السيد “أوكتاي سوديف أوغلو قوربانوف”
هدم المعالم التاريخية ونهب القطع الأثرية
قال فخامة الرئيس “إلهام علييف”، في حديثه في القمة الثامنة عشرة لحركة عدم الانحياز: “دمرت أرمينيا جميع المعالم التاريخية والمساجد والمقابر في الأراضي الأذربيجانية المحتلة، ونُهبت متاحفنا وكنوزنا المادية وغير المادية. تعمد أرمينيا إضفاء صبغة أرمينية على جميع الأسماء الجغرافية والمعالم الأذربيجانية التراثية في الأراضي المحتلة، في محاولة منها لطمس آثار أذربيجان..“
فبعد البحث والتدقيق في مسألة تذمير وهدم الآثار الدينية والثقافية للشعب الأذربيجاني من قبل أرمينيا سواء في داخل جمهورية “أرمينيا” التى قامت وتوسعت في الأصل على حساب الأراضي الأذربيجانية التاريخية، أو في الأراضي الأذربيجانية المحتلة خارج حدود “قره باغ” الجبلية، حدد خبراء أذربيجانيون عدد المعالم المعمارية التاريخية والثقافية، بما في ذلك المعالم الأثرية في الأراضي الأذربيجانية المحتلة، فيما يلي:
* تم تخريب 738 أثرا تأريخياً و28 متحفاً يحوى على 83500 قطعة أثرية و 4 معارض للوحات و 1107 مؤسسة ثقافية..
* حصلت منظمة حماية المعالم التاريخية والثقافية في “باكو” على صور لـ 2550 معلماً من أصل 4500 معلما دينيا وثقافيا في الأراضي الاذربيجانية المحتلة وموقعها الجغرافي ومعلومات مهمة أخرى.
يحاول الأرمن اليوم تقديم هذه الأراضي على أنها “مساكنهم التاريخية” من خلال تدمير المعالم الأثرية في أراضينا التاريخية وتغيير مظاهرها أو إضفاء صبغة أرمنية عليها، وفي هذا الإطار يجب الاشارة إلى أنه:
* قد تم نقل حوالي 13000 من الأشياء الثمينة من متحف “كلبجر” للتاريخ والإثنوغرافيا المشهور، وأكثر من 5000 من الأشياء الثمينة والقطع النادرة من متحف “لاتشن” للتاريخ والإثنوغرافيا إلى “أرمينيا”.
* نتيجة لاحتلال “شوشة”، تضرر التراث الوطني الديني والثقافي فيها بشدة، حيث تم تدمير 8 متاحف و 31 مكتبة و 8 دور للثقافة، كما تم نهب حوالي 5000 قطعة من متحف “شوشة” للتاريخ، وحوالي 1000 قطعة من فرع شوشة للمتحف الوطني للسجاد والفنون التطبيقية الأذربيجانية.
* نهب المحتلون الأرمن محتويات متحف التاريخ الوطني في منطقة “آغدام” (أكثر من ألفي قطعة)، متحف التاريخ الوطني في “قوبادلي” (أكثر من 3 آلاف قطعة)، متحف التاريخ الوطني (حوالي 6000 قطعة) في منطقة “زنكيلان”. كما دُمرت متاحف التاريخ الوطنية في كل من مناطق “جبرائيل” و”فضولي” و”خوجالي”.
* تدمير محتويات معارض “شوشة” و”لاتشن” و”قوبادلي” الفنية المكونة من أعمال فنانين ونحاتين أذربيجانيين بارزين.
وتحتوي المتاحف التي نهبها المعتدون “الأرمن” على أشياء ثمينة تتعلق بتاريخ وثقافة الشعب الأذربيجاني، ولوحات ومنحوتات، وسجاد أذربيجاني بالزخارف الهندسية، وأغراض تذكارية لشخصيات أذربيجانية معروفة، ومواد فنية وحرفية ثمينة أخرى.
كما تم تدمير كهف “الأزيك” و”تاغلار” التاريخيين والشهيرين وتلال “جاراكوبيك” و”أوزرليك تيبي”، والتي كانت أول مستوطنات بشرية، ويستخدم الآن لأغراض عسكرية، إلى جانب التلال في مناطق “خوجالي” و”أغدام” و”أغدارا” و”فزولي” و”جبرائيل”، وتم تدمير المقابر وشواهد القبور والمعابد والآثار التابعة لألبانيا القوقازية ومجمع قصر الشاعرة “خورشود بانو ناتوان” في الأراضي المحتلة في “شوشا” و”لاشين” و”كالبجار” و”قوبادلي” و”زانجيلان” و”فزولي”، في أراضي المحمية المعمارية التاريخية “شوشا”، كما تعرض قصر بناه “خان” وقصور “حمزة سلطان” و”سلطان أحمد” في منطقة “لاتشن” للدمار الشامل.
وللإشارة، فقد تم استخدام الأسرى والرهائن الأذربيجانيين في هدم ونهب الآثار الدينية والثقافية في الأراضي المحتلة هو مظهر من مظاهر التخريب والهمجية الأرمنيين.
وشهد أبناء أذربيجان الأسرى بأم أعينهم مشاهد النهب والهدم والدمار. وقد بلغ حجم الضرر المادي والمعنوي الذي لحق بالثقافة الأذربيجانية نتيجة النزاع الأرمني الأذربيجاني حول “ناغورنو كاراباخ”، بالإضافة إلى الآثار التاريخية والثقافية غير المنقولة التي من المستحيل تحديد قيمتها، حيث بلغ إجمالي الأضرار التي لحقت بجمهورية أذربيجان وفقًا لتقديرات تخمينية تستند إلى وثائق تقييم عام 1994،6 مليارات و71 مليون دولار أمريكي.
تدمير المقدسات وتدنيسها
قال فخامة الرئيس “إلهام علييف”: ” الدولة التي تدمر المساجد وتهين هذه القيم باحتفاظها بالحيوانات فيها، لا يمكن أن تكون أبدًا صديقة للدول الإسلامية”
لقد هدم ودمر الأرمن مسجد الجمعة أشاغي ويخاري جعفراغا، كوشارلي، كؤجرلي وماردينلي، وقاموا بتدمير معظم المنازل المبنية على الطراز الوطني تعكس السمات المعمارية الشرقية للمدينة، المقبرة القديمة ، وعمارة بناه خان في أغدام، مسجد الجمعة، وقصور حمزة سلطان وسلطان احمد في منطقة لاشين، والمساجد والمزارات والمعابد والتماثيل الحجرية والمقابر القديمة والتلال والمباني السكنية ذات الآثار التاريخية ونقلوا الآثار الثقافية المادية إلى أرمينيا.كما تعرض المسجد الجامع في منطقة جبرائل الذي يعود تاريخه إلى القرن السابع عشر ومسجدا يوخاري جوهر آغا وآشاغي جوهر آغا ومسجد ساعاتلى في مدينة شوشة (يعود تاريخ هذه المساجد إلى القرن الثامن عشر) لأعمال التخريب والدمار والهدم وصار مسجد آغدام محل احتقار وابتذال حيث تم تحويله إلى حظيرة للخنازير والأبقار. كما كان هناك مسجد دمير بلاق في العاصمة ايرفان وتم تسويته بالأرض وتم صيانة المسجد الأزرق من أجل تغيير مظاهره الأصلية. وتأتي في عداد اللآثار المعمارية المخربة مسجد حاجي نوفروز علي (تم تشييده في النصف الثاني من القرن التاسع عشر) في مدينة ايرفان ومجمع قصر الخانات. كما تعرض مسجد سردار في وسط ايرفان لهدم ممنهج وفي نهاية المطاف سوي بالأرض عام 2014.
إجراءات قانونية
تعد الممارسات غير القانونية ضد الملكية الثقافية والتراث الثقافي إبان النزاعات المسلحة جريمة عسكرية بحسب قانون الجنايات الدولي. وتتحمل جمهورية أرمينيا كدولة عضوة في المؤسسات الدولية مسؤولية ما ارتكبته في الأراضي المحتلة من أعمال تخريبية بحق الآثار الآذربيجانية الدينية والثقافية.
وفي هذا الإطار، أعدت وزارة الثقافة ووزارة الخارجية في جمهورية “أذربيجان” تقريرين مفصلين بشأن “محو التراث الديني والتاريخي المتعلق بدين الإسلام في أراضي جمهورية أذربيجان المحتلة من قبل أرمينيا” و”تدمير وإهانة التراث الأذربيجاني الثقافي والتـاريخي بفعل الأعمال العدوانية الأرمنية المستمرة في حق جمهورية أذربيجان”، وتقدمتا بهما إلى عدد من المنظمات الدولية وفي مقدمتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ومنظمة الأمم المتحدة، ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ومجلس أوروبا، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة، ومنظمات كثيرة أخرى. ونتيجة لهذه الجهود الجبارة التي بذلتها السلطات الأذربيجانية تبنت منظمة التعاون الإسلامي قرارات متلاحقة بشأن تدمير وتدنيس المعابد والتراث التاريخي والثقافي المتعلق بالدين الإسلامي في الأراضي المحتلة نتيجة الاحتلال الأرمني؛ وبالتالى، تم تبني مثل هذه القرارات في اجتماعات وزراء خارجية الدول العضو في منظمة التعاون الإسلامي المنعقدة في عام 2015 (دولة الكويت) وعام 2016 (أوزبكستان) وعام 2017 (ساحل العاج).
ولاحقاً صدر عن الدورة السادسة والأربعين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي المنعقد في “أبو ظبي” عاصمة “الإمارات العربية المتحدة” (1-2 مارس عام 2019) قرار بشأن تدمير وتخريب الآثار والمقدسات الإسلامية التاريخية والحضارية في أراضى “أذربيجان” المحتلة نتيجة عدوان جمهورية “أرمينيا” على جمهورية “أذربيجان”.
تجدر الإشارة إلى أن ممارسات “أرمينيا” هذه انتهاك صارخ لمعاهدة “لاهاي” بشأن حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي أثناء النزاعات المسلحة (عام 1954) والبروتوكول الثاني الملحق بها عام 1999، حيث ينص البند التاسع من هذا البروتوكول على تعهد الطرف المحتل في الأراضي المحتلة بمنع تجارة الملكية الثقافية والقطع الأثرية وتهريبها وحظر التغيير المقصود أو المتعمد لمعالم وخصوصيات اللآثار الثقافية والتاريخية والعلمية.
وفي الأخير أشير إلى أن المملكة المغربية الشقيقة، دائما تدعم قراراتنا، وإننا لنقدر تقديرا عاليا حكومة وشعبا دعم المملكة المغربية لجمهورية أذربيجان فيما يتعلق بالعدوان الأرميني على أراضيها وكذا في حربها الوطنية (حرب 44 يوما) التي تم خلالها تحرير واسترجاع الأراضي المحتلة وتحقيق وحدة وسيادة الدولة على أراضيها، تحت قيادة فخامة الرئيس إلهام علييف القائد الأعلى للجيش الأذربيجاني.
التعليقات مغلقة.