الموت أكبر الفواجع التي تؤثر على أي إنسان كيفما كان جبروته وقوة تحمله، والموت في لحظاته تدوب الخلافات وتنسى المشاحنات، الموت فاجعة قسوتها، والحزن التي تدخله في القلوب لا يعرف حجمه إلا من شرب من كأسه حينها، أحسن عزاء لأهل الميت هو الوقوف بجانبهم وتخفيف الحمل عليهم ومساعدتهم على قدر الإمكان وتأدية الواجب المفروض أولا.
وعكس ما تم ذكره، فدوار “الفضاضلة” التابع لجماعة “سيدي شيكر” بإقليم اليوسفية عرف، منتصف هذا الاسبوع الذي نودعه، حدثا أثار القيل والقال، وأصبح محط الكلام وموضوع الجلسات، وذلك عندما اضظر مواطن لاكتراء سيارة لنقل الأموات من مدينة الدار البيضاء كلفته مبلغ أربعة “4000” آلاف درهم من أجل جلب جثة ابنه الذي وافته المنية بالعاصمة الاقتصادية، وذلك بسبب عدم توفر سيارة لنقل الأموات بتراب الجماعة.
حدث يطرح عدة تساؤلات ويضع عدة علامات استفهام حول عدم وجود أو توفير سيارة لنقل الأموات بتراب الجماعة من أجل تخفيف العبئ عن الساكنة، فاكتراء سيارة لنقل الأموات تابعة لإحدى الشركات تكلفتها يصعب على المواطن البسيط تحملها، وإن كان حتى ميسور الحال.
فهل ستتدخل الجهات المسؤولة من أجل الحرص على عدم تكرار هذا الموقف وتوفير سيارة لنقل الأموات في قادم الأيام باعتبارها من الاولويات، ونقطة تصب في إطار خدمة الصالح العام، وفي نفس الوقت تبرهن على عزيمة التغيير والإصلاح.
مثل هاته الأشياء يجب أن تكون غير مطروحة للنقاش من الأساس، فشرح الموضحات من المفضحات، وغير بعيد على تراب الجماعة هنالك جماعات أخرى وفرت هذه الخدمة لساكنتها على سبيل المثال لا الحصر، جماعة “رأس العين” وجماعة “الطياميم”، هذه الأخيرة التي تعتبر من أصغر الجماعات على مستوى الإقليم واقلهم في ميزانية التسيي،ر ورغم ذلك مثل هذه الخدمة متوفرة، بل أكثر من ذلك فهي تقوم أيضا بتقديم خدمة نقل الأموات لجماعات أخرى كجماعة “سيدي شيكر” مثلا.
وجذير بالذكر أن كل من جمعية الهدى للرياضة والتنمية المستدامة فرع “سيدي شيكر” و”المنتدى المغربي لحقوق الانسان والرقابة على الثروة وحماية المال”، فرع سيدي شيكر، قد قاما بوضع طلب تحت رقم 04/2022 بتاريخ 03/01/2022 لدى مصالح جماعة “سيدي شيكر” بخصوص إدراج نقطة في جدول اعمال المجلس تهم توفير سيارة لنقل الأموات وإلى حدود الساعة لم تتوصلا بأي إجابة على الطلب.
فهل سيكون هنالك تدارك للموقف أم أن الحالة ستبقى كما كانت؟؟؟
التعليقات مغلقة.