قال الصحفي عبد الحميد جماهري مدير نشر يومية “الاتحاد الاشتراكي”ّ إنه لطالما تم الحديث عن مشكلة حقيقية، جرى التنبيه لها منذ التقرير الذي صدر عن “المرصد الجيواستراتيجي للمخدرات” في نهاية التسعينات، حول علاقة المخدرات بالانتخابات والسياسة بشكل عام.
وأشار جماهري الذي كان يتحدث كممثل عن حزب “الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية” في ندوة نظمتها مؤسسة “الفقيه التطواني” أمس الثلاثاء، أن عبد الرحمان اليوسفي كلفه بترجمة هذا التقرير، والخلاصة الأساسية التي تضمنها هو تحذيره منذ 30 سنة مضت من تعميم النموذج الكولومبي (نسبة إلى كولومبيا) في المغرب.
وأوضح جماهري في حديثه عن ملف “اسكوبار” الذي اعتقل على خلفيته قياديون كبار في حزب “الأصالة والمعاصرة” منهم رئيس جهة الشرق عبد النبي بعيوي، ورئيس مجلس عمالة الدار البيضاء البرلماني سعيد الناصري، أن خلاصات ذلك التقرير كانت تظهر آنذاك أنها سابقة لأوانها.
وأضاف ” ما يثيرني هو أن زعيم حزب سياسي هو ادريس لشكر الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، قال في مؤتمر بالحي المحمدي الأسبوع المنصرم، إنه تم الاتفاق بما يشبه القرار شهرين قبل الانتخابات على استبعاد كتلة بشرية من البارونات من حقل التنافس الانتخابي، لكن الذي تم، وفق ما قاله لشكر بالحرف والدارجة المغربية “تيكات الكارطة وتم الانقلاب على هذا الاتفاق”.
وتابع الجماهري ” قلت للشكر أن ما أورده خطير وأنه رمى بقنبلة وليس تصريحا عاديا، ويجب أن يعلن مع من تم هذا الاتفاق، لكن مع الأسف مر الأمر وكأنه لا يعني أحدا”.
وأكد أن الفرصة ربما تكون اليوم سانحة كي يطرح إصلاح مؤسساتي وسياسي عميق فيما يتعلق بقواعد اللعب السياسي، وأن يخرج المغرب من التجريبية الانتخابية في كل مرحلة.
وسجل أن الملك بنفسه قال إنه لا يثقف في بعض السياسيين، فلماذا يراد للمغاربة أن يثقوا في السياسيين، وأن تسوق الأحزاب السياسية أن ممثليها أهل للثقة.
واعتبر الجماهري أن الخطورة ليست دائما في الفاسد، بل تكمن في إعطاء مظلة مؤسساتية وسياسية وأمنية وقضائية لهذا الفاسد كي يخلق وضعا سياسيا ويخترق المؤسسات.
وأبرز أنه لا يعقل أن الكركرات التي تجسد رمز نجاح في الصحراء هي نفسها اليوم الذي تذكر في القبض ومصادرة على الأطنان من المخدرات.
وشدد على أن الخطير اليوم هو ما نشهده من “زنى محارم ديمقراطي” بين المال المشبوه والسياسة.
التعليقات مغلقة.